العدد 4075 - السبت 02 نوفمبر 2013م الموافق 28 ذي الحجة 1434هـ

السفير الإيطالي لـ «بنا»: التسوية تعني أن تخسر شيئاً ما بشكل دائم ليعمَّ الخير البلاد

دعا البحرينيين للعودة إلى الحوار بأساسات جديدة

السفير الإيطالي: الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف السياسية على المدى البعيد
السفير الإيطالي: الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف السياسية على المدى البعيد

قال السفير الإيطالي لدى البحرين البيرتو فيكي: «إن إجراء التسوية يحتاج لأن تكون على معرفة تامة بأنك لابد أن تخسر شيئاً ما بشكل دائم ليعمَّ الخير للبلاد برمتها»، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف السياسية على المدى البعيد، ومحاربة التطرف الذي يعطل مصالح الدولة، ومنوهاً إلى أن الحوار الجوهري سيكون الحل الوحيد الدائم للمستقبل، داعياً كافة الأطراف إلى العودة والجلوس حول طاولة الحوار على أساس جديد لعلاقاتهم المشتركة وإدانة العنف بكافة أشكاله.

وأعرب خلال لقاء أجرته مع وكالة أنباء البحرين (بنا) عن تأييد بلاده لجهود عاهل البحرين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والقيادة السياسية في المسيرة الإصلاحية التي تشهدها البحرين، واصفاً دعوة جلالته للحوار الوطني بأنها موقف حكيم، مشدداً على دعم وتأييد إيطاليا لهذا الموقف مئة بالمئة.

وأوضح السفير الإيطالي أنه في أي بلد من بلدان العالم يكون هناك أعداء للحوار يلجأون من خلال ممارسة العنف لتعطيل هذه الجهود وإعاقة الحوار.

وقال: «نحن في إيطاليا سنكون سعداء لرؤية جميع الأطراف يعودون للجلوس حول طاولة الحوار لتحقيق أساس جديد لعلاقاتهم المشتركة» وأضاف أن طريق الإصلاح طريق متواصل بلا نهاية، ولتحقيق ذلك ينبغي التحدث مع بعضنا البعض والتوصل إلى توافق مفيد لن يكون فيه خاسر.

وأفاد السفير الإيطالي بأن ما تمر به إيطاليا هذه الأيام ينطبق على البحرين أيضاً، فهناك أعداء ومعارضون للحوار لا يريدون التوصل إلى تفاهم لأن ذلك يتعارض مع مصالحهم وهذه المصالح ضد مصلحة البلاد.

واستذكر في هذا السياق ما مرت به بلاده إيطاليا في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات حينما ظهر الإرهاب، وتم القضاء عليه عندما قررت الأطراف السياسية التي كانت مقربة لفئة من الإرهابيين أن تقول: «كفى لا نستطيع احتمال الإرهاب أكثر من ذلك، يجب أن نقطع العلاقات مع الإرهاب وأن ندين ما يحدث من إرهاب بدون تردد».

ودعا في هذا الصدد جميع الأطراف إلى توحيد النوايا والرغبة الصادقة لديهم لنبذ العنف وإدانته بكافة أشكاله كوسيلة لتحقيق الغايات والأهداف السياسية، وإلا لن يكون هناك حوار مثمر.

وتحدث السفير عن العلاقات الإيطالية البحرينية ووصفها بأنها «جيدة جداً»، وبالإمكان تطويرها لتصبح «ممتازة»، مشيراً إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك إلى إيطاليا في العام 2008 شكلت حدثاً كبيراً في العلاقات الثنائية، وأسفرت عن عدة توصيات لتعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين، وخاصة بإنشاء سفارة للبحرين في روما، حيث كان من المفترض أن يتم إنشاؤها عقب الزيارة، لكنها تأخرت بسبب الأزمة المالية التي شهدتها المنطقة العام 2008 والأحداث المؤسفة التي وقعت في البحرين العام 2011م.

وبيّن أن بلاده تعول كثيراً على تسريع إجراءات افتتاح السفارة البحرينية في روما، موضحاً أن إنشاء السفارة الإيطالية في البحرين فتح آفاقاً وإمكانيات كبيرة للإيطاليين ليستكشفوا البحرين شيئاً فشيئاً، مؤكداً السفير أنه بعد افتتاح السفارة البحرينية في روما سيكون هناك إمكانية أكبر للترويج إلى البحرين في إيطاليا ولتعزيز العلاقات بين البلدين.

وولفت إلى أن رجال الأعمال الإيطاليين يزورون البحرين أسبوعياً لاستكشاف إمكانية الفرص المتاحة للاستثمار فيها، حيث إن لديهم الرغبة في انطلاق أعمالهم التجارية منها.

وكشف عن أن البحرين استقبلت خلال الشهر الماضي مجموعة من أصحاب الأعمال يمثلون أكثر من ألفي مؤسسة تجارية إيطالية متوسطة وصغيرة، حيث حملوا معهم انطباعاً رائعاً وإيجابياً عن البحرين، وقرروا فوراً أنهم يرغبون في التواجد هنا والبدء في التعاون التجاري مع البحرين.

وحول مجالات التعاون بين البلدين، ذكر السفير الإيطالي أن العزيمة موجودة لتعزيز أوجه التعاون في المجالات الثقافية من قبل الجانبين، وأن هناك إمكانيات عديدة لإحراز تقدم في هذا الخصوص، موضحاً أن هذه الأمور تمت مناقشتها باستفاضة مع وزيرة الثقافة لتعزيز اتفاقيات التعاون بين المتاحف في كل من إيطاليا والبحرين.

وقال: «إن متحف البحرين الوطني بصدد الاحتفاء بمناسبة الذكرى الخامس والعشرين لإنشائه في شهر ديسمبر المقبل، وسيكون هذا حدثاً هاماً بتعزيز أوجه التعاون المشترك من وجهة نظر المتاحف».

وتابع «كما أن هناك الكثير من الأمور التي يمكن التعاون فيها خاصة في مجال دراسة الآثار وترميم المواقع الأثرية، خاصة أن إيطاليا لديها في هذا المجال إلماماً متعمقاً وهي إحدى الدول التي يوجد فيها أكبر المواقع الأثرية مساحة، والتي تعود لعصور تاريخية قديمة بالإضافة لترميم المواقع الأثرية، كما يمكن التعاون في المجالات التعليمية حيث الإمكانيات الضخمة والعديد من الفرص في الجامعات والمؤسسات التعليمية الإيطالية العريقة في مختلف التخصصات المعمارية والطبية والتخصصات الأخرى».

وبشأن الجالية الإيطالية في البحرين، أفاد السفير بأنها على مستوى عال جداً، وعددها نحو ثلاثمائة وخمسين شخصاً من المقيمين بشكل دائم، منهم أصحاب أعمال من المعماريين والمصرفيين، وهم سعداء للغاية بالعيش هنا في وطنهم الثاني.

وأشار إلى أن بعض الحالات من الجالية الإيطالية قررت الاستقرار في البحرين بالرغم من أن مكان عملهم في مكان آخر في الخليج العربي، ولكنهم اتخذوا من البحرين وطناً لهم.

ونفى السفير علمه بأي مباحثات حول إعفاء مواطني دول مجلس التعاون عن تأشيرة الدخول لإيطاليا، لافتاً إلى أن تأشيرات الدخول ليست شأناً وطنياً فقط بل تعتبر مسألة تخص جميع دول الاتحاد الأوروبي فيما يعرف اصطلاحاً بالـ «شنغين»، ولذلك فإنه من أجل إلغاء التأشيرات يجب أن تكون على أساس مشترك على صعيد «الشنغين».

وقال إنه بالإمكان الحديث عن تسهيلات تعطى لأصحاب الأعمال أو لأصناف محددة على المستوى الوطني، ولكن حينما نتحدث عن «نظام التأشيرة» فإنه يتجاوز الصعيد الوطني.

ونوّه السفير إلى أن التأشيرة عادة ما تصدر خلال ثلاثة أيام وعند الحاجة يمكن استصدارها في اليوم التالي، بل وفي نفس اليوم في حالة الحاجة الحقيقية، معرباً عن تطلعه لاستحداث طريقة جديدة للوصول لنظام استصدار التأشيرة من أجل التعامل مع الطلبات بشكل منطقي وأكثر كفاءة.

وقال: «إننا سنظل دائماً منفتحين لتلبية الطلبات المستعجلة فوراً، وسنسعى للتعامل مع الطلبات وتصنيفها، ونحن هنا لتقديم أفضل ما لدينا للمواطنين البحرينيين حتى يتسنى لهم زيارة إيطاليا. وهذا يصب في مصلحتنا».

وفي ختام حديثه أفصح السفير الإيطالي لدى البحرين عن تطلعه في تعزيز العلاقات الثنائية مع البحرين، خاصة فيما يتعلق بزيارات أصحاب الأعمال، خاصة بعد هيكلة طيران الخليج التي علقت رحلاتها المباشرة إلى روما في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال: «أتطلع بكل صدق لعودة الرحلات المباشرة لطيران الخليج إلى روما مرة أخرى في أقرب وقت ممكن؛ لكونها مهمة لأصحاب الأعمال والسياح، وستسهم في الترويج لجمال البحرين والفرص المتاحة فيها».

العدد 4075 - السبت 02 نوفمبر 2013م الموافق 28 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:07 ص

      اي عنف الله هداك

      يعني الحين من اعنف الشرطه لو المتظاهرين يعني معتقل يسلموه جثه بعد 5 ايام لو الملوتوف الشرطي اللي يطلق مسيل دموع على البيوت ولالاف الفيديوهات شاهد على ذلك اقتحام برادات جواد وبمختلف الاسلحه ول اربع وستون مره وبدعم الشرطه ضرب المتظاهرين بالشوزن او بمسيل دموع على االجسم مباشره
      الشهداء اللذين اخذوا من الحواجز والقيت جثثهم في مكب النفايات انته عن شنو تحكي ياسفير الله هداك

    • زائر 3 | 1:33 ص

      الحوار الجاد ذي مغزى ..لكن اين هو

      الحوار الجاد يتطلب تهيا ولا توجد في اساس تهيا او ارضية لهذا الحوار اي حوار من اجل الحوار ذر الرماد بالعيون ...لايوجد حوار جاااااااااااااااااااااااااااااااد للاسف

    • زائر 2 | 12:37 ص

      فقط للعلم يا سعادة السفير

      الحركه المطلبيه في البحرين سلميه من بداية الثلاثينات مرورا بجميع المراحل حتي اخر انتفاضه نهجها سلمي ولانقبل المزايدات علينا كشعب مسالم.وشهد لنا البعيد قبل القريب. وشكرا لكم

    • زائر 5 زائر 2 | 6:49 ص

      ضربني و بكى

      ضربني و بكى و سبقني و تشتكى
      كانت نية الامقلابين القضاء على النظام و من يواليهم
      وتسليم الدوله للولي الفقيه
      انظروا الى المساندين للانقلابين و كم محطة تلفزون
      سخرت لهم وكم من الشرطه تم قتلهم بايديهم
      فهل هذه السلميه
      لقد ارتكبوا فعلا شنيع و ارجوا ان تكون لديهم بالاعتراف با الذنب و الاعتذار





    • زائر 6 زائر 2 | 8:06 ص

      كلمة حق

      فعلا سلمية و الدليل حرق الإطارات بشكل يومي

اقرأ ايضاً