اعتبر رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود، أن الأزمة السياسية التي تشهدها البحرين هي أزمة سياسية - طائفية، وأن من وصفهم بأتباع «التيار الصفوي الولائي» و«جماعات التأزيم»، يتعمدون تمديد هذه الأزمة، معتمدين بذلك على القوى الطائفية التي تدعمهم، على حدِّ تعبيره.

وفي لقاء مع «الوسط»، أبدى المحمود أسفاً على عدم وجود الشريك الذي يمكن أن يسهم في حل الأزمة، محملاً «جمعيات التأزيم»، مسئولية الوقوف خلف حملات الشحن الطائفي التي استمرت سنوات طويلة من قبل «التيار الصفوي الولائي» ضد بقية الشعب.

وأكد أن انتقاده للسفير الأميركي في البحرين، إنما هو للتعبير عن معارضة السياسة الأميركية في البحرين ودول الخليج والعالم الإسلامي، وقال: «العار على من يتعاون مع الأميركان لتحقيق ما يريدون، ويظنون أنهم سيصلون إلى أهدافهم الخاصة».

قــال إن العـار سيلاحــق مــن يتعــاون مع الأميركان لتحقيق ما يريدون

المحمود: الأزمة في البحرين سياسية طائفية... ومطالب «جمعيات التأزيم» تريد إنهاء النظام

المحرق - أماني المسقطي

وصف رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية الشيخ عبداللطيف المحمود، الأزمة في البحرين بـ «السياسية - الطائفية»، متهما في الوقت نفسه جمعيات المعارضة - التي وصفها ب«جمعيات التأزيم» - بالسعي لتحقيق مطالب طائفية وإقصائية. وفي مقابلة مع «الوسط»، أكد المحمود أن تجمع الفاتح في فبراير/ شباط 2011، أعطى درساً لمن أراد السوء بالبحرين، بأنه لن يسلم البحرين لمن يسيء إليها.

وأبدى المحمود أسفاً من عدم وجود الشريك الذي يمكن أن يسهم في حل الأزمة، محملاً «جمعيات التأزيم»، بالوقوف خلف حملات الشحن الطائفي التي استمرت سنوات طويلة من قبل «التيار الصفوي الولائي» ضد بقية الشعب، على حد قوله. وفيما يأتي نص المقابلة التي أجرتها «الوسط» مع المحمود:

كيف تقيم وضعية تجمع الوحدة الوطنية في الوقت الحالي؟ وخصوصاً أن البعض يتحدث عن أن «المارد» الذي ظهر مع الدعوة إلى تجمع فبراير/ شباط 2011، شهد تراجعاً في الآونة الأخيرة...

- اجتماع الناس يأتي حسب المواقف، وتجمع الوحدة الوطنية في 2011 لم يكن مُتصوراً أبداً، ولكن موقف البحرين في ذلك الوقت وذلك اليوم، هو الذي جمع الناس، ولم نكن نتصور هذا العدد، ولا الدولة ولا جمعيات التأزيم كانت تتصور مثل هذا العدد، بل حتى المخابرات المركزية الأميركية، والسفارتان الأميركية والبريطانية لم تكونا تتصوران مثل هذا التجمع، الذي عبر عن هبة الشعب البحريني بكل أطيافه من أجل حماية البحرين.

ولاشك أن هذا الإحساس تكرر مرة أخرى عندما زادت المشكلة وظهرت الأوجه الكالحة لجماعات التأزيم، والتهديد الذي كان يُوجه لكل أهل البحرين لا لجهة واحدة.

نحن الآن جمعية سياسية، ولكن مازلنا نمثل أولئك الذين تجمعوا في الفاتح، وطالبونا بالاستمرار، وبالتالي فإننا كجمعية سياسية نمارس دورنا شأننا شأن أية جمعية أخرى لها روّادها وعملها وأعضاؤها، ونحن لدينا حتى الآن أكثر من 23 ألف عضو منتسب إلى هذه الجمعية السياسية.

وبالتالي فإنه في حالة الشدة تحرك كل شعب البحرين، أما وقد عادت الطمأنينة والأمان فكل يناضل في مكانه، فأصحاب الأعمال في أعمالهم، والموظفون في وظائفهم، وهناك مجموعات نذرت نفسها لتسيير تجمع الوحدة.

والواقع أن التجمع أعطى درساً لكل من أراد السوء بالبحرين، وهو أن أهل البحرين لن يسلِّموا بالبحرين.

هل هذا يعني أنك مازلت ترى أن التجمع مازال يحتفظ ببريقه منذ العام 2011؟

- التجمع مازال يسير في الخط نفسه للدفاع عن البحرين والعمل على بنائها، وإصلاح ما فسد، والسير باتجاه التنمية المستدامة، وأيضاً العمل على الإصلاح السياسي والتقدم السياسي في البحرين.

في بداية الأزمة التي شهدتها البحرين كنتم توصفون ما يحدث بأنه حراك طائفي، ولكن البعض يرى أن وجهة نظركم هذه تغيرت بعد خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي أشار إلى أن البحرين تشهد توتراً طائفياً، فما تعليقك على ذلك؟

- قراءتنا للأحداث في الفترة بين 14 إلى 18 فبراير 2011، كانت مبنية على أنه حراك سياسي بين فئة من المجتمع وبين النظام، ولكن منذ 18 فبراير وما بعده، ظهرت الروح الطائفية المقيتة في ذلك الحراك السياسي، وهو الذي حرك جماهير البحرين والفاتح لكي تقول: لا... البحرين أولاً.

أما فيما يتعلق بما تطرق إليه الرئيس الأميركي الذي تحدث عمَّا اعتبره توتراً طائفياً في البحرين، وقاسه بالأوضاع في العراق وسورية، فإن التوتر في البلدين الأخيرين واقع بين فئتين من الشعب ومنظمات تحمل السلاح ضد بعضها البعض، وهو ما خلف القتلى بمئات الآلاف، وأدى إلى إصابة البلدين بالتمزق، ولكن في البحرين لا يوجد هذا التوتر الطائفي، واعتراضنا هو على تشبيه الأوضاع في البحرين بتلك الأوضاع في سورية والعراق.

ولكن الطائفية قضية أساسية في البحرين، وقد قلناها قبل ذلك، أنها قضية سياسية وأخرى طائفية، وبدأت هذه القضية بالشحن الطائفي الذي استمر سنوات طويلة من قبل التيار الصفوي الولائي الذي يقوم على ولاية الفقيه ضد بقية الشعب والنظام في البحرين.

ولكن في البحرين لا يوجد تقاتل بين الطرفين، وقد استطعنا بفضل الله عز وجل أن نوجه أهل الفاتح لعدم الاصطدام مع أولئك الذين كانوا يريدون أن يشعلوها حرباً طائفية في البحرين.

ما الذي تعنيه بمرحلة ما بعد 18 فبراير؟

- في يوم 18 فبراير 2011، حصل تطور سيئ جداً في البحرين، وهي أن أتباع التيار الصفوي الولائي أظهروا الكراهية والعداء لأهل البحرين لمن لا ينتمي إلى فكرهم، وظهر ذلك في كل المجالات، في المستشفيات والمدارس والقطاع الخاص والشارع والجامعة، وروح الكراهية هذه هي التي دفعت الناس للاستجابة للصلاة الجامعة التي دعونا إليها يوم 20 فبراير، ورأينا الجماعات التي ظهرت يوم 21 فبراير في التجمع.

وبالتالي فإن روح الكراهية المقيتة ضد شركاء الوطن هي التي غيرت الاتجاه، إذ كان الفكر الصفوي الولائي يعمل ضد النظام وضد بقية الشعب، بما فيهم شيعة جعفرية ليسوا على هذا التيار إضافة إلى بقية أهل السنة والأجانب والمقيمين.

هل تعتبرون فعلاً أن ما تطرحه المعارضة البحرينية هي مطالب طائفية؟

- أظهرت جمعيات التأزيم أنها طائفية وأنها تريد أن تنهي النظام، فرغم دعوة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى الحوار، إلا أنه وُوجه بالرفض من قبل هذه الجمعيات، فإذا كانت مطالبها التي قدمتها لولي العهد تدعو إلى إلغاء الدستور، وحل الحكومة، وتشكيل مجلس تأسيسي لكتابة الدستور، وتشكيل حكومة مؤقتة، فماذا نسمي كل ذلك؟

وعندما دعا ولي العهد هذه الجمعيات للدخول في الحوار ورفضته، عرض عليهم سموه 7 نقاط، وهي من ضمن رؤيتنا نحن في تجمع الوحدة الوطنية، والتي عرضناها على جماعة التأزيم يوم 13 مارس/ آذار 2011، ودعوناهم للدخول في الحوار، ولكنهم رفضوا بعد أن أمضينا معهم 5 ساعات، لأنهم كانوا على يقين أن البحرين ستسقط، وأن النظام سيسقط، وأنهم سيصبحون الملوك الذين يقودون هذه البلد.

وكما ذكر تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق عن انعقاد 14 اجتماعاً بين ولي العهد وبين جماعة التأزيم والمرجعية الدينية، وكلهم كانوا يرفضون الحوار، لماذا؟ لأنهم كانوا يرون أن البحرين ستسقط، ووضعوا تصورهم لإقامة الجمهورية الإسلامية، وأظهروا العلم الجديد الذي كانوا يريدونه، وهو العلم الأسود ذو الـ12 سهماً الذي يدل على الدولة المهدوية. وكانت الدعوة واضحة في تلفزيونات إيران الموجهة بأن المهدي سيخرج في البحرين.

