العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ

نهاية تمرد حركة ام23 في الكونغو كان بفضل مساعدة الولايات المتحدة

مارست الولايات المتحدة ضغطا حاسما على رواندا لتتخلى عن حركة ام 23 المتمردة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، في حين تحاول الدبلوماسية الاميركية المساهمة في تسوية النزاعات في منطقة البحيرات الكبرى في افريقيا.

وقد وضعت الولايات المتحدة حدا لتقاربها مع كيغالي خلال صيف 2012 بتجميد مساعدتها العسكرية السنوية التي تبلغ 200 الف دولار.

ثم اعلنت قبل شهر عقوبات تخص تدريب الضباط الروانديين في 2014 في مبادرة ابتعاد اراد الاميركيون من خلالها دفع حليفهم نظام بول كاغامي الى التخلي تماما عن متمردي حركة ام 23 التوتسي الذين وضعوا حدا لحركة تمردهم بداية الاسبوع الجاري في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقال ريتشارد داوني من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن انه "من الواضح ان الولايات المتحدة لعبت دورا في الكواليس لتكثيف الضغط على رواندا".

واكد الخبير ان الدليل على ذلك هو ان "مساعدة رواندا (لام 23) عبر الحدود كانت معتبرة حتى قبل فترة قصيرة جدا لكنها تقلصت كثيرا خلال الاسابيع الاخيرة" حتى ادت الى تفكك حركة التمرد القوية.

وقال داوني ان الولايات المتحدة التي كانت منذ نحو عشرين سنة تساند نظام الرئيس كاغامي الرواندي التوتسي -- الذي تولي الحكم في تموز/يوليو 1994 واضعا حدا لعملية الابادة التي ارتكبها نظام متطرف من الهوتو -- "ادركت تدريجيا الدور السلبي الذي تلعبه رواندا في جمهورية الكونغو الديموقراطية".

وفي الواقع وبعد ان كانت تغض النظر عليه مدة طويلة انضمت واشنطن الى موقف الامم المتحدة في الكونغو الديموقراطية، التي تتهم كيغالي -- وكذلك اوغندا -- بدعم ام 23 عسكريا في شمال كيفو، بينما ينفي البلدان بشدة ذلك الدعم.

وذكر الموفد الخاص الاميركي الى منطقة البحيرات الكبرى راس فينغولد الذي كان سيناتورا ديموقراطيا وخبيرا في المنطقة، الاربعاء ان العقوبات المتخذة في تشرين الاول/اكتوبر ضد كيغالي كانت مبررة "بتجنيد الاطفال في حركة ام 23 وتورط رواندا في ذلك".

لكن هذه الاجراءات العقابية قد تتوقف اذا تبين ان كيغالي قطعت فعلا علاقاتها بالمتمردين، كما اوضح المسؤول.

ولم يخف فينغولد ان وقف الدعم الرواندي لحركة ام 23 مرتبط جزئيا بتدخلات الدبلوماسية الاميركية في الكواليس ولا سيما "اتصالات هاتفية مفيدة من وزير الخارجية (جون) كيري (...) لكافة قادة المنطقة" وخصوصا الرئيس الرواندي.

ودون تاكيد آخر اتصال هاتفي بين كيري وكاغامي اوضح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية لفرانس برس ان "جون كيري ومسؤولين اخرين كانوا يعربون بانتظام عن قلقهم لدى عدد من قادة المنطقة بمن فيهم الرئيس كاغامي بشان الدعم للمجموعات المسلحة مثل ام 23".

ويرى فينغولد في ذلك "مستوى التزام غير مسبوق من الولايات المتحدة بلا شك" في منطقة البحيرات الكبرى التي اصبحت على ما يبدو من "اولويات السياسة الخارجية للرئيس (باراك) اوباما ووزير الخارجية كيري".

وعبر فينغولد عن اعتزازه بتعيينه في تموز/يوليو الماضي في هذا المنصب "بدوام كامل" -- على غرار زميلته في الامم المتحدة ماري روبنسون وفي الاتحاد الاوروبي كون فيرفايكي -- و"بالتزام الولايات المتحدة القوي" من اجل انهاء مباحثات السلام الاقليمية التي كانت متباطئة منذ 11 شهرا في كامبالا.

وبعد نحو عشرين سنة من الحروب في المنطقة اسفرت عن سقوط ستة ملايين قتيل حسب تقديرات اميركية، يعتقد داوني ان "الولايات المتحدة مدفوعة بمبررات انسانية وبرغبة صادقة الى تسوية النزاع" في منطقة البحيرات الكبرى في افريقيا لكنه اضاف انه "نزاع مزمن وطويل ولسنا في نهاية الطريق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:49 ص

      هذه مكاتب الرؤساء

      الجدار مبطط والصبغ رايحه عليه. ترى مكاتب رؤسائنا تقريبا مثلهم والاثاث اللي فيهم بدينار.

اقرأ ايضاً