احتاجت رائعة الشاعر المصري الكبير عبدالرحمن الشرقاوي الشعرية «الحسين ثائراً... الحسين شهيداً» ثلاثين عاماً حتى تأخذ طريقها إلى المسرح.
في لقاء تلفزيوني، كشف المخرج جلال الشرقاوي عن كواليس العمل، فقد حاول المخرج كرم مطاوع تقديمها على المسرح في العام 1975، إلا أن الأزهر الشريف رفض بحجة عدم تجسيد شخصيات آل البيت. وكان الممثل القدير عبدالله غيث يحلم بأن يتوج حياته الفنية بتمثيلها قبل الاعتزال.
جلال الشرقاوي، عاد إلى نص المسرحية الشعرية بعد ربع قرن، حين بدأ حسني مبارك يمهّد الطريق لتوريث ابنه جمال عرش مصر، ففتح الكتاب ووجد «الحكاية هي هي» كما يقول. معاوية يريد توريث الملك لابنه يزيد، فأخذ البيعة من كل وجهاء القوم، مستخدماً ذهب المعز وسيفه، فحصل على المبايعة إلا من الحسن والحسين (الصحيح من الحسين فقط لأنه تخلّص من الحسن بالسم كما تروي كتب التاريخ).
الشرقاوي انقدحت في ذهنه هذه المقارنة، فعندما رأى مبارك يريد توريث الحكم لابنه في حياته، اشترى المؤسسات والوزارات والمفكرين والمبدعين والفنانين، بالذهب أو بالسيف، ليصل إلى مبتغاه.
في هذا الجزء من الحوار، يختار المخرج مقطعاً يظهر فيه أحمد عز، أحد أقطاب الحزب الوطني الحاكم، وهو يقول: «تحية إلى جمال مبارك مفجر ثورة التحديث والتطوير في الحزب»، ثم يبدأ بالتصفيق وتضج القاعة الملآى بالمنافقين بالتصفيق أيضاً.
الشرقاوي المخرج اتصل بحرم الكاتب، التي رحبت بالفكرة وقالت إن أمنية حياة زوجها أن يشاهد مسرحيته مجسّدةً على الخشبة. وهكذا كانت ثيمة «التوريث» هي التي سيطرت على تفكيره واهتمامه.
ولأنه يعرف أن للمسألة جانباً سياسياً معرقلاً، فأخذ يطرق الأبواب للحصول على رخصةٍ للعرض. طرق أولاً باب أحمد كمال أبوالمجد، الذي كان يعرفه كاتباً منفتحاً من خلال مقالاته وكتاباته، فاعترف بأنه مشروع عظيم، لكنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً، ونصحه بالذهاب إلى الأزهر. اتصل بمكتب الإمام الأكبر وعين له موعد، حيث استقبله بود، وأعرب عن موافقته مبدئياً، لكن لابد من موافقة مجمع البحوث، الذي يضم 52 إماماً، فقامت القيامة حيث كان رفضهم بالإجماع و«بتوحش»، وبدأوا يكتبون ضده في الصحف قبل أن يخرجوا بقرار. فعاد لإمام الأزهر طالباً الجلوس مع مجمع البحوث وجهاً لوجه، حيث دعي للجلسة الشهرية بتاريخ 26 أكتوبر 2000.
خلال هذه الفترة انكب جلال الشرقاوي على ما لديه من كتب ومراجع إسلامية، وحين التحق بالجلسة، كانت إحدى الحجج أن المسرحية ستسبب فتنة بين السنة والشيعة، وأنك «تحرّض الجمهور على الوقوف في وجه الحاكم الظالم، متخذين الحسين مثلاً ونموذجاً». وعلقت المذيعة بلهجة عامية: «طيب، دي حاجة كويسة، هذا هو دور الفن»!
كانت حجةً مكرورة، طالما اجترّها علماء الدين التقليديون طوال ثلاثة عشر قرناً، فرد عليهم المخرج الشرقاوي: «هل ترون فضيلتكم أن حكومتنا فاسدة ظالمة؟، فلم ينطق منهم أحد بكلمة. كانت ضربة معلم أوجعتهم كثيراً.
أستاذ آخر قال: «نحن لم نرفضها بسبب تجسيد الحسين وزينب، ولكن لأن فيها إساءة لبعض الصحابة». وهي حجةٌ مكرورةٌ شديدة الغرابة، توحي بأن بعض صحابة الرسول (ص) تورطوا في سفك دم حفيده الحسين.
