أبدت فعاليات وطنية وحقوقية تضامنها مع 31 بحرينياً تم إسقاط جنسياتهم منذ عام، معتبرين أن «قرار سحب جنسياتهم تم بخلاف القانون المحلي والدولي».
وشددت في وقفة تضامنية عقدت في مقر جمعية الوفاق في الزنج مساء الأحد (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، بمناسبة مرور عام على سحب الجنسية عن الـ 31 مواطناً، على أن «الانتماء للوطن لا يمكن أن يسلب من صاحبه من بدون مبرر مقبول، وإلا عد ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان».
ومن جهتها، قالت شعلة شكيب زوجة المسحوبة جنسيته النائب السابق جلال فيروز: «قبل عام وتحديداً في (6 نوفمبر 2012) قامت السلطة بسحب جنسيات مواطنين، وهذا الإجراء اتسم بالتعنت ضرب القوانين المحلية والدولية، بل خرجت على القواعد الإنسانية».
وأضافت «بعد عام، أين نحن؟ مازالت المعاناة مستمرة وقضيتهم لا تبرح مكانها أمام القضاء، السلطة عاجزة عن تبرير هذا الإجراء المتخلف، وقد راهنت على أن هذا الإجراء سيردع المسقطة جنسياتهم، ولكنهم صامدون وحامدون لله».
وأردفت شكيب «أوجه كلامي لمن قام بهذا الإجراء بأنه سيبقى خارج الركب المتحضر، وعليه أن يفهم أن الهوية ليست عطية بل هي حق وحب متجذر في القلب».
وتابعت «اختاركم الله للبلاء، أنتم تنتمون لهذا الشعب الشريف، وتيقنوا أن الله راعيكم، وبحوله حقوقكم سترجع، وسيخلد التاريخ ذكركم».
أما محمد علي، وهو أحد المسقطة جنسياتهم، فقال: «نحن لن نستجدي من أحد الجنسية، لا يتوهم أحد أننا سنطلب التراجع من أحد، بل نحن نطالب بأن يعتذر لنا من ظلمنا».
وأردف «ما حدث ظلم وجور، وهو ظلم لا تقره الشرائع السماوية، ولا حتى الهندوس والبوذيين، ولقد شرفنا الله بهذا البلاء، وأقسم بالله العظيم أنني لم أندم لحظة، ولن نندم لأننا لم نرتكب جريمة».
وأكمل «لم نسيء لأحد، بل تمت الإساءة إلينا، والأوصاف التي وصفنا بها لقد سمعتموها، سمونا ما شئتم ولكن لن يستطيع أي عبد مهما بلغ من قوة أن يسلب رزقاً مقدراً من الله».
وواصل علي «التجربة الشخصية أثبتت لي أن الرزق مقدر من الله ولن يستطيع أحد أن يسلبه ما دام الله مقدره».
فيما ذكر أحد المسقطة جنسياتهم إسماعيل خليل أنه «في فترة سحب جنسيتي تعرضت لأشياء كثيرة تأذينا منها، ولكن الأرزاق بيد الله».
وأضاف «هددوني في رزقي، بالترغيب والترهيب، وقالوا لي أن أفتح صفحة جديدة معهم، وسحبوا رخصة الصيد، وقلت لهم إن صفحتي هي مع ربي، قلت لهم إنني بحريني أباً عن جد، وإذا كانت هذه الجنسية هي الأوراق فخذوها لكم».
وفي كلمته، قال النائب السابق جلال فيروز أحد المسقطة جنسياتهم: «أود أن أعرب عن مدى اشتياقي لكم من لندن، فقبل عام من هذا التاريخ دعيت إلى دورة في لندن، وعلمت من الأهل أن جنسيتي سحبت».
وأضاف «القلب لا زال يشعر بالاشتياق، ووجودنا في لندن لم يقلل من تواصلنا مع أبناء الوطن، ونعمة من الله أن نكون في هذا البلد، بعون الله سبحانه استفدت من الأجواء المفتوحة في بريطانيا لأنقل معاناة شعبي».
