انهار وقف إطلاق النار بين المتمردين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج بشمال اليمن بعد ساعات من إعلانه ودخول الصليب الأحمر لإجلاء الجرحى من منطقة النزاع، بحسبما أفادت مصادر من الطرفين أمس الثلثاء (5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013).
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر أعلن الإثنين التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين بعد أيام من القتال المستعر، فيما أكد الصليب الأحمر إجلاء 23 جريحاً هم الذين إصاباتهم الأكثر خطورة بين الجرحى.
وقال المتحدث باسم الحوثيين، علي البخيتي في مؤتمر الحوار الوطني لوكالة «فرانس برس» إن «وقف إطلاق النار سرعان ما انهار بعد ساعات فقط». وبحسب البخيتي، فإن السبب «هو أن الشيخ يحيى الحجوري (الذي يدير المجمع التعليمي السلفي في دماج) لم يستطع السيطرة على المسلحين الأجانب المتمركزين في محيط دماج».
والمركز التعليمي السلفي الواقع في ضواحي مدينة صعدة، معقل الحوثيين، هو في صلب نزاع مستمر منذ عدة سنوات بين المتمردين الحوثيين والسلفيين.
وقد احتدم القتال الأسبوع الماضي بين الطرفين فيما أكد السلفيون أن قصف الحوثيين أسفر عن مقتل العشرات منهم، الأمر الذي لم يتسن تأكيده من مصادر محايدة.
وشدد البخيتي على أن «المواجهات هي بين أنصار الله (وهو الاسم الرسمي للحوثيين) والمقاتلين الأجانب في دماج، وهم بالمئات». ويقول الحوثيون إن مركز دماج يضم مئات المسلحين الإسلاميين الأجانب «التكفيريين».
وقال البخيتي إن «المعركة الحقيقية ليست مع السلفيين بل مع آل الأحمر الذين يستخدمون السلفيين، ومع النظام السابق».
وآل الأحمر يتزعمون قبائل حاشد، فيما يعد رجل الأعمال حميد الأحمر من أهم قادة التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين ويضم جناحاً سلفياً في الوقت نفسه. من جهته، قال المتحدث باسم السلفيين في دماج سرور الوادعي لـ «فرانس برس» إن «الهدنة انهارت بعد ساعتين فقط بسبب تعنت الحوثيين».
وذكر الوادعي أن المسلحين الحوثيين «لم يسمحوا بهدنة حتى أثناء دخول فريق الصليب الأحمر حين قتل أحد طلاب المركز».
وبحسب المتحدث السلفي، فإن مركز دماج ما زال يتعرض للقصف بشتى أنواع الأسلحة من قبل الحوثيين الذين يحاصرون المنطقة، مشيراً إلى أن الصليب الأحمر أجلى 23 جريحاً من أصل مئتين في المكان. كما ذكر أن بين قتلى المركز «عدد من الأجانب بينهم فرنسي وكندي وروسي وآسيويون».
العدد 4078 - الثلثاء 05 نوفمبر 2013م الموافق 01 محرم 1435هـ