أستاذ ثالث اعترض قائلاً: «أنت تشجّع على الجهاد والمقاومة ضد فئة مسلمة، بالإضافة إلى تجسيد آل بيت النبي». أما الإمام الرابع فقال: «اليهود لو شاهدوا المسرحية لقالوا إن ما فعلناه بمحمد الدرةأرفق بألف مرة مما فعلتموه بالحسين. نحن أرحم بالمسلمين من بعضهم البعض». وعليه كان يجب أن يمنع عرض هذه المسرحية لقطع الطريق أمام «إسرائيل»، وعدم إعطائها حجةً للتقوّل علينا بالحق أو بالباطل!
بعد ساعة من الحوارات والحجج الواهية، بدأ الجدار يتشقق، وبدأ بعض الأفاضل بالاختلاف فيما بينهم، والانحياز إلى موقف المخرج. وهكذا خرجت المسرحية إلى النور، فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4084 - الإثنين 11 نوفمبر 2013م الموافق 07 محرم 1435هـ
الشرقاوي
من أبدع كتابنا. كتابه علي امام المتقين غير حياتي بلا مرية ، جسد فيه روح الاسلام الحقيقية بعيداً عن التعصب المذهبي البغيض ، تعالى عن الغلو و قدم للناس اجمل صورة.
زمن ظهرت الحقيقة للجميع
يا سيد ما يريدون تعرض هذه القضايا الحساسة على المسرح ولا اتللفزيون لانها تفضحهم وتكشف حقيقتهم ولذلك كانوا مينعونها بحجج واهية.لكن الان الامر ليس بيدهم في هذا الزمان. لقد ارسل الله قوما يصرفون الملايين لاظهار الحق والحقيقية للشعوب العربية والاسلامية.
افحمهم ولا واحد رد
فرد عليهم المخرج الشرقاوي: «هل ترون فضيلتكم أن حكومتنا فاسدة ظالمة؟، فلم ينطق منهم أحد بكلمة. كانت ضربة معلم أوجعتهم كثيراً. ولا واحد تجرا على الرد بلعوا السنتهم
لايك كبيرة
اتصورت روحي أقرى مقال في الفيس بوك وببادر بسرعة اسوي لايك لشدة إعجابي بالمقال.
مقال رائع
المقال جميل بس كأني قرأته من قبل سيدنا؟.
مرفوض
شكرا لك .لكن لى سؤال هل توافق على ما تعرضه قنواتنا الشيعية فى العراق من مآسى اسالة الدماء فى الشوارع وممارسة التطبيل والسب والشتم هل هذه أخلاقنا وهل هذا هو ديننا ..نتكلم بأمور حساسة والواقع شئ آخر
ليس كل ممارسة نشاهدها من أتباع مذهب تعني أنها من أصول المذهب
أتفق معك أن هناك ممارسات غير صحيحة. ولكن الطابع العام الغالب هو الحزن والعزاء للمصائب أهل البيت في كربلاء. والكاتب أثار نقطة مهمة هي أن البعض لا يريد أن يقرأ التاريخ لكي لا يقع في الحرج و يعترف بإجرامية الخط الأموي.
انا صاحب التعليق الأول
أتفق معك ان معظم الطقوس التي تمارس باسم ومن يعظم شعائر الله
خارجة عن الشريعة وتقتل الحسين ع
وكثرت البدع والخرافات وحرفت قضيت الحسين ع عن أهدافها بسبب ممارسات خاطئة تصور الحسين دمعة وحرق خيمة ووووو
الحسين مشروع اسلامي انساني
هل سب الصحابة حرام و قتلهم حلال !
الحسين بن علي كان صحابيا فضلا عن قرابته للنبي ع دما
طيب نحن نش حملة ونعادي بل ونكفر من يشتم الصحابة رضوان الله عليهم ..تمام
طيب لما نسكت عن قتلهم اليس الحسين ع بصحابي!
اليس القتل أشد وأخطر من السب للصحابة
أليس من قتل نفس بريئة جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه أيسا من رحمة الله
أو كأنما قتل الناس جميعا
فما حكم القاتل ..أجيبوا يا ذا الرشدي
1
اخي العزيز تعددت الاسباب و الموت واحدُ و الله يحكم بينهم اما ما تستفيد من السب ويمكن تسب من لا ذنب لة مجرد حقد و بغض للصحابة عمر الفاروق فتح فارس وادخل لهم الاسلام بعد ما كانوا يعبدون النار وهاهم يسبونة