أدّى العشرات من المواطنين أمس السبت (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) الصلاة في مواقع المساجد المهدمة خلال فترة السلامة الوطنية.

إلى ذلك قال مسئول قسم الحريات الدينية في مرصد البحرين لحقوق الإنسان ميثم السلمان: «من الغريب استمرار الجهات الرسمية في التكتم والتهرب من الكشف عن خطة إعادة بناء المساجد المهدمة، بالإضافة لعدم إقرار جدول زمني واضح لإعادة بناء المساجد المهدمة، وهذا عائد بالضرر على تلك الجهات قبل غيرها وذلك لما يسبب هذا الملف من حرج لها في المحافل الدولية وعلى المستوى الشعبي».

وأضاف السلمان «طالما طالبنا بالمسارعة في إقرار جدول زمني واضح لإعادة إعمار 38 مسجداً قد تعرضت للهدم بصورة غير قانونية في فترة السلامة الوطنية عام 2011، إلا أن استمرار الجهات الرسمية في التهرب من تعهدها ببناء المساجد التي هدمتها في فترة السلامة الوطنية دليل آخر على استمرار تلك الجهات في انتهاج سياسة التمييز والازدراء بمكوَّن وطني أصيل».

وتابع «قد أشرنا في أكثر من محفل إلى أن ممارسات التمييز الطائفي والازدراء الديني قد اكتسبت بنية مؤسساتية في بعض الدوائر الرسمية وهذا يمثل خطراً حقيقياً على السلامة المجتمعية والأمن الأهلي ونسيج المجتمع الواحد؛ فالدولة التي تحترم حقوق المواطنة المتساوية تجرم التمييز الطائفي والازدراء الديني وتأخذ التدابير التشريعية والتنفيذية للحيلولة دون وقوع مؤسسات المجتمع المدني في جرم التمييز والازدراء الطائفي ناهيك عن وقوع الدوائر الرسمية في ذلك».

وأوضح السلمان «إن الاستمرار من قبل الجهات الرسمية في المماطلة في إعادة بنائها يُعَدُّ جزءاً من أجندة تشطيرية تسعى لزرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد وتقويض الألفة الاجتماعية في البلاد وإذكاء روح الحقد والكراهية بين أطياف المجتمع البحريني ما يؤدي إلى بقاء البحرين في دائرة التجاذبات السلبية».

وأضاف «كما أن إصرار الجهات الرسمية على عدم الاعتراف بمسئوليتها بهدم المساجد بعد مرور أكثر من عامين من هدم 38 مسجداً وإدانة المجتمع الدولي لهذه الجريمة وشروعها في إرساء مناقصات وبناء الكثير منها لن يحل الأزمة بل الأحرى بالجهات الرسمية المسئولة عن هدم المساجد الاعتذار إلى الله أولاً ومن ثم للشعب لتجاوزها القانون المحلي والدستور والأعراف الدولية ومخالفتها لقيم الدين الإسلامي وطبائع أهل البحرين المتسامحة والمنفتحة». وقد أكد السلمان أن «كل المحاولات البائسة لخلق تصادم طائفي ستفشل في البحرين بفضل وعي الشعب وحرصه على الوحدة الوطنية بين كافة المكونات وإصراره على مكافحة كل ألوان التعصب والعنصرية».