إن شعب البحرين لن ينسى كل ذلك، والذي كان يعبر بكل وضوح عن توجه طائفي وإقصائي ويريد أن يتقاتل مع بقية الشعب ويجعل من البحرين أرض حرب طائفية، كما فعلوها في العراق وسورية.

...ولكن الجمعيات نفت دعوتها إلى إقامة الجمهورية، وخصوصاً أن الإعلان عن الجمهورية تزامن في وقت انعقاد اجتماعكم في مقر جمعية الوفاق...

- بل كانوا معهم تحت عنوان «باقون حتى يسقط النظام»، وكانوا مع شعار قيام الجمهورية الإسلامية. وأود أن أقول إن الأمور مكشوفة لدينا، وهي تبادل الأدوار. وإلى الآن تبادل الأدوار مستمر بين هذه الجمعيات ومن يعملون في الشارع ويثيرون المشكلات والذين يسمُّون أنفسهم «شباب 14 فبراير».

من هي جمعيات التأزيم التي كررت الإشارة إليها؟

- الجمعيات الخمس المسجلة، والأخرى غير المسجلة التي كانت معها.

في الذكرى الثانية لتأسيس تجمع الفاتح أكدتم عدم تنازلكم عن المطالبة بالإصلاح الديمقراطي واستقلالية القضاء وتعزيز عمل السلطة التشريعية، وغيرها من المطالب التي تتوافقون معها في مطالب المعارضة، فما هي مكامن خلافكم معهم من وجهة نظركم؟

- ومن المتوقف عن هذا؟ الممتنع عن الدخول في الإصلاح هم جمعيات التأزيم منذ شهر فبراير 2013 وحتى الآن، لأنهم لا يريدون الوصول إلى جدول أعمال أو مناقشة القضايا العالقة، وهذا يعني مضي ستة أشهر من دون الدخول في جدول الأعمال، والآن بين كل فترة وأخرى يحاولون الخروج منه، لأنهم يريدون تمديد الأزمة ولا يريدون الوصول إلى حل.

وما هو من وجهة نظرك الهدف من مساعي المعارضة لتمديد الأزمة؟

- لأن الرؤية الطائفية لهذه الجمعيات مازالت موجودة، ومازالوا يعتمدون على القوى الطائفية التي تدعمهم، بما فيها الدعم الإيراني اللوجستي والسياسي، وكذلك الدعم الأميركي، ودعم الكثير من المنظمات التي تضع المنطقة هذه تحت التجزئة. وما يؤسف له أن نجد جماعات التأزيم تضع يدها في يد من يريد أن يتناحر المسلمون فيما بينهم ويتقاتلوا، فالتيار الصفوي الولائي واضح جداً في محاولة اجتياحه العالم الإسلامي، والذي حاول أن ينشر ثورته بالقوة، واستخدم القوة في البحرين خلال محاولة الانقلاب التي شهدتها البحرين في الثمانينات، ناهيك عن محاولة قتل جابر الصباح في الكويت، ولكنهم فشلوا. وبعدها ذهبوا إلى فريق آخر عن طريق الهدوء والسيطرة على مفاصل الدولة كما حدث في البحرين وكما يحدث مع بعض دول الخليج، والتعاون بين أميركا وإيران واضح، فالولايات المتحدة تساند التيار الصفوي الولائي في تقسيم العراق والدفاع عن النظام السوري، وذلك على رغم وجود ما يزيد عن 100 ألف قتيل في سورية، وما أحدثوه في العراق من شق الصف بين السنة والشيعة، والقتلة من مئات الآلاف في العراق والتشتت والتشرذم الذي حدث لأهل العراق، وملايين العراقيين الذين هُجِّروا من أرضهم داخل أو خارج العراق، وللأسف، نجد من ينتسب للإسلام، ويضع يده في يد من يريدون أن تراق دماء المسلمين، ويتعاونون معهم سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ولوجستياً.

ما هي وجهة نظركم بشأن رؤية المعارضة لحل الأزمة السياسية، والتي أعلنت عنها في شهر يوليو/ تموز الماضي بعد ما عُرف بـ «تفجير الرفاع»؟

- الحديث عن الابتعاد عن العنف ما هو إلا قضية إعلامية، الذي تضمنته الرؤية، وكما قال أكثر من واحد منهم، فإنهم يستطيعون إنهاء العنف بفتوى تصدر من المرجعية الدينية، ولكننا في واقع الأمر لا نرى أي استنكار لما يحدث من التخريب في الشوارع والمدارس وفي غيرها من الأماكن، وحتى حوادث القتل. إن كل ذلك يدل على أن ما في النفوس باقٍ، والكلام لا يغير الواقع.

