العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ

للرياضيين مشكلاتهم أيضا!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في النصف الأول من السبعينيات، وفي عز المتابعة الحماسية للرياضة، كنا نبحث عن مجلة «الرياضي» الكويتية، وكنا نذهب إلى المنامة لشرائها حال نزولها من السيارة قبل أن تنفد!

وفي النصف الثاني من السبعينيات أخذنا نتابع مجلة «الرياضة»، التي أصدرها المرحوم عبدالرحمن عاشير، ومجلة «الصقر» القطرية الفخمة جدا بمقاييس ذلك الزمان.

دار الزمان وقطعتنا السياسة عن الرياضة، حتى صدور «الوسط»، الصحيفة السياسية المستقلة الجادة، التي بدأت بثلاث صفحات رياضية، زيدت بعد فترةٍ تلبية لرغبة الجمهور، حتى انتقلت إلى إصدار الملحق الرياضي، بعدما تبين أن جمهور الرياضة في بلادنا أكبر من جمهور السياسة والجمعيات!

المحررون بأقسام المحليات والاقتصاد والدوليات، أكثرهم ليس له اهتمامات رياضية. وبالنسبة للمتابعين للشأن المحلي والعالمي معا، قليلا ما تجذبنا الرياضة إلى شباكها. وفي البداية كنّا كثيرا ما «نحسد» المحرّرين بالرياضة لتصوّرٍ مسبقٍ بأن مجال عملهم خالٍ من الهموم والمشكلات، ولكن بعد فترة تكشفت أمورٌ لا تقل معاناة عمّا يجري في الشأن الوطني العام. وعندما يضطر أحدنا للحديث عن شأن رياضي فغالبا ما يرتبط بالتجنيس، هذه السياسة الخاطئة التي جلبت على بلدنا الكثير من مظاهر الإساءة والهوان والتعليقات، إن في الصحافة الأجنبية أو في الشارع الخليجي.

ربما يذكر الكثيرون ما ألحقه رياضيٌ أفريقيٌ تم تجنيسه، من حرجٍ بالبحرين جراء مشاركته في ماراثون في الكيان الصهيوني؛ أو ما أثارته الصحافة في دول المصدر في شرق أفريقيا من تعليقات مهينة للبحرين بسبب التجنيس. وعندما تتحدّث لمحرّري الرياضة يقولون إن هناك أندية معروفة كالمحرق والرفاع، هي التي تقف وراء التجنيس، بينما يعارضها نادٍ آخر مثل الأهلي. ومن حسن الحظ أن إدارة هذا النادي مختلطة، وليست محسوبة على فئةٍ معينة، لكيلا يؤخذ هذا القرار الوطني الناضج والمسئول تفسيرات طائفية.

بعض القراء الرياضيين لهم وجهة نظر بأن الملحق «أهلاوي»، ولتكرّر سماع ذلك وجدت نفسي وسيطا أنقل وجهة النظر هذه، فكان الردّ بأن سياسة الملحق تقوم على متابعة الحدث الرياضي وتغطيته. وعليه لا يمكن أن تتجاهل ناديا عريقا كالأهلي وصل للنهائيات في أربع بطولات، لئلا يقال إنك أهلاوي... فالتغطية تشمله كما تشمل سواه.

من الأمور التي تلقى استغراب العاملين في الأقسام الأخرى أحيانا مظاهر العنف والاحتجاج في الملاعب الرياضية، فالمفترض أن تكون الملاعب أماكن للترويح والفرفشة. وتتفاجأ أحيانا بتناول بعض الصحف لأحداث معينة بصورة تحريضية، وتجاهلها لأحداث أخرى كما حدث في الأسابيع الأخيرة، وتكتشف أن السياسة واحتقاناتها تمد ذيولها هنا.

عندما سألت عمّا حدث مستغربا الصور المنشورة، أوضح أحد الزملاء أن جماهير الأهلي القادمين من مناطق مختلفة، مُنعوا من دخول الملعب، وظلوا لمدةٍ ساعة ونصف تحت أشعة الشمس، بينما سُمح بدخول جماهير نادٍ آخر. وهذا ما يفسّر الغضبة التي تفجّرت نهاية المباراة مع احتساب ضربة جزاء مشكوك فيها، في الوقت الضائع الذي لم يحتسب مثله في تاريخ كرة القدم على الإطلاق.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً