العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ

المرسم الحسيني بين الإبداع وغياب الدعم

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

المتابع لفعاليات موسم عاشوراء في العاصمة المنامة، لا يمكن أن يغفل دور جمعية المرسم الحسيني للفنون، وأثرها ونشاطها الفاعل في إيصال رسائل الثورة الحسينية الأخلاقية والدينية والاجتماعية والإنسانية. رسائل جسّدها الفن بصورة تمكّن أي متذوق من قراءتها بشكل جمالي سهل، وتوصل لجميع مرتادي المكان حقيقة الملحمة الحسينية وأهدافها والأسباب التي قامت من أجلها.

هذه الجهود، وهذه الفعاليات التي يقوم عليها المرسم، لا يرتجي منها أهلها مردوداً مادياً أو شكراً من أحد، فهم كغيرهم من أهالي البحرين والمؤمنين بالمبادئ الحسينية وأهمية إحياء سيرة أهل بيت الرسول الأعظم عليهم السلام، يسعون لإيصال هذه الأفكار بطريقتهم التطوعية الخاصة، وبجهود فردية توطّد العلاقات الاجتماعية بينهم وبين من يرى أعمالهم أو من يستمع إليها، كالمسرح الحسيني والمجسّمات الفنية التي تنتشر في مختلف مناطق البحرين وشوارعها؛ والمقاطع التصويرية واللافتات المنتشرة التي تحمل الآيات القرآنية، ونفحات من أحاديث آل البيت (ع)، ومقولات العظماء على مر التاريخ، إلى جانب الإرشادات الأخلاقية والاجتماعية التي خُطّت بشكل جميل وملفت، إذ يسعى المرسم الحسيني لتوطيد العلاقات بين الفنّانين من جهة، وبين الفنانين والجماهير من جهة ثانية، وبين المسلمين ومعتنقي الديانات المختلفة من جهة أخرى؛ خصوصاً ونحن نشاهد مشاركة بعض الفنانين الأجانب في فعاليات المرسم، ونرى تعاطفهم مع أحداث واقعة الطف، وإيمانهم بالرسالة الحسينية.

جمعيةٌ كهذه لا تلقى دعماً يليق بجهودها التي تمتد طوال العام، ولا تقتصر فقط على موسم عاشوراء، فها هي حتى اليوم تبحث عن مقرٍ مناسبٍ وأماكن لعقد اجتماعاتها وإقامة فعاليتها من دون أن يكون لديها موقع ثابت يتناسب وتخصصها، ناهيك عن عدم دعم فنانيها عن طريق شراء لوحاتهم التي من الممكن أن تزيّن المآتم والجمعيات الإسلامية والاجتماعية والخيرية بل وحتى السياسية؛ إذ لم ترسم جميعها أحداث واقعة كربلاء فقط، بل تنوعت في مواضيعها وألوانها وأشكالها وأحجامها وجمالياتها، ويمكن لهذه الجهات أن تقتنيها لتزيّن بها مقراتها، بدلاً من شراء اللوحات المستوردة أو المنسوخة، ففي حواره مع صحيفة «الوسط» قال رئيس جمعية المرسم الحسيني عبدالنبي الحمر حين سئل عن سبب عدم بيع اللوحات: «إن شراءها صعبٌ على الأفراد لأن أسعارها تتراوح ما بين 30-100 دينار». هذه الأسعار أقل بكثير من لوحات بعض الفنانين التي تباع في معارضهم بأسعار مضاعفة استحقتها لجمالها، والتي تلقى الدعم الحكومي أحياناً ودعم بعض الوجهاء ممن يهتمون بالفن، في حين أن من يهمه استمرار جمعية كهذه تحمل رسالةً إسلاميةً واضحةً لا يسعى لدعم فنانيها ولو عن طريق شراء لوحة لن تكلفه الشيء الكثير، خصوصاً حين يكون هذا المهتم جمعية أو جهة ذات علاقة بنفس الهدف ونفس التوجه.

نأمل أن نجد من يدعم هذه الجمعية ومنتسبيها قريباً؛ لتستطيع تحقيق جلّ أهدافها الإنسانية الراقية، ولننعم بمشاهدة فنٍّ هادفٍ لا يواجه معوقات تحد من انطلاقته نحو التميز والوصول للعالم.

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 8:21 ص

      شكرا للكاتبة العزيزة للاتعريف ، اين يتواجد هذا المرسم؟

      السلام على الحسين
      السلام على علي ابن الحسين
      السلام على اولاد الحسين
      السلام على اصحاب الحسين

    • زائر 3 | 5:03 م

      شكرا لكم

      شكر الله سعيك وسعيهم ووفقك ووفقهم يا ابناء البحرين الاحرار الابرار.

    • زائر 2 | 3:45 ص

      دعم كبير

      كتابتك لمثل هذا المقال هو من اهم طرق الدعم لهذه الجمعية الفنية الرائدة ذات الاهداف النبيلة. شكرا لك.

    • زائر 1 | 10:34 م

      الاستقلال و الدعم

      علينا نحن أن ندعم جمعية المرسم الحسيني و لا نريد دعم الدولة كي لا تقرر في امر من امورنا العقائدية.

اقرأ ايضاً