أثارت قضية «البرنامج» على قناة «سي بي سي» الذي يقدمه الإعلامي المصري باسم يوسف، جدلاً كبيراً داخل مصر وخارجها، نظراً لكون برنامج يوسف يعد مختلفاً عمّا هو مألوف في منطقتنا العربية، التي اعتادت على المنع في كل شيء فأصبح كل شيء خطاً أحمر، خصوصاً مع الفكاهة السياسية والدينية.
وقد نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «المصري اليوم» مساء أمس أن مجلس إدارة قنوات «سي بي سي» قرّر إيقاف برنامج «البرنامج» للإعلامي باسم يوسف، إلى حين حل المشكلات الفنية والإدارية الخاصة بالبرنامج. وأضافت القناة في بيان لها: «فوجئنا بأن المحتوى الخاص بحلقة اليوم (الجمعة) من برنامج (البرنامج) مخالفٌ لما جاء في البيان السابق». وتابع البيان: «مجلس إدارة (سي بي سي) يؤكد أن مخالفات حلقة اليوم تشير إلى إصرار منتج ومقدّم البرنامج على مخالفة ما تم الاتفاق عليه».
يوسف الذي شوهد مغادراً مطار القاهرة الدولي، صباح أمس الأول (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، متوجّهاً إلى أبوظبي، برفقة أحد معاونيه، هو ثاني عربي يرشح هذا العام للجائزة الدولية لحرية الصحافة من قبل لجنة حماية الصحافيين في نيويورك. هذه الجائزة تعطى للصحافيين والإعلاميين الذين يواجهون تحديات كبرى في بلدانهم، ويوسف نموذج في ظلّ التقلبات الحاصلة للمزاج السياسي المصري التي تؤثر بدورها وتتأثر بباقي بلدان المنطقة العربية.
أسلوب يوسف جديدٌ عربياً، لكنه متعارف في وسائل الإعلام الأوروبية والأميركية، فهي تستخدم الفكاهة أسلوباً لنقد السياسيين بأسلوب ساخر لا يطال التجريح. لأن هناك فرقاً بين الفكاهة والتجريح، ولهذا تلقى مثل هذه البرامج شعبية كبرى في المجتمعات الغربية التي تجاوزت مرحلة الخطوط الحمراء في كل جانب، سياسياً ودينياً وثقافياً، فأصبح الأمر مقبولاً لأنه يتقبل حرية الرأي الآخر، ويقدّر هذا النوع من السخرية لأنها تعتبر نوعاً من إفراغ حالة الغضب بدلاً من حالة الكبت.
لكن في منطقتنا العربية، يبدو الأمر مختلفاً، فهذا النوع من السخرية تحوّل إلى مصدر إزعاجٍ لسياسيين في بلد مثل مصر، رغم أن ما يفعله باسم يوسف ليس بعيداً عن أسلوب فناني الفكاهة من أمثال الفنان الكويتي داوود حسين الذي ينتقد ويقلّد بروح ساخرة المطربين والمطربات وغيرهم من عناصر الساحة الفنية والإعلامية بصورة يترقبها بشغف المشاهد العربي في كل موسم رمضاني جديد.
أذاً، ما الذي اختلف مع أسلوب وبرنامج باسم يوسف؟ ببساطة شديدة الأمر يتعلق بأن هذا النوع من البرامج السياسية الساخرة مازال غير مهضوم عربياً، بمعنى آخر القضية برمتها تتعلق كيف يتقبل النظام السياسي العربي انتقاده بصورة تدعو إلى الضحك بعيداً عن التجريح. غير أن هضم مثل ذلك النوع من البرامج مايزال غير مقبول، ويصنف بأنه اعتداء على أركان النظام السياسي، بل وقد يُفسّر بأنه تهديدٌ لأمنها القومي.
للأسف مثل ردة الفعل هذه متوقعة لأن الثقافة مغيّبة في هذا الجانب، لكون المجتمعات العربية ليست على استعداد لتحمل النقد الفكاهي السياسي، ولكن متطلبات المرحلة التي تعيشها الشعوب في المنطقة من بعد 2011 حملت معها متغيّرات بدأت تفرض نفسها على الساحة، وهي اليوم تتكلّم عن السياسة، وغداً ستتكلم عن الدين... فلن يكون هناك مجالٌ للحظر لأن المتغيرات ستفرض نفسها بحسب ما يقرأها المراقبون الغربيون الذين يرون أن ذلك أمر حدث في أوروبا، وهو في طريقه إلى المنطقة العربية التي لم تعد حالةً استثنائيةً كما كانت قبل أربعين عاماً.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 4075 - السبت 02 نوفمبر 2013م الموافق 28 ذي الحجة 1434هـ
احنا
احنا بعد عندنا مديع ساخر وافضل من السبال في التقليد والستم والتخوين واتهام الشرفاء.
وانا اعتبر السبال اشرف منه بآلاف المرات
اثبت باسم يوسف بأنه رجل والرجال قليل
الكل يرى ان هناك التفاف على ثورة من قبل المجلس العسكري وارجاع الحكم في حركة ذكية للعسكر وخروج جميع ازلام النظام السابق براءة اكبر دليل على ذلك!