أن تكون ايجابياً يعني أن تقدم إبداعاً وفكراً. وأن تكون سلبياً لا يكون سبيلك إلا التحطيم والهدر.
الإبداع فكرة تولد طاقة، تنتج عملاً يستهوي من حوله. من يضع إبداعاً يحاكي تاريخه هو يخدم أجيال موطنه، ويقدّم ما لم يقدّمه غيره. هكذا هي قصة من قدّموا متحفاً يروا ما رأوه وما قاسوه من ألم وعذاب، يروى قصة وطن غاص بمعاناة لا تنتهي، فلم يُصادر؟
لا يمكن أن يعيش الإنسان إلا من خلال تنشيط ذاكرته الجمعية من حين لآخر، تلك الذاكرة التي تفضي لما مر به على مستوى الفرح أو الألم، على مستوى الانجاز وتراكم الخبرة البشرية، أو ما لاقاه وما رآه من الطبيعة في حياته. لذا جاءت المتاحف لتجسّد تاريخ وذاكرة أمة، ويكون شاهداً تاريخياً على أصالة شعب ومنجزاته، وما مر عليه، وهو فرصة لتنشيط الذاكرة بما تحويه من مشاهد، صعب على البعض روايتها إلا من خلال الصورة والتجسيد لها.
المتاحف عنصر حضاري وثقافي للشعوب، وهو كما يعرف بأنه المكان الذي يجمع ويأوي مجموعة من المعروضات والأشياء الثمينة بقصد الفحص والدراسة، ويوضع لحفظ التراث الثقافي. لذلك فإن عمارة المتاحف بمثابة الوعاء الحافظ لهذا التراث. ويشار أن أول المتاحف العامة في العالم كانت في أوروبا خلال القرن الثامن عشر، وهو الذي يُسمّى عصر التنوير.
المتاحف لا تتشابه في موضوعها، فهناك المتاحف الفنية التي يدخل في نطاقها عرض اللوحات الفنية من أعمال النحت؛ ومتاحف تراثية وهي للعرض الشعبي؛ ومتاحف علمية وهي مخصصة لعرض الاكتشافات في شتى العلوم البيئية والمعملية والصناعية؛ ومتاحف بيئية تعرض فيها أنواع مختلفة من عناصر البيئة الطبيعة حولنا. وهناك متاحف تعليمية، ومتاحف عسكرية، وتخضع هذه المتاحف لاعتبارات عدة أهمها الجمهور والذي يعد من أهم العوامل التي تتدخل في وضع التصميم الأولي ونوع المعروضات، كما أن موضوع العرض له تأثير كبير على المتحف حسب المواد التي ستعرض فيه.
هناك متاحف عديدة وغريبة، يتم تأسيسها من قبل أفراد هواة أو جماعة أو حكومات، فليس هناك حدود لعنوان متحف أو محتواه. ومن غرائب عالم المتاحف أن يرصد للتعذيب متحف، فقد نشر موقع العربية نت خبراً مفاده أن باحثاً مصرياً حوّل منزله الواقع في منطقة الأهرام بمحافظة الجيزة، إلى متحف يحوي العديد من أدوات التعذيب التي استخدمت على مر العصور خصوصاً في العصر العثماني والمماليك. وفي العديد من بلدان الشرق الأوسط، أصبح المنزل مقصداً ومزاراً للإعلاميين والنشطاء الحقوقيين. وهناك متحف آخر في جزيرة مالطا، المتحف كان سجناً قديماً شهد العديد من عمليات الإعدام والتعذيب والتي استمرت لمئات السنين، ويضم أساليب التعذيب التي شهدتها الجزيرة في عصور تاريخية مختلفة. المتحف ما يميّزه أنه يضم مجسمات لبشر يعذبون وتظهر على ملامحهم آثار الألم، ويقول أحد زواره: «ويساعد جو المكان حيث الصمت، البرودة وحوائط الزنازين الكئيبة، على إضفاء المزيد من الرعب على الهياكل العظمية والجماجم المتناثرة».
متحف الوفاق كان توثيقاً لذاكرة شعبية، وإن صودر بحجة إثارة الكراهية، ففي التعذيب ومصادرة الكلمة وتهديم مسجد وفصل عامل، وانتهاك حرمة، هي أولى في إثارة الكراهية. ومصادرة متحف لا يوقف هذه الذاكرة على الخروج من هذه الشرنقة، فهناك أكثر من فكرة وأكثر من اتجاه للإبداع والتعبير عن الألم.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4078 - الثلثاء 05 نوفمبر 2013م الموافق 01 محرم 1435هـ
ردا على صحيح
نعم نحن بحاجة لمتحف يوثق خيانة الوطن والارتهان للعبودية والمادة لسرقة وظائف الغير ورميهم في وطنيتهم ومااحب أن اكتبه ردا عليك هو مقال الأستاذ يعقوب سيادي فاليك دعوة لقراءته بأنها وتمعن وله مواضيع في نفس السياق اجعل ضميرك صاحي سترى الحقائق التي تعرفها لكنه التعصب واقول مالاتستطيع قوله جبنا نحن نقوله صراحة لن نكون مواطنين درجة رابعة سنكون نديين بجنب الدم الأزرق فلقد ولدتنا امهاتنا احرارا فلانستسيغ العبودية الالرب العزة والجبروت
صحيح
نعم نحن بحاجة لمتحف يوثق خيانة الوطن والارتهان للأجنبي والمادة : ملايين الصور والوثائق