وصحيح أننا نتفق مع عناوين رؤية المعارضة المعلن عنها، ولكننا نتساءل: كيف يمكن تطبيق هذه الرؤية في ظل الشروط المسبقة التي تضعها المعارضة ولا توصل إلى شيء؟ ولذلك قلنا إن الدخول في الحوار يجب أن يكون من دون شروط، وهم يشترطون مطالب طائفية.

نعم، نحن نتفق مع مبادئ العدالة والمساواة والمطالب السياسية، ولكن كيف نحققها إذا لم نضعها في جدول أعمال وبدأنا نبحثها بالتفصيل؟ والواقع أننا وحتى الآن لم نجد الشريك الذي يريد أن يسير بنا إلى حل للأزمة.

خلال أحداث العام 2011، التقيت أكثر من مرة مع قيادات المعارضة في مقر جمعية الوفاق، فهل من الممكن أن يتكرر هذا المشهد مرة أخرى؟

- طاولة الحوار هي البديل، وكنا قد أرسلنا عدة رسائل وقلنا إننا نحتاج أوقاتاً إلى التشاور، بعد أن نصل إلى قضايا تحتاج إلى التشاور، ولكن حتى الآن لا يوجد الشريك القادر أن يسير بذاتيته ونظرته إلى البحرين ومن ينتمي إليها. إن ما يحدث في البحرين خطر على الكل، لذلك نعمل من أجل صالح كل البحرينيين ومن أجل المحافظة على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، وهذا واجبنا، ولكن من غير أن نمكن أطرافاً تميل إلى الكراهية وإقصاء الآخرين وإذلالهم كما يفعلون في الدول التي لهم فيها قوى كإيران والعراق.

تنتقدون دائماً السفير الأميركي في البحرين، وتطالبون بتغييره، ألا تعتقدون أنه من الصعب تحقيق ذلك، وخصوصاً أن الحكومة لا تتفق مع هذا الطرح؟

- أنا أتحدث عن قناعاتي لا الحكومة، وكشعب لدينا موقف من الإدارة الأمركية، والسفير الأميركي قال في أحد المجالس إنه ينفذ السياسة الأميركية، وما يطلبه منه الرئيس الأميركي ووزارة خارجيته، فهو إنسان واضح. وحين نتحدث ضد السفير فإننا نتحدث عن معارضتنا للسياسية الأميركية في البحرين ودول الخليج والعالم الإسلامي، وهي واضحة المعالم، وتكشف عن تقسيم المنطقة على أساس عرقي وديني ومذهبي، والعار على من يتعاون مع الأميركان لتحقيق ما يريدون، ويظنون أنهم سيصلون إلى أهدافهم الخاصة.

وما الجديد بشأن العريضة التي دعوتم للتوقيع عليها للمطالبة بتغيير السفير الأميركي؟

- مازلنا عند موقفنا، والآن نرى أن الشعوب لابد أن تتحرك من أجل أن توصل صوتها، فالدبلوماسية لها طريقها وثوابتها ومتغيراتها، والشعوب لها طرقها التي توصل بها صوتها هذا. واليوم أثبتت الوقائع أن لأصوات الشعب مكانة في التعامل مع هذا الشعار.

يشوب علاقة تجمع الوحدة الوطنية بالخارج نوع من التذبذب، ففي الوقت الذي ترفضون فيه التدخل الخارجي، أرسلتم خطاباً في وقت سابق إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي عن الوضع البحريني، فكيف تصفون علاقتكم بالخارج؟

- رأينا كان واضحاً لجميع الدول وممثليها الذين جاءوا إلى البحرين، أننا لا نريدهم أن يتدخلوا كوسطاء لحل مشكلة البحرين، أما أن نشرح قضيتنا وندافع عن حقوق أهل البحرين، فهذا أمر واجب علينا. وإذا تواصلنا أو التقينا مع السفراء لشرح وضع البحرين، أو التقينا مع بعض المؤسسات التي تعرض تجاربها للاستفادة منها، فهذا لا يدخل في الشيء الذي نخشى منه. وكان رأينا واضحاً لكل من التقينا معه وكل المؤسسات التي قدمت ورشاً لنا أننا لن نقبل بوساطة أجنبية، فأهل البحرين مازالت فيهم الحكمة لحل مشكلتهم بأنفسهم.

وإذا كان لدينا قدرة على أن نوصل رؤيتنا لكل العالم سنعمل على إيصالها.

