العدد 4081 - الجمعة 08 نوفمبر 2013م الموافق 04 محرم 1435هـ

على صالة الرواق... «والمرأة إذا حضرت» لعبدالجبار الغضبان

تحت رعاية وكيل وزارة الداخلية لشئون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، تنظم صالة مساحة الرواق للفنون التشكيلية معرضاً للفنان عبدالجبار الغضبان بعنوان «في حضرة اللون» في الفترة من (10 حتى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013).

سيعرض خلال المعرض ما يفوق الثلاثين عملاً هي آخر نتاجات الغضبان التي كان يعمل على إنجازها ما يتجاوز العام وأكثر يطرح خلاله رؤية جديدة ومختلفة نسبياً لما ألفناه من أعماله خلال السنوات الماضية.

وأعمال الفنان مرتبطة هذه المرة بالتقنية أي معالجة اللون والخط بمفهوم جرافيكي متعلق بالطباعة الإلكترونية وهي الاستفادة مما تتيحة التكنولوجيا متمثلة في الكمبيوتر، حيث إمكاناته الهائلة على صعيد التقنية، مع الحرص الشديد على الحفاظ على موضوعاته ذات البعد التعبيري والتي محورها الإنسان.

ثمة لعب جميل ومدرك لحجم المغامرة التقنية اللذيذة حين تتداخل ألوان الأكريليك وألوان جهاز الحاسوب (الكمبيوتر) ممزوجة بالتأثيرات الجرافيكية، والتي تهب متعة بصرية هائلة تختلف عن ما تقدمه تقنية الحفر على معدني الزنك والنحاس «لا وجه مفاضلة البتة».

يمكننا القول إن الفنان الغضبان ما برح ينظر بأهمية بالغة الاهتمام والتركيز على موضوعاته ذات الأسلوب التعبيري متجسدة في شخوصه وتلك الوجوه البراقة التي لا تفارق روحه رسماً أبداً ليبرز من خلالها حالات إنسانية مختلفة الأوجه ربما تكون عاطفية أو نفسية أو اجتماعية ولربما كنزت حالات أخرى تحت طيات تكويناته المتجددة دوماً.

الجميل أيضاً في أعمال هذا المعرض هو الترف اللوني الباهج الذي يحتفي الغضبان به وعبره بشخوصه تقديراً لهم «وحارصاً على تقديمهم بمستوى يليق بمكانتهم سواء عبر التكوين والبناء وتجسيدهم بخطوط حادة مرسومة بعناية» هكذا يقول الغضبان.

الحديث عن تقنية إنجاز أعمال هذا المعرض يأخذنا إلى عوالم أعمال جبار الجرافيكية الصرفة السابقة حين كانت تلك العوالم هي البارزة والسمة الأساس التي ارتبطت به وارتبط بها لسبب وآخر، فهل غياب ذاك الفعل المباشر يعني غياب الحس والنفس الجرافيكي مثلاً؟

إن قراءة متمعنة واعية وفاحصة لأعمال هذا المعرض تأخذنا إلى تلك العوالم الرحبة التي كان جبار خلالها يلهو ويمرح بصرامة العارف بتقنيات فن الجرافيك التقليدية لإبراز وإظهار عوالم شخوصه وبالذات المرأة. هذا العنصر الشاخص في تجربته والتي لا تفارقه أو لا يمكنها الإفلات منه ومن خياله المنطلق دوماً نحوها، باعتبارها الأم والأرض والحب والفرح والحزن والمباشرة والتأويل والماء والسماء والبحر، أو إن شئنا القول هي الأقمار والنجوم التي تضيء دروب الكون.

تحضر التقنيات الآنفة الذكر في خلفيات الكثير من الأعمال وفي الخطوط التي يتعمدها ويعتمدها جبار بهذه الصرامة لتأكيد الحضور، حضور الإنسان وهو في أعلى مراتبه جمالاً وتألقاً.

