جهد وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس الأربعاء (6 نوفمبر / تشرين الثاني 2013) في الحؤول دون ان تؤدي الأزمة الناشبة بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول ملف الاستيطان الى انهيار مفاوضات السلام.
وقال كيري خلال لقاء في القدس مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز "ليست مهمة مستحيلة".
وكان قال في وقت سابق "كما في كل مفاوضات ستكون هناك مراحل صعود وهبوط"، مؤكدا اقتناعه بان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "مصممان على العمل" من اجل سلام دائم.
واستؤنفت مفاوضات السلام في نهاية تموز/يوليو بعد نحو ثلاث سنوات من التوقف بسبب خلافات عميقة حول القضايا الاساسية مثل مرجعية المفاوضات والاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية.
وتجري المفاوضات حاليا في اجواء ازمة ورغم العشرين اجتماعا التي عقدت فانها مهددة بالفشل الا اذا قرر الوسيط الاميركي التدخل بشكل حاسم، بحسب مسؤولين فلسطينيين ووسائل اعلام اسرائيلية.
وجاء آخر تعقيد اثر تصريحات مسؤولين اسرائيليين كبار قالوا فيها ان القادة الفلسطينيين والولايات المتحدة وافقوا ضمنا على استئناف الاستيطان مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين.
ونفت الولايات المتحدة والفلسطينيون هذه التصريحات.
وقال مسؤول فلسطيني كبير طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس "ان اسرائيل تزعم ان هناك اتفاقا حول استئناف الاستيطان في مقابل الافراج عن الاسرى، هذا خاطىء تماما والوفد الفلسطيني طرح ذلك امام الجانب الاميركي".
واكد كيري بعد اجتماعه بعباس في بيت لحم "نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي".
وحرص على توضيح ان كون المسؤولين الفلسطينيين والاميركيين على اطلاع على مشاريع الاستيطان فهذا لا يعني الموافقة عليها.
واضاف الوزير الاميركي "في ما يتعلق بالعودة الى المحادثات، اود ان يكون جليا تماما ان الفلسطينيين لم يوافقوا في اي وقت من الاوقات وباي شكل من الاشكال على قبول الاستيطان".
واضاف "هذا لا يعني انهم لم يكونوا على علم - او لم نكن نحن على علم - بانه سيكون هناك بناء" استيطاني.
واتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي صباح الاربعاء الفلسطينيين باثارة "ازمات مصطنعة" حول محادثات السلام قبيل اجتماعه بكيري في احد فنادق القدس لنحو ثلاث ساعات.
واضاف "نحن نحترم تماما ما جاء في الاتفاق والتفاهم الذي بدأنا على اساسه المفاوضات".
وكان يشير الى قبوله شرط الفلسطينيين قبل ثلاثة اشهر الافراج عن 104 اسرى فلسطينيين ورفض طلبهم تجميد الاستيطان.
واخذ المفاوضون الاسرائيليون على نظرائهم الفلسطينيين قيامهم بـ"تسريبات" بشان ملف القدس، بحسب وسائل اعلام اسرائيلية. وكانت الجلسة الاخيرة بين الجانبين مساء الثلاثاء صاخبة.
واكد كيري "بقيت امامنا ستة اشهر من الجدول الذي وضعناه وانا واثق في قدرتنا على احراز تقدم"، داعيا الجانبين الى التحلي ب"حسن النية".
واضاف الوزير الاميركي الذي كان فرض على الجانبين التكتم على سير المفاوضات "نحتاج فضاء للتفاوض على انفراد وبسرية وبهدوء وسنواصل القيام بذلك".
والتقى كيري مطولا نتانياهو مساء الاربعاء خلال عشاء ثم اجتمع واياه على انفراد حتى ساعة متأخرة من الليل.
وفي قطاع غزة الذي تحكمه حماس المناهضة للمفاوضات، تظاهر بضع مئات من الفلسطينيين ضد زيارة كيري.
وعلاوة على تجميد الاستيطان يطالب المفاوضون الفلسطينيون بان تكون مرجعية التفاوض الحدود التي سبقت الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران/يونيو 1967 مع تبادل اراض متماثلة. في المقابل يريد المفاوضون الاسرائيليون ان تكون مرجعية التفاوض خط الجدار الذي بنته اسرائيل في الضفة الغربية الذي يعزل 9,4 بالمئة من الاراضي الفلسطينية، بحسب وسائل اعلام اسرائيلية.
كما تطالب اسرائيل بوجود عسكري في غور الاردن وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
وبعد زيارة اسرائيل والاراضي الفلسطينية من المقرر ان يزور كيري الخميس الاردن.