العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ

أكراد يحتجون على إقامة جدار على الحدود بين تركيا وسوريا

شرطة مكافحة الشغب التركية تستخدم  الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مؤيدين للاكراد خلال احتجاج في بلدة نصيبين التركية اليوم (رويترز)
شرطة مكافحة الشغب التركية تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين مؤيدين للاكراد خلال احتجاج في بلدة نصيبين التركية اليوم (رويترز)

نصيبين (تركيا) - (رويترز) 

تحديث: 12 مايو 2017

احتج آلاف الأكراد اليوم الخميس (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) على خطط تركية لبناء جدار على جزء من الحدود مع سوريا ووصفوها بأنها خطوة لمنع المجتمعات الكردية من تعزيز الروابط فيما بينها عبر الحدود.

وأبرز الاحتجاج التوترات الطائفية التي تمتد إلى خارج سوريا بفعل الحرب الناجمة عن الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي تحولت إلى جيوب طائفية وعرقية متحاربة تهدد بتقويض الاستقرار في الدول المجاورة.

ولم تتعرض قوات الأمن للمشاركين في الاحتجاجات التي نظمها حزب السلام والديمقراطية التركي المؤيد للأكراد طوال اليوم لكنها أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين عندما شرعوا في الاعتصام.

وكانت حشود محتجين أغلبهم شبان بعضهم يلوح بأعلام كردية قد تجمعوا في وقت سابق في بلدة نصيبين التركية التي يفصلها سياج من الأسلاك الشائكة ومنطقة عازلة عن بلدة القامشلي السورية.

وكان مسؤولون قالوا الشهر الماضي إن تركيا تبني جدارا ارتفاعه متران لمنع الناس من تجاوز نقاط التفتيش ومنع التهريب قرب القامشلي حيث تكررت الاشتباكات بين مقاتلين أكراد ووحدات من مقاتلي المعارضة السورية وقبائل عربية.

وقال زعيم حزب السلام والديمقراطية صلاح الدين دميرطاش للحشود إن الحكومة التركية وعدت بالتراجع عن الخطط لكنه قال إن الاحتجاجات ستستمر إلى أن تصبح الحدود مفتوحة بشكل كامل للتجارة.

واتهم تركيا بتأييد المتشددين الإسلاميين الذين يحاربون الجماعات الكردية في سوريا. وأضاف "احتجاجاتنا ستستمر حتى يتوقف دعم الحكومة لهذه العصابات."

وتقول جماعات من أكراد سوريا إنها انتزعت المزيد من الأراضي من أيدي مقاتلين إسلاميين في شمال شرق سوريا في الأسابيع القليلة الماضية وأحكمت سيطرتها على منطقة تسعى منذ فترة لإقامة حكم ذاتي فيها.

ويشكل سعي الأكراد لتأكيد ذاتهم مأزقا لتركيا التي تسعى لإحلال السلام على أراضيها مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي قاتل على مدى ثلاثة عقود من أجل مزيد من الحكم الذاتي الكردي.

وتقدم أنقرة منذ فترة طويلة دعما أقوى للمعارضة السورية المسلحة المنقسمة لكنها تنفي دعم جماعات مرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الخميس خلال زيارة رسمية الى السويد "لا سبيل لأن تجد جماعات مثل النصرة والقاعدة مأوى في بلدنا."

وقلل المسئولون الأتراك من شأن الإجراءات التي تتخذ على الحدود قرب نصيبين. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج في وقت سابق هذا الأسبوع إن الهدف ببساطة وضع المزيد من الأسلاك الشائكة لتعزيز الأمن.

وتأوي تركيا حوالي ربع اللاجئين السوريين الفارين من الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام والبالغ عددهم مليوني شخص وتعهدت بالإبقاء على سياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين الأكراد. لكن الخطط أثارت شكوكا بين الأكراد بأن الحكومة لديها خطة طائفية وهو ما نفاه المسؤولون الأتراك بشدة.

وقال بهاء الدين أوزبك (46 عاما) ومرشح حزب السلام والديمقراطية لمنصب رئيس بلدية "انظر كيف يقسمون كردستان." وقطع أوزبك مسافة 200 كيلومتر للمشاركة في المظاهرة. وقال وهو يشير إلى طابور من قوات الأمن على طول سياج من السلك الشائك "نريد أن نتوحد مع اقاربنا ونتخلص من هذه الحدود."

وأعاقت الحرب السورية جهود تركيا لإحلال السلام مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية. والبوابة الحدودية على أطراف البلدة مغلقة رسميا أمام التجارة رغم أنه يسمح للسكان بالعبور ومعهم كميات صغيرة من الشاي والسجائر والوقود.

ويقول حزب السلام والديمقراطية إن سيارات الإسعاف المتجهة إلى الأكراد السوريين محتجزة على الجانب التركي من الحدود منذ أشهر.

ويقول سكان محليون إن المهربين كثيرا ما يعبرون الحدود من خلال فتحات في السلك الشائك في أماكن أخرى على طول الحدود.

وبدأ عمال بناء الحفر باستخدام حفارات لوضع الأساسات للجدار عند نصيبين الذي سيمتد على جزء فقط من الحدود السورية التركية التي يبلغ طولها 900 كيلومتر. وقال مسؤول تركي إن الجدار ليس سوى إجراء أمني مؤقت.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً