العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ

سيادة القانون تختلف عن الانتقام

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

أولى جلسات محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي و14 متهماً آخرين بدأت أمس في قضية التحريض على قتل متظاهرين، وكانت السلطات المصرية قد قررت فجأة نقل مقر المحاكمة من مجمع سجون طرة، جنوبي القاهرة، إلى أكاديمية الشرطة، شرقي المدينة، فيما أعلنت أسرة الرئيس المعزول عدم حضورها المحاكمة «لعدم شرعيتها». وكانت محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تجرى في أكاديمية الشرطة، ولربما لم يكن ذلك صدفة.

وبحسب ما ذكرته الـ «بي بي سي»، فإن المواطنين المصريين يشعرون بالقلق مما قد تأتي به الأيام المقبلة، ويتوقعون أن تعمِّق محاكمة مرسي الخلافات بين المصريين، وأن تسبِّب المزيد من التوتر والصدامات، مع دوامة من العنف السياسي. إن المحاكمات التي تجرى هكذا لا تؤسس لحكم القانون، فالقانون يأتي لحماية حياة سياسية متفقٍ عليها، أمّا إذا تحول القانون والقضاء إلى أداة بيد طرف داخل الوطن ضد طرف آخر، فإنه يتحول إلى وسيلة انتقام.

في زمن مضى كانت الحياة تسير على أساس «العين بالعين والسن بالسن»، لكن هذا الطرح في زماننا يؤدي إلى أن تفقد مؤسسات الدولة قيمتها؛ لأنها تتحول لمجرد أسلحة يلجأ إليها من بيده السُّلطة للانتقام من خصومه، ولتذكير الآخرين المخالفين له بأن لا أحد يمكنه أن يقف أمامه. في هذه الحال؛ فإنَّ المجتمع لا يعيش تحت سيادة القانون، وإنما تحت نقمة السُّلطة التي تربط إنزال العقوبات، أو عدم الاكتراث بتطبيق أية عقوبة، بحسب متطلباتها السُّلطوية الهادفة إلى إحكام هيمنتها على حياة النَّاس، لكن الانتقام لا ينشر العدالة في أي مجتمع، وإنما ينشر الرعب، ويتسبب في انعدام الاستقرار.

ولذلك، فإنَّ البلدان التي تمرُّ بمشكلات سياسية ينقسم عليها الناس، فإن الأفضل لها أن تنتهج عملية سياسية تعتمد على قول الحقيقة والتصالح، ومن ثم الانطلاق على أرضية موحدة للتقاضي أمام مؤسسات لا تميز بين الجماعات والفئات، وإنما تستهدف إحقاق العدالة وتثبيت سيادة القانون بصورة متساوية للجميع.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 8:22 ص

      جميل

      كلام جميل وموضوعي جداً ويلخص إحلاله الموجودة في مصر ليت كلامك يصل الي السلطة فيها ويعملوا بما في المقال

    • زائر 10 | 2:24 ص

      رب ارجعوني..............................

      المشكلة أن سبب عدم الاعتراف بالواقع ، وممارسة العنف الانتقامي ، والتسلط على الرقاب،،،كله نابع من الاستئثار بالقرار السياسي واحتكار السلطة والمال العام ،،، فأصبح لزاما الهروب للأمام مرورا بتفاقم المشكلات والويلات ، وانتهاء بتقديم البلاد والعباد لفوة البركان الذي لا يميز أحدا.

    • زائر 9 | 2:14 ص

      كاتب متزن

      انت كاتب متزن المفروض تتعاون مع الاخرين لتصل البحرين الى شاطئ الامان

    • زائر 8 | 1:50 ص

      هذا في معاجم الدول المتقدمة فقط

      اما في دول العالم الثالث والرابع والخامس فالانتقام والتشفي هو أصل مصطلح سيادة القانون، وأما مصطلح "الي مو عاجبه، يشرب من ماي البحر" فهو عماد الدستور في هذه الدول الدكتاتورية.

    • زائر 6 | 1:25 ص

      لافض فوك

      انت وطني مخلص شريف ابو علي وواضح عليك كم يعتصرك الالم. جزاك الله عن بخريننا كل الخير

    • زائر 5 | 1:17 ص

      تعال شوف عندنا في التعسف بتطبيق القانون

      مجرمي برادات جواد لم يتم ملاحقتهم قضائيا من يلقي مولوتوف حبس 5 سنوات الشرطي او المعذب اللي يقتل سجين تحت التعذيب سنتين سجن والبراءه في محكمة التمييز اي شرطي في الداخليه يستطيع ان يلفق اي تهمه في باله للمعتقل واقلها محوله الدهس والنيابه في كل الاحوال ضد المتهمين من البحارنه هذا تطبيق العدالة والقانون عندنا

    • زائر 4 | 1:05 ص

      مع ذلك

      الحاج مرسي لا يستحق ان يكون رئيس لمصر لقد اتضحت تواجهات الاخوان من خلال تقلد المرسي بسيادة الرئاسة ولا يسرني ما يحصل الان بداخل المصر فكما يبدو ان الطائفية اشتعلت بشكل مقلق اتمنى من الشعب المصري ان يتصالحو ويبدأو صفحة جديدة وحياة سياسية منفتحة على الجميع

    • زائر 2 | 12:17 ص

      نغزة حلوه

      نغزة حلوه لمن هم يدعون نحن نطبق القانون

    • زائر 1 | 11:03 م

      ذرر يا دكتور

      كلام جميل.. ليتهم يسمعون لك

اقرأ ايضاً