بخصوص حوار التوافق الوطني، ما هي رؤيتكم للمضي فيه، وخصوصاً بعد تعليق المعارضة مشاركتها فيه؟

- الحوار يجب أن يستمر مع استمرار تعليق المعارضة مشاركتها فيه، فلا يجوز أن يفرض أحد الأطراف رؤيته على الآخرين، وحتى نحن لا يجوز لنا أن نفرض رؤيتنا على الجميع، فالحوار هو أخذ ورد، وهو عبارة عن رؤى مختلفة وتعرض على الجميع ويتم التوصل من خلالها إلى حل ورؤية مشتركة، لا أن يفرض أحد الأطراف سواء جماعة التأزيم أو ممثلو السلطة التشريعية أو الائتلاف أو الحكومة، رأياً واحداً يفرض على الجميع الرضوخ له، فهذا أمر غير مقبول في الحوار، وإنما يجب تقبل كل الرؤى ومناقشة المرئيات والتوصل إلى رؤية مشتركة، أما فرض رؤية معينة فهو ليس لمصلحة أحد.

إلى أي مدى تعولون على نتائج الحوار لحل الأزمة في البحرين؟

- هناك رغبة صادقة لدى ثلاثة أطراف من الحوار في الوصول إلى حل، أما جماعة التأزيم فهي إلى الآن تثبت أنها لا تريد الوصول إلى حل، وكل تصرفاتها تدل على ذلك، وتنتظر أن يكون هناك تدخل من الدول الكبرى، وخصوصاً الولايات المتحدة، ضد البحرين، كما تنتظر من إيران أن تستخدم قوتها للتفاوض لفرض ملف البحرين في الملف النووي، ويعتمدون من جانب آخر على هؤلاء المخربين الإرهابيين الذين ينشرون الإرهاب في البحرين.

وما هو برأيك الذي تعول عليه المعارضة في هذا الشأن؟

- ما دام لديهم أمل في أن ينتصر شركاؤهم في الخارج، فإنهم سيستمرون في تمديد الأزمة. وماداموا مازالوا يستمعون إلى التوجيهات التي تأتيهم من الخارج فإنهم سيستمرون في المداورة حتى يطيلوها.

ماذا عن تقييمكم لخطوات السلطة في التعاطي مع حل الأزمة التي تمر بها البلاد؟

- كلنا يجب أن يدفع بكل جد وإخلاص لحل الأزمة، ويجب ألا يقتصر حل الأزمة على القضية السياسية، وإنما الاحتقان الطائفي ومعالجته، وهذا من الأمور المهمة والخطرة على مستقبل البحرين ومستقبل الأجيال، فيجب ألا تشغلنا الأزمة السياسية عن الحقيقة، وهي الاحتقان الطائفي الذي ظهر بوضوح وتبين أنه مزروع في نفوس كثيرين، وسيأتي اليوم الذي تكشف فيه الأستار عن الكثير من التحركات الطائفية التي كانت تغرس في نفوس البعض.

وهل ترون أن الحكومة قامت بدورها على هذا الصعيد؟

- حتى الآن الحكومة لا تقوم بدورها، وإنما هي مشغولة بالجانب السياسي، ومازالت متساهلة جداً في قضية مواجهة الاحتقان الطائفي.

وما هو برأيك المطلوب القيام به في هذا الجانب؟

- من جهتنا، عرضنا على المجلس الأعلى للشئون الإسلامية عقد مؤتمر يتناول الاحتقان الطائفي وأسبابه وطرق علاجه، ولكن للأسف الشديد لم يُدفع بهذا الموضوع من جانب المجلس الأعلى.

وبصورة عامة، فإني أعتقد أن على جميع القيادات الدينية والسياسية الدفع باتجاه معالجة الاحتقان الطائفي، لأن فيه ضماناً لشعبنا بكل أطيافه وانتماءاته لأن يتعايش مع بعضه البعض، والنظر إلى الخلاف الديني أو العقدي كقضية خاصة لا يجوز أن تُستثمر في إيقاع الإضراب أو القتل بالطرف الآخر.

هل صحيح أن العلاقة بين قيادات تجمع الوحدة الوطنية والمنبر الإسلامي يشوبها بعض التوتر؟

- هذا الكلام غير صحيح، فمازال ائتلاف جمعيات الفاتح يجتمع ويبحث كل القضايا الموجودة، بما فيها جمعية المنبر الإسلامي.

هناك الكثير من الإشاعات التي يحاول البعض أن يثيرها في محاولة زعزعة الثقة بين الناس، وهذا الأمر معروف ويأتي في سياق الحرب النفسية التي يقودها البعض.

هل تعتقدون أن التجمع مستهدف من جهات معينة؟

- نعم...

من هو عدوكم؟

- نعرف أن لنا أعداء من الخارج والداخل، ولكننا عموماً نواجه الجميع بالصراحة.

