تطرقت في الأسبوع الماضي إلى 3 جوانب سلبية في نظام دوري الاتحاد وبيت التمويل الخليجي لكرة اليد للدرجة الأولى الحالي. وفي هذا الأسبوع سأواصل الإشارة إلى الوجه السلبي للدوري بنظام المجموعتين غير المتكافئتين. باعتقادي أن هذا النظام يهضم عطاء بطل الدوري التمهيدي والجهد الذي بذله في 3 أشهر، فمثلا النادي الأهلي تصدر ذلك الدور من دون هزيمة، ما الذي استفاده من تلك الصدارة؟! لم يحصل لا على الحافز ولا على حق مشاركة في بطولة خارجية؟! ولم يحصل حتى على نقطة أو نقطتين تميزه في المرحلة الحاسمة عن الفريق الذي تأهل وهو في المركز السادس.
الجانب الآخر من السلبيات، أن فرق الستة في المجموعة الثانية وإن كانوا يلعبون في منافسة بمستوى متقارب إلى حد ما، إلا أن التطور في الجانب الفني يعد قليلا قياسا بالاحتكاك بالفرق القوية، وأرى أن الاتفاق بجيله الحالي لم يصل إلى هذا المستوى إلا من خلال الاحتكاك بهذه الفرق، وتأهله إلى الدورة السداسية ليس الشاهد على ذلك بل المستوى الذي قدمه والنتائج التي سجلها أمام الفرق التي تفوقه خبرة دليل على ذلك وإلا فإنه قبل موسمين ينافس على الثامن والتاسع، وتحول لينافس على السابع والثامن، وفي هذا الموسم كان بإمكانه الوصول إلى المركز الرابع على الأقل لولا نقص الخبرة، الحديث عن الاتفاق ليس من جانب النتائج فقط بل حتى المستوى الفني الذي لوحظ تطوره بشكل لافت.
الجانب الأخير من السلبيات التي حصدتها ذاكرتي، أن الفرق الستة في المجموعة الثانية أشبه ما يكونون في غرفة مظلمة لا أحد يتابع مبارياتهم لا على المستوى الجماهيري ولا الرسمي ولا حتى الإعلامي، ذلك لا يولد الحافز لدى اللاعبين أيضا إذا ما أحسوا بأنهم يلعبون من أجل تكملة الدوري لا أكثر ولا أقل، وفي النهاية لابد أن لنظام المجموعتين إيجابيات قد تكون ذات وزن عال كما للنظام الكلاسيكي سلبيات أيضا، إلا أنني صرت مقتنعا جدا بأن الوسط الرياضي في لعبة كرة اليد لا يتحمل منافسة كهذه وهي أكبر السلبيات من وجهة نظري؛ لأن كل السلبيات لا تساوي أن يأتيك إنسان يشكك في نزاهة الإنسان الآخر، كل ذلك لا يساوي أن يأتي أحد لعضو في مجلس الإدارة يقول له أنت تعمل لمصلحة ناديك أو النادي الفلاني، وكل ذلك لا يساوي أن يأتي أحد إلى أي من المحررين الرياضيين يقول له أنت تكتب لدوافع معينة!
ليس في البحرين فقط، بل في العالم العربي بأسره، لا يعترف بمبدأ أن الرياضة فوز وخسارة، هذا المبدأ يعترف فيه كلاما فقط واما فعلا فلا، إذ تجد أن المسئول يتحدث بلغة وعقلية الجماهير عند الخسارة، ولا يتحدث بلغة العقل والدبلوماسية، نسمع بعد خسارة المباريات عن نظرية المؤامرات من قبل الاتحاد أو الحكام مثلا، نسمع التشكيك في نزاهة الحكام، نسمع التصريحات العنترية، وقلما نسمع أن الفريق قدم مباراة طيبة ولكنه لم يوفق، أو الفريق لم يؤد واستحق الخسارة. أعتقد أنه قبل أن تتثقف الجماهير يجب أن يكون الإداري أو عضو مجلس الإدارة مثقفا رياضيا، فالرياضة ثقافة خاصة لها أصولها وفنونها وقوانينها حالها حال الثقافات الأخرى، وأساس هذه الثقافة هو الأخلاق، لا أسميها الأخلاق الرياضية، بل الأخلاق الإسلامية.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