أبدى الائتلاف الوطني السوري أمس الاثنين (11 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 شرط ان يؤدي هذا المؤتمر الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة والا يكون لنظام الرئيس بشار الاسد دور في المرحلة الانتقالية.
وفي الوقت نفسه، قتل تسعة اطفال وأصيب آخرون بجروح بقذائف هاون سقطت في منطقة ذات غالبية مسيحية في دمشق، بحسب ما افاد الاعلام الرسمي السوري، بينما سيطرت القوات النظامية على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي في شمال سوريا، كما افاد مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس.
وفي ختام اليوم الثاني من المشاورات في اسطنبول، اعطت مختلف فصائل الائتلاف الوطني السوري في تصويت نظم ليل الاحد الاثنين موافقتها المبدئية على محادثات السلام.
وقالت الهيئة العامة للائتلاف في بيان انها "ناقشت موضوع المشاركة في جنيف 2".
واضافت "بعد التداول، أقرت استعداد الائتلاف للمشاركة في المؤتمر على اساس نقل السلطة الى هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات الرئاسية والعسكرية والامنية وعلى الا يكون لبشار الاسد واعوانه الملطخة ايديهم بدماء السوريين اي دور في المرحلة الانتقالية ومستقبل سوريا".
الى ذلك، اشترط الائتلاف الذي يعد ابرز مكونات المعارضة، ان "يسبق عقد المؤتمر إدخال وضمان استمرار دخول قوافل الاغاثة من الصليب الاحمر والهلال الاحمر وغيرها من الهيئات الاغاثية الى كافة المناطق المحاصرة والافراج عن المعتقلين، خصوصا النساء والاطفال".
ومساء الاثنين، رفض المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي مشاركة ايران في المؤتمر، وقال "نعتبر ان ايران بلد يحتل سوريا".
وتعليقا على هذه الخطوة، اعتبر وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان هذه المشاركة ستكون "خطوة كبيرة". وقال في مؤتمر صحافي اليوم في ابو ظبي "اجرت المعارضة السورية امس تصويتا للذهاب الى جنيف. انها خطوة كبيرة".
بدوره، رحب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بخطوة الائتلاف وقال امام مجلس العموم "في ضوء هذا القرار، سنقدم اليهم مساعدة ملموسة وسياسية لمساعدتهم في تشكيل وفد" الى جنيف.
وتسعى الولايات المتحدة وروسيا منذ ايار/مايو الماضي الى عقد هذا المؤتمر بمشاركة ممثلين للنظام السوري والمعارضة، سعيا للتوصل الى حل سياسي للازمة المستمرة منذ 31 شهرا.
وفي حين تشدد المعارضة على ضرورة رحيل النظام، ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الرئيس الاسد الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرة ان القرار في ذلك يعود "للشعب السوري".
واشارت الهيئة العامة للائتلاف في بيانها اليوم الى انها "كلفت لجنة من اعضاء الائتلاف بإجراء المشاورات اللازمة مع قوى الثورة في الداخل والمهجر لشرح موقفها وتعزيزه حول قرارات الائتلاف".
وبين الرافضين للمؤتمر المجلس الوطني السوري الذي هدد بالانسحاب من الائتلاف اذا وافق اعضاؤه على الذهاب الى جنيف.
وقال منذر آقبيق مدير مكتب احمد الجربا ان عددا كبيرا من هؤلاء وافقوا على حجج المؤيدين للمشاركة. واضاف ان "القرار اعتمد بشبه اجماع. المجلس الوطني السوري غير رأيه بالتأكيد بما انه صوت".
وسبق للعديد من الكتائب المقاتلة البارزة ان رفضت فكرة المشاركة في المؤتمر، معتبرة ان ذلك سيكون "خيانة للثورة السورية"، في اشارة الى الاحتجاجات التي اندلعت ضد النظام منتصف آذار/مارس 2011، وتحولت نزاعا داميا اودى بحياة اكثر من 120 الف شخص.
وكان الائتلاف اعلن الاحد انه بدأ محادثات مع المجموعات المقاتلة على الارض من اجل التوصل الى موقف مشترك من المشاركة في جنيف 2. وقال المتحدث باسم الائتلاف خالد الصالح في تصريحات صحافية امس "لدينا الان حوار وشراكة وسنعمل مع كتائب الجيش السوري الحر".
وقال آقبيق "عندما نوضح لبعض المجموعات ان الانتقال السياسي يعني تغييرا في النظام، فانهم يفهمون ويوافقون".
ولم يوضح عن اي مجموعات يتحدث.
لكن خلافات ما زالت قائمة. وقال لؤي صافي في بيان الاحد ان "الذهاب الى جنيف-2 او عدمه قرار يعود الى الشعب السوري (...) الائتلاف ليس الا هيئة لتنفيذ ارادته".
وانهت المعارضة السورية مساء الاثنين اجتماعها في اسطنبول بتعيين حكومة من تسعة وزراء مكلفين ادارة الاراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة برئاسة رئيس الحكومة الانتقالية احمد طعمة.
ميدانيا، سيطرت القوات النظامية على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي في شمال سوريا، ما قد يمهد لاعادة فتح أبوابه المغلقة منذ نحو عام، بحسب ما افاد مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس اليوم الاثنين.
وقال المصدر ان "كل المناطق جنوب شرق المطار باتت في يد الجيش"، مشيرا الى ان "اعادة تشغيل المطار باتت ممكنة".
يأتي ذلك غداة استعادة القوات النظامية السيطرة على قاعدة عسكرية استراتيجية تعرف باسم "اللواء 80"، مكلفة حماية المطار المتوقف عن العمل منذ كانون الثاني/يناير، والتي كان مقاتلو المعارضة يسيطرون عليها منذ شباط/فبراير.
من جهة اخرى، قتل تسعة اطفال وأصيب آخرون بجروح اليوم اثر سقوط قذائف هاون على مدرسة في حي القصاع ذي الغالبية المسيحية وسط دمشق وحافلة تقل طلابا في حي باب شرقي القريب منه، بحسب ما افاد الاعلام الرسمي السوري.
وفي ريف حلب (شمال)، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن "ارتفاع حصيلة الشهداء في مدينة عين العرب (كوباني) الى 11 مواطنا بينهم ممرض وعدد من الاطفال (...) اثر تفجير رجل لنفسه بعربة مفخخة بالقرب من مبنى الهلال الأحمر الكردي".
وكان المرصد افاد في حصيلة اولية عن مقتل خمسة اشخاص جراء التفجير في هذه البلدة ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا.