يبقى المنتخب الوطني الأول لكرة القدم هو الواجهة الحقيقية للرياضة مهما اختلفت الآراء حول هذه المعلومة؛ لان لعبة كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في جميع دول العالم، وهي الترمومتر الذي يقاس به تطور الرياضة في بلدانها، رغم النتائج التي تحققها منتخباتها في كل الألعاب الرياضية الأخرى... كما أن طعم الفوز بالبطولات الكروية ونكهته يختلف تماما عن بقية البطولات الأخرى.
ولكي ينجح اي منتخب كان لابد من وجود قاعدة كبيرة من اللاعبين يمارسونها في دوري قوي يحظى بالمنافسة الفاعلة والإقبال الجماهيري الذي يحفز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم، بغض النظر عن الأموال الباهظة التي تصرف في مجال اللعبة وهو ليس مجال حديثنا.
أما حديثنا اليوم فهو عن الاتحاد البحريني للكرة الذي وجد ضالته في المدرب الأمريكي الجنسية الانجليزي الأصل أنتوني هدسون، حينما أوكل إليه مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول بعد فشله في التعاقد مع مدرب له قيمته الفنية... وهو المدرب الذي قاد المنتخب الاولمبي الى تحقيق المركز الثاني في البطولة الخليجية واستطاع إثبات قدرته على خلق فريق متجانس يضم نخبة من اللاعبين الواعدين، لذلك لم نعترض او ننتقد التعاقد مع هذا المدرب المغمور الذي لا يليق بمكانة المنتخب الأول، وجاء يبحث عن عالم الشهرة وتكوين اسم معروف من باب منتخبنا الوطني الذي خاض مباراتين ناجحتين بتغلبه على المنتخب اليمني والقطري ما جعله قريبا من التأهل الى نهائيات هذه البطولة التي ستقام نهائياتها في استراليا 2014.
وكنت أتوقع ان يبدأ أولى خطواته مع المنتخب الأول بالاعتماد على لاعبي الاولمبي مع إضافة بعض عناصر الخبرة الفاعلة لكونه ملما بإمكاناتهم وقدراتهم في ظل الإمكانات الكبيرة التي أصبح يوفرها اتحاد الكرة لهذا لمنتخب حتى يصبح الواجهة الحقيقية للعبة، بعد أن أصبحنا قاب قوسين او ادني من التأهل لنهائيات كأس آسيا.
إلا أن المدرب خالف كل التوقعات باختياره غالبية عناصر المنتخب الأول من لاعبين كبار السن أجد البعض منهم أصبح غير قادر على العطاء سنوات أطول، وأصبحوا -وهو الأهم- لا يستطيعون تنفيذ اي خطة مستقبلية يشارك فيها المنتخب سواء كانت نهائيات كأس آسيا التي ستقام بعد عام واحد او تصفيات كأس العالم لكرة القدم بعد عامين او أكثر، أما المشاركة في بطولة غرب آسيا التي ستقام بداية العام المقبل فهي ليست من بين طموحاتنا الكروية ولا يجب ان يبني المدرب على المشاركة فيها خططه المستقبلية.
أكاد اجزم بأن اتحاد كرة القدم يتطلع باهتمام كبير لأن يكون له منتخب قادر على مواصلة مشواره بنجاح سنين طويلة مقبلة. وان لجنة المنتخبات من أولويات عملها التخطيط لبناء منتخب المستقبل... لذلك أصبح من واجبها ان تسأل السيد هدسون عن سر اختياره لاعبين توشك صلاحية البعض منهم على الانتهاء... ورفضها تكرار سيناريو ما فعله بقية المدربين الذين دربوا المنتخب في السنوات العشر الأخيرة، حينما لم يأتوا بجديد واعتمدوا على نفس الوجوه، وجعلوا المنتخب يراوح مكانة إن لم يتأخر درجات عديدة في التصنيف العالمي...
لذلك نقول لمدرب منتخبنا كما قال له احد زملائنا في «الوسط الرياضي» من قبل: «يا سيد هدسون نحن في البحرين لا نريد سيارات طراز «داتسون» القديمة... لان العالم الكروي من حولنا يتطور كل يوم، ونريد سيارات حديثة أكثر سرعة وأكثر فاعلية وقدرة على التطور».
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4075 - السبت 02 نوفمبر 2013م الموافق 28 ذي الحجة 1434هـ
معلومات مغالطة
المنتخب الاولمبي حقق المركز الاول وليس الثاني
المدرب اعتمد على لاعبي الاولمبي وبامكانك ان تحكم من التشكيلة المختارة
مرة تقولون اعطوه فرصة ومرة يبغي الشهرة. ارسو على بر