تعرقلت الحركة في اليونان الاربعاء(6 نوفمبر/تشرين الثاني2013) نتيجة اضراب عام ل24 ساعة احتجاجا على اجراءات التقشف التي تفرضها ترويكا الدائنين الدوليين التي تعمل في اثينا على التدقيق في حسابات هذا البلد.
وتظاهر اكثر من اربعة الاف شخص في العاصمة استجابة لنداء نقابة بامي القريبة من الحزب الشيوعي حتى ساحة سنتغاما التي شهدت العديد من التظاهرات منذ بداية ازمة الديون اليونانية في 2010.
وساهمت الامطار الغزيرة في خفض عدد المتظاهرين.
وردد ناشطو بامي شعارات جاء في احدها "نناضل لانه لا يمكن ان نعيش ب400 يورو" في الشهر.
لكن المسيرة الكبيرة التي كانت نقابتا القطاعين الخاص والعام تتطلع اليها لم تجمع سوى الف متظاهر وفق مراسلة فرانس برس.
ودعت نقابة القطاع الخاص الى الغاء التظاهرة "بسبب الامطار الغزيرة" بعد ان تبين ان المشاركة ضعيفة.
وقد تظاهر اكثر من عشرين الف شخض خلال آخر اضراب في تموز/يوليو في اثينا ومدن يونانية اخرى.
وكتب على احدى لافتات نقابة القطاع العام "اننا مضربون احتجاجا على تدمير حياتنا والنيل من مستقبل ابنائنا".
وفي تيسالونيكي، ثاني كبرى مدن البلاد، في الشمال، شارك المتظاهرون بقوة وقالت الشرطة ان عددهم بلغ عشرة الاف.
وطاول الاضراب العام وهو الرابع منذ بداية السنة بشكل خاص وسائل النقل البحري بين اليونان وجزرها.
وتوقف العمل ثلاث ساعات في شبكات الحافلات والترامواي في العاصمة بينما سيغلق الاكروبوليس، اكبر موقع سياحي يوناني في قلب العاصمة القديم لساعتين قبل توقيته المعتاد.
وحدثت ازمة مرور خانقة قبل الظهر في اثينا بفعل الشلل الجزئي في حركة المواصلات العامة.
غير ان مترو اثينا عمل بشكل عادي كما جرت العادة ايام التظاهرات لتسهيل تنقل المتظاهرين.
واعلنت شركتا ايجيان واولمبيك الجويتان توقف مراقبي الجو عن العمل اربع ساعات ما تسبب في تعطيل بعض الرحلات الجوية الداخلية.
وعملت المستشفيات بالحد الادنى من الموظفين بينما توقف العديد من موظفي الوزارات والدوائر العامة وفق وسائل الاعلام المحلية، احتجاجا على خطة واسعة لنقل وفصل العاملين في هذا القطاع بدات الصيف الماضي.
ورفع منتسبو نقابة القطاع الخاص شعارا قبل انطلاق التظاهرة "كلنا معا، لا احد ينجح بمفرده".
وصرح رئيس نقابة القطاع الخاص يانيس باناغوبولوس للصحافة "لن نتوقف رغم الصعوبات، ان املنا الوحيد هو مواصلة النضال".
وفي هذه الاجواء المتوترة وصل ممثلو الترويكا (الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي) مطلع الاسبوع الى اثينا لمواصلة التدقيق في الحسابات والاصلاحات الجارية الذي بدأ في ايلول/سبتمبر.
وتنتظر الحكومة اليونانية من هذه الزيارة منحها شريحة جديدة من القروض بقيمة مليار يورو.
لكن نقاط الخلاف بين المسؤولين اليونانيين والترويكا ما زالت كثيرة لانه في حين اوفت اليونان باكبر قدر من التزاماتها بشان نقل 25 الف موظف وتسريح اربعة الاف اخرين، ما زالت الهوة في ميزانية 2014 تشكل اختلافا كبيرا بين الطرفين.
وتقدر الترويكا الفارق بنحو مليار يورو وتدعو الى مزيد من اجراءات التقشف.
لكن وزير المالية يانيس ستورنراس يرفض اي حسم جديد للرواتب ومعاشات التقاعد مستندا الى زيادة في الموارد العامة وفائض في الميزانية (بدون خدمة الديون) لاول مرة منذ عدة سنوات. وشهدت عدة بلدان اوروبية اخرى حركات احتجاج اجتماعية خصوصا في البرتغال ورومانيا.
وفي بوخارست تظاهر خمسة الاف مدرس الاربعاء كي "لا يستمرون في العيش كمشردين" ومن اجل الحصول على رواتب مشرفة في بلد لا تزال فيه ميزانية التربية متدنية.
وفي البرتغال تعطلت حركة سير القطارات بسبب اضراب لمدة 24 ساعة لقطاع السكك الحديد احتجاجا على حسم طاول الرواتب المتوقعة في ميزانية 2014.