كيف تعاطيتم مع انسحاب مجموعة من شباب الفاتح من التجمع، وتشكيلهم ائتلاف شباب الفاتح؟ وما هي حقيقة انفصالهم عنكم بسبب خلافات إدارية وسياسية، كما عبروا عن ذلك في ندوتهم الأخيرة؟

- هذا السؤال يجب أن يوجه لائتلاف شباب الفاتح، وفي كل الأحوال فإنهم مجموعة من الشباب الذين نعتز بهم وبنشاطهم، ولديهم شعور وطني، ولكن لهم رؤية معينة في كيفية التحرك. وأنا هنا أؤكد مرة أخرى أنه لا يجوز أن تفرض رؤية معينة على مجموعة بأكملها، وإنما يجب التباحث بشأن جميع الأفكار، وما يحصل على رأي الأكثرية هو الذي يتم العمل بموجبه.

وشباب الفاتح لديهم عنفوان وقدرة وطاقات، ولأنهم لا يمكنهم التحرك بها في التجمع، أخذوا منحى تشكيل مؤسسة، وهذا شأنهم، والوطنية لا تقتصر على التجمع وإنما واضحة لدى أهل الفاتح الذين يدافعون عن البحرين.

ما رأيكم في رؤية ائتلاف شباب الفاتح بشأن عدم امتلاك السلطة مشروعاً لحل الأزمة التي تمر بها البلاد؟

- أنا لا أوافقهم في هذا الرأي، ولكني أقول إن جميع الأطراف التي هي في الحوار سواء الحكومة أو جماعة التأزيم أو السلطة أو الائتلاف لديها رؤى معينة ولكن لا تعلنها، وإنما يتم النقاش فيها في وقتها، ولا أحد من هذه الأطراف ينشر كل رؤيته، وإن كانت العناوين معروفة.

قبل أسابيع صدر بيان عن التجمع بشأن الاستقالات التي قدمها عدد من أعضاء الهيئة المركزية، هل ترى أن هذه الاستقالات أثرت على التجمع بشكل أو بآخر؟

- الاستقالات لم تؤثر على التجمع، لأن هذه المجموعة لم تدخل إلى اللجنة التنفيذية عندما تمت الانتخابات في شهر أغسطس/ آب 2012، وهذه المجموعة لم تشارك رغم أننا دعوناها للمشاركة في بعض الأنشطة، ولكنها اعتذرت عن المشاركة.

عدتم أخيراً من رحلتكم إلى إيرلندا الشمالية، فما هي أسباب هذه الزيارة، وهل تعتقدون أن تجربتها على صعيد معالجة الحرب الأهلية، قابلة للتطبيق في البحرين؟

- صحيح، وكنا قد ذهبنا إلى جنوب إفريقيا، قبل أن نطلع على التجربة الإيرلندية، ولاشك أن ظروف البلدين تختلف عن البحرين، ففي جنوب إفريقيا كانت هناك حرب عنصرية بين البيض وأهل البلد الأصليين وهم الأغلبية. وفي إيرلندا وجدنا استعماراً بريطانياً يعمل على إذكاء الطائفية الدينية، إذ عمل الاستعمار البريطاني على نشر البروتستانية في مجتمع كاثوليكي، وبالتالي انقسم المجتمع إلى بروتستانت وكاثوليك، وكانت الدولة تصطف مع البروتستانت، ومازال الكاثوليك يطالبون بالاستقلال عن بريطانيا والاتحاد مع إيرلندا الجنوبية، والحكومة البريطانية تحت ضغط تحركات إيرلندا الجنوبية، دخلت في اتفاقية 1998، وحلت الكثير من المشكلات، والتي كانت أهم نتائجها وقف القتال بين الطائفتين، وما تبعها من إصلاحات سياسية، والمصالحة الوطنية، وإيجاد مؤسسة قضائية تبحث في كل القضايا التي ترفع إليها ويتم مناقشتها واتخاذ القرارات اللازمة، إضافة إلى مؤسسات أخرى تعمل على معالجة القضايا النفسية التي ترتبت عن الحرب الأهلية.

ولكن ما حدث في البحرين أن مجموعة التيار الصفوي والولائي من المذهب الجعفري وقفت ضد بقية مكونات المجتمع، بل وقفت حتى ضد الجعفريين الذين لا ينتمون إلى هذا التيار والسنة والبهرة والمقيمين الأجانب واليهود والمسيحيين وضد النظام، وبالتالي فإن القضية في البحرين مختلفة.

والتساؤل الذي يجب أن يُوجّه لأتباع هذا التيار: لماذا تقفون ضدنا؟ لماذا تقفون ضد الجميع؟ ماذا تنتظرون؟ أنا أقول راجعوا أنفسكم، فليس لكم مكان إلا بلدكم هذه.

