لا نتفاجأ عندما تزول دولة ما في أي لحظة من اللحظات، وغريب أمر الحكّام الذين يظنون بأنّهم مخلّدون، ونسوا بأنّ ناموس الحياة ينتصر دائماً، ولنا في دولة الأمويين وأمرائها عبرة لا تنسى!
لقد حكموا عشرات السنين وظنّوا بالله الظنون، واعتقدوا خلودهم أبد الآبدين، وجيّشوا المتمصلحين ورجال الدين حولهم، فأصبحت الفتاوى بحسب أهواء أمراء بني أميّة، وابتعدوا كل البعد عن منهج الرسول (ص) والخلفاء الراشدين من بعده.
إنّهم استعبدوا الناس، وروّضوهم من خلال رجال الدين والمتمصلحين، فلقد تكيّف الدين حسب مطالب الحاكم وليس حسب ما شرّعه الله سبحانه وتعالى، فذهب خلودهم وذهب مجدهم، وتشتّتوا في بقاع العالم، فأين هم اليوم إلا في كتب التاريخ؟
لم يظن أحد بأنّ العبّاسيين وهم قلّةٌ استطاعوا تحريك الشعوب لإسقاط حكم بني أميّة، فلقد استصغر الأمويون مطالبة العبّاسيين بالحكم، فما علموا بأنّ الدنيا لا تدوم لهم، ولو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم، ولكن لو كانوا يعلمون بأنّ ديمومتها «العدل» فإننا كنا سنجد حكمهم إلى اليوم باقِ لا يغيب!
يذكر التاريخ حينما وُزّعت الإقطاعات والأراضي والبساتين وأموال الدولة على أمراء بني أميّة ومن يتبعهم، وحظي المواطن بالفتات، وبعدها أتى عهد سيدنا الأموي عمر بن عبدالعزيز حفيد سيدنا عمر بن الخطّاب (رض)، فحاول تصحيح مسار الدولة من الفساد الإداري والسياسي والمالي والاجتماعي، وقام خلال سنتين ونصف بإرجاع أموال الدولة إلى بيت مال المسلمين، ولم يسرق ولم يأخذ مالاً ليس له حق فيه، ولم يعطِ العطايا لمن ينافقه أو يجاريه في خطأ لم ينتبه إليه، بل رفع شأن المسلمين/ المواطنين / الشعب، ولم يجعلهم مستعبدين خانعين من قبل الأمراء والمتسلّطين!
وعليه خلّد التاريخ هذا الأمير الذي سُمي بخامس الخلفاء الراشدين، وقُتل غدراً لعدالته وإرجاعه الحقوق لأصحابها. وأوّل من فرح لقتله هم الأمراء الذين منع عنهم أموال المسلمين وأراضيهم.
لو استمر الأمويون على عدالة عمر بن عبدالعزيز لما استطاع العبّاسيون تحريض الشعوب ضدّهم، ولما سقط حكمهم أشد سقطة، على رغم أنّهم وصلوا إلى قمّة التطور في العلم والترجمة والاقتصاد، كلّ هذا لم ينفعهم بغياب «العدالة»!
هذه العدالة التي تصعب على بعض الحكام والأمراء، كونها مرّةً عند تحقيقها، ولكن ليصدّق الجميع بأنّها في بداياتها مرّة فعلاً، إلاّ أنّه عند تنفيذها سيستشعر الحكام قبل الشعوب حلاوتها، من خلال رضا الله وثم شعوبهم عنهم، وليس فئة المنافقين والمتمصلحين والأفّاقين.
لا يصح إلاّ الصحيح، هكذا علّمتنا الدنيا، ولا نستطيع تغيير ميزان الحياة، جلّ ما نستطيعه اليوم هو النصيحة لمن يأخذها ويستفيد منها، فقد تمر الأزمان ويؤخذ علينا بأنّنا كنا غير ناصحين لمن يحتاجها. وجمعة مباركة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 4080 - الخميس 07 نوفمبر 2013م الموافق 03 محرم 1435هـ
دمتِ في عين الله
محروسة بعين الله، شكرا لهذه الكتابات الصادقة والتي فيها النصح لمن يهمه الأمر، وتريد رضى الله
بنو امية
الأخت مريم ( ولنا في دولة الأمويين وأمرائها عبرة لا تنسى ) هل افهم من كلامك ان جميع امراء بنو امية ابتعدوا عن متهج الرسول وكانوا ظلمة رغم ما قدموا للإسلام من فتوحات وعلوم ونهضة . وهل جميع الخلفاء العباسيين لم يكونوا ظلمه
الحكم
الحكم يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم
فل ينظر الي التاريخ القريب
ليكن المغفور له بإذن الله المرحوم الشيخ زايد مثال لحكام اليوم كيف انه نهض بالإمارات وأسعد شعبها ولم نسمع بوجود معارضه ولا مشاكل ولا تمييز بين أبناء شعب الامارات
النصح والمواعظ والعبر
كلام من ذهب ونصائح قيمة لو وجدت لها من يسمع ويستمع لها
تألق!