لربما التكوينات في هذه الأعمال اتخذت منحى آخر من حيث تعدد العناصر ورغم محدودية الرسم البسيطة على الشاشة باستخدام أداة الفأرة mouse إلا أنه استطاع أن يطوع هذه الأدوات بما تتيحه من إمكانيات وجعلها تتواءم مع أسلوب اشتغاله على لوحة القماش Canvas مباشرة لكي لا يخرج عن روحية الخطوط التي يرسمها في أشكاله وتكويناته وبث الروح والحيوية والانسيابية فيها حتى لا تعطي انطباعاً يغلب عليه الجانب الطباعي الصرف والمباشر.

ولذلك يصعب في الكثير من الأحيان على المتلقي أن يكتشف أساليب وطرق الرسم المنفذة في هذه الأعمال، حيث الخلفيات ذات الألوان الصريحة والأرضيات بزخارفها المعبرة وتلك العناصر والرموز التي وردت على هيئة أحصنة وكراسي وطيور في ربطها بصلب التكوين والتي هي دون ريب مختلفة عن تلك الأعمال الجرافيكية السابقة، لكنها غير بعيدة عنها أبداً، حين كان التقشف اللوني سيد الموقف وعناصر العمل الفني قليلة مقارنة بما عليه الآن. تبقى المرأة هي الحضور الإنساني الأبدي بالنسبة إليه رسماً وجمالاً.

يقول الغضبان حول هذه التجربة: «إنها تجربة جديدة ستمنحني الفرصة وتفتح لي الرغبة في ممارسة فعل الرسم، هذا الفعل الجميل الذي عبره أرى العالم وأنفتح عليه وأنظر إليه نظرة خاصة يجعلني أعمل على تبسيط اللون برؤاي الخاصة ليتلاءم وطرحي الفني وموضوعاتي التي أرسمها».

هذا معرض كما يقول الغضبان «سيفتح له رغبة ممارسة فعل الرسم»، لكنه وكما نعتقد سيفتح آفاقاً مستقبلية واسعة أيضاً ليس على صعيد عالم المرأة بوصفها مفتاح الكون وجنونه وهيامه وإلهامه، بل باعتبار أن هذه التجربة فعل مهم على صعيد التجريب في مجال فنون الجرافيك والذي يعد الغضبان أهم فنان ساهم في تعليمه ونشره وترسيخ وجوده في ساحتنا المحلية بشكل خاص وفي مجال فنون الرسم بشكل عام.

يذكر أن الفنان عبدالجبار الغضبان من مواليد العام 1953، متخرج من جامعة دمشق/ أكاديمية الفنون/ قسم الجرافيك، أقام العديد من المعارض الشخصية في البحرين وفي العديد من العواصم العربية والأجنبية، وشارك في الكثير من المعارض العربية والإقليمية والدولية، وفاز بالعديد من الجوائز، وأعماله مقتناة في أكثر من متحف عربي وأجنبي ومن قبل أفراد ومؤسسات في الكثير من العواصم العربية والغربية.

العدد 4081 - الجمعة 08 نوفمبر 2013م الموافق 04 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 2:40 م

      صداقة الجمال والدهشة

      صداقة الجمال والدهشة نقول للفنان عبدالجبار الغضبان: هنيئا لك العالم الجميل الذي تحياه وتتنفسه كل يوم لتترجم المعاناة والحلم والأمل إلى سطوح رشيقة تتباهى بشخوصها وألوانها وأمكنتها، والتوفيق جميعه لهذا المعرض الذي سيشكل بالتأكيد ومضة جميلة في مشهد التشكيل البحريني. ونقول للفنان والناقد الأستاذ عباس يوسف: عودا محمودا لعالم الكتابة الناقدة، وشكرا لكلماتك المتبصرة اللماحة وقلمك المحمول دائما في كفّ السؤال والدهشة. أخوكم محمد الحلواجي

    • زائر 2 | 3:27 ص

      من نجاح الى نجاح اكبر

      اتمنى ان يكون المعرض هذا بمثابة بصمة جديدة في عالم الجرافيك وللخبرة الكبيرة التي يمتلكها الفنان الكبيرعبدالجبار .....اخوك ابونوف

    • زائر 1 | 12:39 ص

      بالتوفيق أبو موفق

      موضوع يستحقه الفنان جبار الغضبان مع خالص الأمنيات للمعرض بالنجاح، ولعذب الكلام الذي سطره عباس يوسف فشكراً لك.

اقرأ ايضاً