قال خبيران سويسريان اليوم الخميس (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) إن فحوصا أجريت على عينات من رفات الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أظهرت نتائج تتسق مع تسمم بالبولونيوم لكنها ليست برهانا على أنه توفي نتيجة ذلك.
وكان خبيرا الطب الشرعي ضمن فريق دولي فتح قبر عرفات في رام الله بالضفة الغربية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وأخذ عينات من رفاته للتحقق مما إذا كانت هناك أدلة على أنه مات مسموما بالعنصر المشع. ونشر تقرير الفريق أمس الأربعاء.
وقال مدير مركز الطب الشرعي بمستشفى لوزان الجامعي باتريس مانجين في مؤتمر صحفي "ملاحظاتنا تنسجم مع افتراض التسمم .. على أي حال هي أكثر انسجاما معه منها مع الافتراض المضاد (عدم التسمم)."
وقال مدير معهد فيزياء الإشعاع التابع للجامعة فرانسوا بوشو إن الأدلة لم تكن حاسمة. وأضاف "هل يمكننا القول يقينا إن البولونيوم هو سبب وفاة الرئيس عرفات؟ للأسف.. الاجابة بالنسبة لمن يريدون منكم جوابا محددا وصريحا هي لا. هذا يعني أن دراستنا لم تسمح لنا بإثبات افتراض التسمم بالبولونيوم بشكل قاطع."
وكان التقرير السري الذي جاء في 108 صفحات سلم يوم الثلاثاء في اجتماع سري في فندق في جنيف لأرملة الزعيم الراحل سها عرفات والسلطة الفلسطينية وهما الجهتان اللتان طلبتا إجراء التحقيق.
وقال مصدر مطلع لرويترز إن التقرير فتح "أبواب الجحيم".
ونشر التقرير كاملا على الموقع الالكتروني لتلفزيون الجزيرة القطري. ولا توجد حالات كثيرة معروفة لتسمم بالبولونيوم غير أن أشهر مثال حديث هو ضابط المخابرات الروسي المنشق الكسندر ليتفيننكو الذي احتسى فنجانا من الشاي مسمما بالبولونيوم في فندق في لندن عام 2006. واتهم ليتفيننكو وهو على فراش الموت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أمر بقتله.
وقال بوشو إن بضعة ميكروجرامات من البولونيوم تكفي لقتل شخص ما. وقال "يمكن على سبيل المثال دسه في مشروب أو طعام .. خمسة ميكروجرامات لا تمثل شيئا على الإطلاق."
وتابع قوله "ما نعرفه بخصوص الفترة الزمنية بين ابتلاع سم مشع والوفاة هي أنها عادة ما تكون حوالي شهر. هذا يلاحظ دائما في التسمم بالاشعاع وهذا بالفعل أيضا ما لاحظناه في حالة السيد عرفات."
وقالت سها عرفات لرويترز في باريس أمس الاربعاء "نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي." وأضافت "تأكد علميا أن وفاته لم تكن طبيعية ولدينا دليل علمي على أن هذا الرجل قتل."
وأبلغت رويترز أنه لا بد وأن شخصا ما "من دائرة المقربين منه" وضع له البولونيوم لأن الخبراء أبلغوها أن السم كان من الممكن دسه في القهوة أو الشاي او الماء. ولم تتهم دولة أو شخصا وقالت إن الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية كان له أعداء كثيرون لكنها أشارت إلى أن إسرائيل وصفته بأنه عقبة في طريق السلام. ونفت إسرائيل أي صلة لها بوفاته.
ووقع عرفات اتفاقات أوسلو المؤقتة للسلام مع إسرائيل عام 1993 وتزعم انتفاضة بعد فشل محادثات عام 2000 حول اتفاق شامل. ولم يتم تشريح جثة عرفات وكان السبب المعلن رسميا للوفاة هو سكتة دماغية.
وقال التقرير السويسري إن عينات الدم والبول والبراز والنخاع التي أخذت من الزعيم الراحل أثناء الفترة التي قضاها في المستشفى بفرنسا "دمرت بعد ذلك".