متألقة دوماً بكتاباتك يا ابنة الشروقي!
كلة موضوع في ميزان الاخرة وهذا هو تكليفك الشرعي
شكرا لك اختي الفاضلة وشكرا لأب وام ربتك تربية حسنة مؤسسها على مبادءئ وقيم الدين الاسلامي الحنيف والرسول الاعظم واهمها مبادئ وقيم العدالة والعزة والكرامة والمساواة بين بني البشر ونحن فخورين بكم قبل اسرتك الكريمة ونحن ندعمك ونحثك على طرح المزيد من الكتابة لكي يتعظ المنافقين والمتمصلحين ووعاظ السلاطين الذين باعوا دينهم بدنياهم فشكر لك
ولنا في التارخيخ عبرة
صباح الخيرات أستاذتي الجليلة بيض الله وجهك يالدانة قال عنا أحد الصهاينة إن العرب لايقرؤن وإذا قرؤا لا يفهمون وإذا فهموا لا يستوعبون..فكيف يستوعبون لودامتلك ما وصلت لغيرك
يا استاذة مريم المواعظ في التاريخ كثيرة ولكن
لم ارى ولا واحد من الحكام العرب اخذ من التاريخ عظة وموعظة وعبرة ابدا . وكل الحكام العرب الذين اسقطوا مؤخرا كان كل واحد يقول انا غير وانا اختلف ونظامي غير ونظامي يختلف ثم ما يلبث ان يسقط. نعم قد يكون هناك امهال الهي احيانا وهذا يغري ويغرّ بعض الحكام مما يجعلهم يزدادون عنفا وقمعا وتنكيلا ولكن هو مكر الله
لو الظالم يراجع نفسه
هل تعلم لو كل حاكم يحكم بطريقة سيدنا عمر بن الخطاب رض الله عنه ويحكم بالعدل والمساواة وعدم ظلم المساكين والفقراء لكنا في نعيم ولا يوجد فقير في هذه الارض ولكن المنافقين والظالمين في سبات عميق
شكرا على المفال يا شمعة الحد
كم انت رائعة يا مريم ، نعم اين من يسمع النصيحة ، لقد زالت دول بسبب عدم العدالة ، حكم بني امية مثال على ذلك ، نعم لقد وفيت ونصحت ولكن اين هم من يسمعون النصيحة ؟ شكرا مرة اخرى لك يا بنت الشروقي
خامس الخلفاء الراشدين هو سيدنا الحسن رضي الله عنه
اما عمر ابن عبدالعزيز الأموي القرشي رحمه الله فهو ملك عادل بل قد يكون من اعدل ملوك العرب على الإطلاق على مر العصور
البحرين مازالت بخير وفيها مريم الشروقي
لا تخافي في الله لومة لائم
فرحة الوالدين
هنيئا لوالديك على هذه التربية قلم حر لا يخاف في الله لومة لائم
العيش لا يهنا لظالم
خير أعمال الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز
بأن أوقف سب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، أول القوم إسلاماً أمير المؤمنين وصاحب بدر وحنين الذي دافع عن الإسلام وحمل راية الإيمان.. صاحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم طيلة حياته وجهزه في مماته..
كما أرجع فدك إلى أصحابها أهل البيت عليهم السلام بعد أن إنتهبها منهم الحكام دون وجه حق جوراً وبهتانا حتى غضبت عليهم فاطمة عليها السلام بنت النبي محمد خير الأنام عليه وعلى آله أفضل التحية والسلام..
ارجاع فدك
ارجو يا اخي ان تثبت لنا من مصدر الشيعة أن عمر بن عبد العزيز أرجع فدك . وثانيا لماذا سيدنا و إمامنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه لم يرجع فدك عندما استلم الخلافة
لو يعتبرون
لا يتعلمون فقط بعد فوات الوقت و جاء وقت الحساب
لماذ معاوية لا يكنى بخامس الخلفاء و سمي عمر ابن عبد العزيز
الملك العضوض غير وجه الدين و انشأ نظرية سياسية استبدادية اصبحت دينا نعاني منها حتى الآن و اختلق احاديث تعزز مذهبه السياسي