العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ

ميدان أهل البيت

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

زرت أحد الميادين (المضائف) في منطقة البلاد القديم، وهو معروف باسم ميدان أهل البيت، ووجدت أن الزائر إلى هذا الميدان يرتاح في زيارته له، فعلاوة على الاهتمام بشكله الخارجي، من إنارة وتنسيق، وفنيات أخرى، شدني فيه اهتمام القائمين عليه والمرتادين إليه بالنظافة، وتوزيع الكثير من سلات المهملات، وحرصهم على إظهار هذا الميدان بمظهر يليق بهذه المناسبة المقدسة.

في موسم عاشوراء تزدحم الفعاليات في المآتم والشوارع، في أغلب مناطق البحرين، وجميل أن تتجلى حضارة هذا الشعب المتحضر في كل الممارسات خلال هذا الموسم الكبير، والنظافة ممارسة حضارية تعكس مستوى المشاركين في هذه الفعاليات، وتعكس أيضاً مستوى هذه الفعاليات التي تجوب الشوارع، وهي حريصة على إظهار الشعائر الحسينية بمظهر يليق بصاحب المناسبة.

في البداية، ترددت في الكتابة عن النظافة في الأيام التي ينشغل فيها الناس في إحياء قضية الحسين (ع)، والتي تمثل في حقيقتها قضية إنسانية راقية وسامية وعظيمة، ولكن ما شجّعني على طرح الموضوع هو أن النظافة أيضاً مظهر من مظاهر رقي الإنسان، ومظهر من مظاهر حضارته، لأن الله جميل ويحب الجمال، ولأن النظافة ليست أمراً بعيداً عن الإيمان بل هي من صلب الإيمان.

نحن في البحرين وبكل أسف نعاني من مشكلة عدم الاكتراث بأمر النظافة في كثير من الأماكن العامة، وفي حديث مع رئيس المجلس البلدي الشمالي علي الجبل دهشت من بعض الأرقام المعتمدة لديهم والتي تبين أن متوسط إنتاج الفرد البحريني من المخلفات يصل إلى 2.7 من القمامة يومياً، بينما المتوسط العالمي للفرد يبلغ 0.5 كيلو فقط، أي أن الفرد البحريني ينتج قرابة ثلاثة كيلوات من القمامة، بينما ينتج الفرد السويدي مثلاً ما لا يزيد عن نصف كيلوغرام من القمامة.

ونحن في موسم عاشوراء نستطيع أن نعطي صورةً ناصعةً في هذا الشأن، ونستطيع أن نضرب مثالاً رائعاً، يمكن للجميع أن يحتذي به طوال العام، من خلال توعية الناس ليس قولاً بل فعلاً، وهذه المضائف المنتشرة يمكن أن تزرع في الناس ثقافة النظافة، فكثير من المضائف والميادين تحرص على وضع سلال خاصة بالمخلفات، كما أنها تضع إرشادات لمرتاديها، وهو سلوكٌ حضاريٌ يليق بهذا الموسم وبهذا الشعب الكريم. وهؤلاء الشباب القائمون على هذه المضائف، والحريصون على تقديم خدمة حضارية، من خلال بيئة نظيفة، يستحقون أن نشدَّ على أيديهم، لأنهم يزرعون في المجتمع ثقافة هي من الإيمان.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4079 - الأربعاء 06 نوفمبر 2013م الموافق 02 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 12:18 ص

      النظافه

      ينتج البحريني 3 كيلو من القمامه ونصيب البحريني ثلاثه عبوات من الغاز المسيل للدموع ايهما اضر على المواطن

    • زائر 3 | 10:32 م

      هذا المطلووووب

      النظافة عنصر مهم وأساسي ، والنظافة من الإيمان . والحسينيون ليس بجديد عليهم ذلك . فليكن عاشوراء بداية لمرحلة جديدة لكل خير ، عاشوراء تراحم و تلاحم .

    • زائر 2 | 9:44 م

      ثقافة النظافة

      ثقافة النظافة سلوك تربوي يبدأ من الطفولة في البيت ثم ينتقل للشارع فالمدرسة السيارة و الحديقة وووو
      نعم نتمنى ان نرى الشوارع بعد الفاعليات الحسينية نظيفة ولكن انت ينتقل هذا السلوك الى كل مفاصل الحياة ولجميع افراد الأسرة

    • زائر 1 | 9:40 م

      أحسنت استاذي العزيز

      بارك الله فيك

اقرأ ايضاً