قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) إن الولايات المتحدة «ليست عمياء، ولا أعتقد أننا أغبياء» فيما يتعلق بالمحادثات النووية مع إيران.
وأكد في مقابلة مع تلفزيون أميركي أنه «لا توجد أي ثغرات» في التزام إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه إسرائيل، وسط توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الحليفين بسبب المحادثات النووية الإيرانية.
وقال كيري إن «عدداً من أكثر الخبراء في حكومتنا جدية وقدرة ممن أمضوا حياتهم في التعامل مع إيران والأسلحة النووية والحد من التسلح النووي، يشاركون في وفدنا للمفاوضات».
وأكد «نحن لسنا عمياناً ولا أعتقد أننا أغبياء... وأعتقد أننا قادرون على معرفة كيف نتصرف بطريقة تخدم مصالح بلادنا والعالم وخاصة حلفاءنا مثل إسرائيل ودول الخليج وغيرها من دول المنطقة».
جنيف - أ ف ب
بعد ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة، افترقت إيران والقوى الست الكبرى في ساعات الأحد الأولى في جنيف بدون اتفاق لكنها اتفقت على الاجتماع مجدداً في 20 نوفمبر/ تشرين الثاني لكن طهران أكدت بعد ساعات أنها لن تتخلى عن «حقوقها النووية».
وبعد ساعات على انتهاء لمفاوضات، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن تتخلى عن «حقوقها النووية» بما في ذلك تخصيب اليورانيوم كما أوردت وسائل الإعلام الإيرانية غداة مفاوضات مكثفة في جنيف مع القوى الكبرى.
من جهته أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الأحد أن اتفاقاً حول النووي الإيراني موجود «على الطاولة ويمكن إبرامه».
وغداة انتهاء جولة المفاوضات قال هيغ لـ «البي بي سي» من جنيف «لا شك، كما قال جون كيري (وزير الخارجية الأميركي) خلال الليل، إن وجهات النظر بين مختلف الأطراف أقرب مما كانت عليه قبل المحادثات. وبالتالي فإننا لم نضيع وقتنا».
وأضاف إنه «لأمر حيوي أن نحتفظ بهذا الدفع (...) إن اتفاقاً موجود على الطاولة ويمكن إبرامه».
وتابع الوزير البريطاني «حول مسألة ما إذا كان ذلك سيتم في الأسابيع المقبلة، هناك احتمال كبير. لكن كما قلت إنها مفاوضات بالغة الصعوبة، لا يمكنني أن أقول بدقة متى ستنتهي لكننا سنحاول مجدداً في 20 و21 نوفمبر» في جنيف.
وقال هيغ «نقيم علاقة جيدة، علاقة عمل وعلاقة شخصية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. إنه مفاوض صعب لكنه بناء جداً واعتقد إنه يريد حل كل ذلك».
وقال الرئيس الإيراني أمام مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون «هناك خطوط حمر يجب عدم تجاوزها». وأضاف إن «حقوق الأمة الإيرانية ومصالحنا الوطنية تشكل خطاً أحمر، وكذلك الحقوق النووية في إطار القوانين الدولية، وذلك يتضمن تخصيب (اليورانيوم) على الأرض الإيرانية».
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أعلنا أن اجتماعاً جديداً سيعقد في 20 نوفمبر.
وأثار الاجتماع آمالاً كبيرة بعد سياسة الانفتاح على الغرب والولايات المتحدة التي بدأت منذ انتخاب روحاني في يونيو/ حزيران الماضي.
وتعثرت المفاوضات في اليومين الأخيرين بطلبات توضيح من بعض المشاركين وخصوصاً فرنسا، عند صياغة اتفاق مؤقت لمدة ستة أشهر يشكل مرحلة أولى «يمكن التحقق منها» على طريق اتفاق دائم.
وتعهدت إيران ومجموعة 5+1 التي تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) وألمانيا بعدم كشف مضمون المحادثات حرصاً على فاعليتها.
وطلبت ضمانات خصوصاً في بعض جوانب البرنامج، بينها مصير مفاعل آراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة ويجري بناؤه ليتم تشغيله صيف 2014.
وبقيت عالقة أيضاً المسائل المرتبطة بإنتاج البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة التي تعد مرحلة إلزامية لزيادة التخصيب إلى تسعين في المئة النسبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي، وكذلك مسألة 19 ألف جهاز للطرد المركزي وإنتاج جيل جديد من هذه الأجهزة أسرع بخمس مرات.
في المقابل يمكن أن تأمل إيران في تخفيف «محدود ولا يمكن الرجعة عنه» لبعض العقوبات وخصوصاً تلك التي أدت إلى تجميد الودائع الإيرانية في مصارف دول أخرى لكن ليس في الولايات المتحدة. وقال خبراء إن المبالغ التي يشملها ذلك تبلغ عشرات المليارات من الدولارات.
وأكد وزير الخارجية الإيراني أنه «لم يشعر بخيبة أمل» على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة 5+1. وقال للصحافيين «لا أشعر بخيبة أمل». وأضاف «نعمل معاً وسنكون قادرين على التوصل إلى اتفاق عندما نلتقي المرة القادمة».
من جهته، رحب وزير الخارجية الأميركي «بالتقدم الذي تحقق» في المفاوضات، مؤكداً «إننا الآن أقرب إلى اتفاق». وأكد كيري في مؤتمر صحافي أن «الولايات المتحدة عازمة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية»، بعد القلق الذي عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وصرح كيري في مقابلة مع تلفزيون أميركي إن الولايات المتحدة «ليست عمياء، ولا أعتقد أننا أغبياء» في ما يتعلق بالمحادثات النووية مع إيران.
وأكد في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الإخبارية أنه «لا توجد أي ثغرات» في التزام إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه إسرائيل، وسط توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الحليفين بسبب المحادثات النووية الإيرانية.
وقد أكد نتنياهو أمس أن إسرائيل ستبذل أقصى جهدها لإقناع المجتمع الدولي بوقف «الاتفاق السيئ»، بينما أعلن وزير الاقتصاد الإسرائيلي نافتالي بينيت أن الدولة العبرية ستستخدم تأثيرها على الكونغرس الأميركي لمحاولة منع إبرام الاتفاق قبل المفاوضات المقبلة.
العدد 4083 - الأحد 10 نوفمبر 2013م الموافق 06 محرم 1435هـ