شعب البحرين شعب يصفح ويسامح، وعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم كثيراً. وكنت قد قلت منذ بداية الأزمة أن العمل الطائفي الذي قاموا به، لن يقتصر أثره على البحرين وإنما فيه الإساءة للطائفة الجعفرية كلها في كل المنطقة، وكل ذلك بسبب تقديم الولاء للطائفة على الولاء للوطن.

يتردد أن إطلاق سراح المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق خليل المرزوق، يأتي في إطار صفقة أبرمتها الحكومة مع المعارضة، فما تعليقك على ذلك؟

- نحن لا نتدخل في أحكام القضاء، ونطالب أن يكون القضاء مستقلاً، وبالتالي نرى أن إطلاق سراح المرزوق كان بما ظهر للقاضي من أمور استدعت أن يحكم بإطلاق سراحه، ولكن لم تسقط عنه التهمة وإنما مازال متهماً، إذ أفرج عنه بضمان محل الإقامة مع منعه من السفر.

ويجب أن نشير هنا إلى ما أكده ولي العهد في وقت سابق، حين قال: «حاولنا الاتصال مع الجميع، ولكن كلما مددنا يدنا زاد العنف»، والذين يشتركون في العنف أكثر من جهة، جماعات التأزيم من هنا، والجماعات في بريطانيا، وأخيراً سمعنا أن الأمين العام لجمعية الوفاق جلس مع سعيد الشهابي في لندن والمجموعة هناك وكان هناك اختلاف بينهم.

أنا أقول: «بلدي وإن هانت عليّ عزيزة... وأهلي وإن ظنوا علي كرام»، ولن يجد الإنسان عزة في غير موطنه، وأقول لكل أهل البحرين، البحرين هي أمُّنا جميعاً فلنعمل على حمايتها وبنائها، ولنخرج من هذه الأفكار الإقصائية المبنية على رؤى دينية لا علاقة لها بالوطن.

بمناسبة الحديث عن النظرة الإقصائية، في التجمع تكثرون من استخدام عبارات «أهل الفاتح» و «شعب الفاتح»، في الوقت الذي تدعون فيه إلى الوحدة الوطنية، ألا تعتقدون أن ذلك من الممكن أن يعزز النظرة الإقصائية والانقسام - إن صح التعبير - مع الطرف الآخر؟

- شعب الفاتح وأهل الفاتح ليس خاصاً بمذهب ولا دين، والذين حضروا تجمع الفاتح هم مجموعات من الشيعة الجعفريين الذين رفضوا التيار الولائي الصفوي، كما حضره الكثير من أهل السنة والبهرة والمسيحيون واليهود. فمن حضروا هم شعب البحرين، والتذكير به يجعل غصة في نفوس من كانوا يريدون أن يأكلوا البحرين ويبيعوها للخارج، وهؤلاء هم الذين يشعرون بالألم عندما يسمعون عن شعب الفاتح، أما الباقون فهم من يفخرون بانتمائهم لأهل الفاتح، والذين كانوا الدرع الأول للدفاع عن البحرين وحماية أعراضهم.

كررتم في وقت سابق عبارة «لنا مطالب»، فهل مازالت لديكم مطالب؟

- نعم، وإلا فلماذا ندخل الحوار؟

وما هي هذه المطالب؟

- قدمنا مطالبنا من خلال جدول الأعمال الذي عرضناه على مائدة الحوار، بما فيه الجوانب السياسية والتنفيذية والتشريعية والقضائية وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وكل هذه القضايا، في رسالتنا التي أرسلناها لولي العهد، يوم 11 فبراير 2011. وتحدثنا بوضوح أننا يجب أن نطرح على مائدة الحوار كل قضية تسببت بالمشكلة الحالية أو يمكن أن تتسبب بها في المستقبل، إذ لابد أن نكون واعين لها، وهذه هي وجهة نظرنا، ولا مانع أن نطرح كل شيء، وعندما حدد ولي العهد النقاط السبع، كانت آخر نقطة منها إمكانية طرح أية قضية أخرى، ولكن من كانوا مزهوين بعملهم وينتظرون سقوط البحرين رفضوا ذلك الحوار الذي تدعي «وثيقة المنامة» أنهم قبلوا به مع أنهم هم من رفضوه.

وأود هنا أن أكرر رسالتي التي قلتها منذ فبراير 2012، أن الحياة أثبتت لنا أن أي أزمة أو مشكلة لابد أن تصل إلى حل، حتى حرب البسوس التي استمرت 40 سنة، والتي كان أبناء القبيلتين متعصبين لآرائهم، إلى أن جاء من شعر بالمرارة مما حدث لهم، ودعا لوضع نهاية لهذه الحرب، وكذلك الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت 8 سنوات، وكان أعداء الطرفين يصبون البنزين على النار، ويعينون هؤلاء وهؤلاء لإضعاف الطرفين، وبعد ثماني سنوات كان لابد من الوصول إلى حل، وأيضاً الحرب اللبنانية التي استمرت 15 عاماً، وكان في النهاية لابد من وضع اتفاقية لتضع الحرب أوزارها.

