يواصل المحروس اشتغاله على فن السيرة، حيث يسرد هذه المرة سيرة جدته «الحناية» أو «الخضابة» وعلاقتها بمن حولها من النساء والرجال. وبلغته الأنيقة وانتباهاته الذكية، يُدخلنا الكاتب في أجواء عالم نسوي شديد الخصوصية، يصف من خلاله منطقة «النعيم» البحرينية بدقة متناهية، ليس عبر المباني أو الأماكن فحسب، بل يتعمق أبعد باتجاه ناس تلك البلدة، ففي الكتاب المقسم على هيئة فصول يسرد في كل واحد منها حكاية من حكايات علاقة «مريم» بغيرها من النسوة، وحكايا تلك النسوة عنها؛ يقرأ المحروس شخصية المرأة في البحرين في تلك الفترات»الثلاثينات وما بعدها» ليُظهر التباينات فيما بينهن. كتاب «مريم» بقطعه الصغير، هو كتاب يشتعل بمتعة السرد، وبمتعة العيش مع شخوص تلك المرحلة من خلال ملاحقة أدق تفاصيل حياتهم، فالمحروس المهتم بفن السيرة، والكاتب الروائي، يمزج هنا الفنين بتناغم شديد ومدهش.
العدد 4081 - الجمعة 08 نوفمبر 2013م الموافق 04 محرم 1435هـ