وتابع «لا يمر يوم إلا وهناك تواصل مع جهة دولية، نقدم لها التقارير والانتهاكات التي تحدث في البحرين، وسوف لن نتخلى عن وطننا، وطال الزمان أو قصر فإننا سنعود لهذا الوطن».
وختم فيروز «للأحبة المسقطة جنسياتهم، أقول إن الله يمتحنكم في انتمائكم لقيمكم، فكونوا مع الله، ويوم الفرج قريب».
ومن جانبه، قال المحامي محمد التاجر: «هذه أيامنا وهذه ليالينا، نحزن صبحاً ونسعد مساء، نلملم جرحاً ويفتح جرحاً آخر، يفترض أن نتحدث بالقوانين، ولكن عندما يندفع من يندفع بحقد طائفي ليسلب الحقوق فلا مجال للقياس والحديث عن القانون».
وأكمل التاجر «نقف اليوم مع أشخاص نعرفهم، ولكن عندما أقدمت هذه السلطة على سحب جنسياتهم، فإنه لا عقل لمن يتعامل بحقد».
وتابع «عندما نتحدث عن الشرعة الدولية، عن الدستور البحريني، عن قانون الجنسية، وعندما نحدد كيف تكتسب الجنسية، فنقول هناك عديد من حالات كسب الجنسية، والبحرين لديها خليط من حق الدم وحق الإقليم، وللأجنبية المتزوجة، والآن بالمكرمات يعطى للمتزوجة، فبأي حق تسحب جنسية من كسب جنسيته بالدم، كيف تبرر سحب جنسية آية الله سند؟ ما هو مقدار الألم الذي يراد لهؤلاء أن يتجرعوه؟».
وأفاد «القانون يبيح سحب الجنسية لمن خان البلد، ولكن ما الخيانة التي ارتكبها الدكتور عبدالهادي خلف الذي تفاخر به الدول؟ كيف نستطيع أن نقول أن الدولة خالفت القانون؟ لأن هذا الإجراء لا يتفق مع أي قانون».
وختم التاجر «نحن معكم في الطريق ولن نترك هذا البلد ولن تسلبوا منا العزة والكرامة».
وفي آخر الكلمات التضامنية شدد مسئول دائرة الحريات بالوفاق السيدهادي الموسوي على أن «الانتماء حق لا يستطيع أحد سلبه، لأن الانتماء مسألة ضاربة في جذورها منذ لحظة الإنشاء».
وأضاف «انتمائي للأرض ضارب منذ الولادة، من موقع طبيعة الإنسان في أن ينتمي لموقع يبني ويساهم في بنائه، وحتى أكون منتمياً لا يوجد في تاريخ الإنسان فيما هو عليه قبل الدولة المدنية وثائق، القرشي لم يكن يعطى وثيقة انتماء أو وثيقة سفر، وأن تكون قرشياً أو رومانياً أو تركياً ليس من الضرورة أن يكون لك جواز».
وأردف «في الدول هناك مسألة سحب الجنسية وإسقاط الجنسية، ولسنا في وارد ذلك، ولكن كل من سحبت عنهم الجنسية هم بحرينيون، والصحيح أن الجنسيات سحبت منهم لأنهم في الأصل ينتمون لهذه الأرض».
وأكمل الموسوي «أية جهة ليس لها الحق أن تسحب الجنسية، بل القضاء المستقل، ولكن ما يحصل الآن أن إرادة معينة يراد من خلالها إيقاع الانتقام بفئة، تقفز على كل المحددات لتقوم بإسقاط الجنسية».
العدد 4077 - الإثنين 04 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ
يسحبون جنسيات المواطنيين الاصلييين وفي نفس الوقت يوطننون ويحنسون الاف من الغرباء
تجنيس الغرباء وتوطينهم على حساب المواطنيين الاصليين بهدف تغيير التركيب السكانية