أقول لكل الأطراف: هل تريدون أن تستمر الأزمة ثماني أو 15 أو 40 سنة؟، نعم هناك من يريد استمرارها، و «الوفاق» أعلنت ذلك في مارس 2011، حين قال أمينها العام: «سنعود بعد خمس أو عشر سنوات»، وهذا دليل على أن الأزمة لا تنتهي وهو يعبر عن الجماعة التي معه، وأنا أقول لهم: لن تجدوا أدفأ من حضن أمِّنا البحرين، ويجب ألا يكون الخطأ منا ثم نرميه على الآخرين.

كما إني أقول لهؤلاء: تحدثتم عن المظلومية كثيراً، والآن هل ستقولون أننا ظلمنا أيضاً؟ من الذي ظلم أهل البحرين كلهم؟ فهل ستستمرون بالحديث عن المظلومية وتنسون من بدأ بالظلم؟ راجعوا أنفسكم ولن تكون لكم عزة إلا في بلدكم وبين مواطنيه، ولن تكون لكم كرامة وأنتم تضعون أيديكم بأيدي الولايات المتحدة التي تعمل على تمزيق الأوطان، لن تجدوا مكاناً آمناً لكم ولأجيالكم المقبلة لتعيش في أمن وأمان مع بقية أهل البحرين إلا في البحرين.

أقول لكثير من هؤلاء: لقد جربتم الغربة وجربتم الذلة التي رأيتموها في تلك البلدان، ولن تجدوا مثل البحرين التي تحتاج أن نعمل جميعاً من أجل مستقبل أجيالنا، لنترك للدين محله ولنعش على أرض هذا الوطن ونعمل جميعاً لإصلاح الفساد الذي فيه، ونقوّي لحمته، ونبني لنكون مثالاً ونموذجاً لمن أراد الله لهم أن يكونوا رحمة للعباد، فالله تعالى أرسل رسوله (ص) ليكون رحمة للعالمين، فلا يجوز أن نجعل من بعضنا نقمة على البعض الآخر.

وأنا هنا أكرر ما قلته لعلماء المسلمين من السنة والشيعة في العام 1996 في مجلس الحاج أحمد منصور العالي: أنتم لكم الفضل والأجر الكبير عند الله عز وجل إذا جمعتم القلوب، وأنتم ستنالون أكبر عقاب عند الله عز وجل إذا مزقتم الأمة، بيدكم أن تنشروا الخير وبيدكم أن تنشروا الشر. هذه رسالة إلى كل عالم أو طالب علم أو مجتهد أو مرجعية. كما إني أكرر ما قلته في العام 1975، في مأتم رأس رمان وبن رجب والنعيم والقصاب، بأن الله عز وجل لن يسأل السني في قبول عبادة الشيعي ولن يسأل الشيعي في قبول عبادة السني، كلنا نعبد الله عز وجل وكلٌ منا حسابه مع ربه.

وقلت لهم في ذلك الوقت أيضاً: كلنا ينتظر ما جاءت به النبوة المحمدية من يأتي في آخر الزمان رجل يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ونحن نختلف بحسب المرويات التي لدينا، هل هو من ذرية الحسن أو الحسين بحسب ما جاءنا، ولكن لو أن الرجل جاء من آخر الزمان وهو من ذرية الحسين، فهل سيقف أهل السنة ضده؟ أو جاء من ذرية الحسن، فهل سيقف الشيعة الجعفرية ضده؟

لسنا بحاجة إلى أن نقسم شعبنا إلى حسينيين ويزيديين كما فُعل بنا، ومجيء رجل في آخر الزمان مشترك لدى اليهود والمسيح والمسلمين، وللأسف الشديد أننا نجد جماعات تريد أن ينزل هذا المخلص أو يأتي هذا المصلح بزيادة الفساد في الأرض، مثلما فعلوا في العراق، على أساس أن خراب العراق هو دليل على مجيء المسيح، وقيام «إسرائيل» هي مجيء المخلص، ولكن بالإفساد في الأرض. وللأسف الشديد أن نجد هذا الفكر والتوجه لدى البعض الذي يخالف أحكام الله عز وجل من أجل أن يأتي الإفساد في الأرض ليأتي المهدي عجل الله فرجه.

من يتربون على الفساد والإفساد لن يقبلوا بالمخلصين المتقين الذين سيصلحون في الأرض، جنود أولئك إنما يكونون من عملوا على الإصلاح وبذر الصلاح بين الناس لا نشر الفساد في النفوس، فهؤلاء لن يكونوا جنوداً للمصلحين.