العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ

أوباما... وأجندة «حوار الحضارات»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل ثماني سنوات، استجابت منظمة الأمم المتحدة لدعوة كان قد أطلقها الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي دعا إلى اعتماد العام 2001 عاما للحوار بين الحضارات... وبالفعل تبنت منظمة اليونيسكو ذلك العام، وبدأت حوارات جادة في عواصم العالم حول «حوار الثقافات»، وذلك ردا على مفهوم «صراع الحضارات» الذي كان مطروحا بقوة بعد انتهاء الحرب الباردة في مطلع التسعينيات.

ولكن العام 2001 انقلب بالفعل إلى «صراع الحضارات» تماما كما أراد متطرفو العالمين الغربي والإسلامي، وكانت علامة ذلك العمليات الإرهابية التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي وعددا آخر من المعالم الأميركية. نعلم أيضا أن الإدارة الأميركية السابقة بقيادة الرئيس جورج دبليو بوش استغلت هذا الحدث لشن حرب على أفغانستان والعراق، ثم شجعت أو شاركت في خلق بيئة للحروب الإسرائيلية على لبنان وغزة.

بعد ثماني سنوات من «صراع الحضارات»، جاء الرئيس الأميركي الجديد باراك حسين أوباما ليغير اتجاه البوصلة نحو «حوار الحضارات»... وقد وفق في أنه بدأ نشاطه في هذا الاتجاه في مطلع فترته الرئاسية، وتحدث بخطابات حميمية تجاه المسلمين بعد توليه الرئاسة وعند زيارته تركيا في مطلع أبريل/ نيسان الماضي، وفي هذا السياق جاء خطابه الموجه إلى العالم الإسلامي الذي ألقاه في جامعة القاهرة، ليؤكد إمكانية انطلاق مشروع «حوار الحضارات» بدعم مباشر من الادارة الأميركية التي لم تعد تتحدث عن «القوة الصلبة» كوسيلة مفضلة لفرض الأمر الواقع لخدمة المصالح الحيوية الأميركية.

أوباما حرك أجندة «حوار الحضارات» على أرض الواقع، وحديثه المفعم بالحيوية والآمال الكبيرة نحو مستقبل مختلف عن ما تعودنا على رؤيته ومعايشته هو حديث يستحق الثناء.

ولكن، هذه الحيوية الجديدة تحتاج إلى ترجمة على أرض الواقع بحيث يندفع الناس - بمختلف فئاتهم - نحو الرشد والعقلانية بدلا من الحروب والتطرف والإرهاب. فنحن نعلم أن الاستبداد يدفع نحو الإحباط والتطرف والإرهاب، ونعلم أن انحياز أميركا نحو «إسرائيل» المتطرفة والمعتدية يعتبر حافزا للرد عليها من خلال التطرف أيضا.

وعليه، فإن ما نحتاجه أكثر من «إزالة سوء الفهم» الذي سعى أوباما إلى تحقيقه من خلال خطوته الجريئة أمس... هو أن يكون حديثه مقدمة أولية لـ «أجندة جديدة» تقوم على احترام حقوق المواطنين في بلدانهم، واحترام الحقوق الجماعية للمسلمين فيما يتعلق بالقضايا الكبرى، وبذلك نسعى إلى تحقيق المصالح المشتركة للمسلمين والأميركان على أساس الاحترام المتبادل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2464 - الجمعة 05 يونيو 2009م الموافق 11 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً