أكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أن الجميع ينشد الإصلاح والتغيير والتطوير، ولكن عبر الحوار والتوافق الوطني، والقنوات الدستورية المشروعة.
ودعا القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013)، من وصفهم بـ «المتورطين بالعنف والتخريب والإرهاب»، إلى أن يفتحوا صفحة جديدة في حياتهم، وخصوصاً مع بداية عام هجري جديد.
وقال القطان: «كلمة ملؤها الحب والإشفاق والحنان، إلى شبابنا ممن تورطوا في العنف والتخريب والإرهاب، أن يفتحوا صفحة جديدة في حياتهم وفي عامهم الجديد، وأن يتوبوا إلى الله، ويتقوا الله في أنفسهم، وفي أوطانهم ويتبصَّروا في واقعهم، ويحفظوا أمنهم واستقرارهم، وليعتبروا بحال من فقدوا الأمنَ كيف يعيشون، وكيف حالُهم الآن».
وأضاف في دعوته «تدبَّروا غيْركم من البلاد المنكوبة، لتعرفوا واقعَكم وما أنتم فيه من النعم، فلا يتَّخذكم الأعداء والحاقدون والمحرضون في الداخل والخارج مطايا لهم ليقضوا بكم أغراضَهم، وينفِّذوا على أيديكم مخطّطاتِهم، لتكونوا على حذر في أموركم كلّها، فالزموا الإحسانَ والخير، وابتعِدوا عن السّوء والفساد، والتخريب والعنف والتفجير والإرهاب وأذية العباد».
وقال: «كلنا والله ننشد المزيد من الإصلاح والتغيير والتطوير، فلتكن المطالبة بالمعروف والحسنى والحكمة، وعن طريق الحوار والتوافق الوطني، والقنوات الدستورية المشروعة التي توافق عليها جميع أبناء الوطن، فالحقّ للجميع، والدّولة للجميع، مع المحافظة على منجزات الوطن ومكتسباته وأمنه واستقراره، فخذوا الأمر بجدّ واجتهاد، واستغفروا ربّكم وتوبوا إليه، وتضرّعوا بين يديه».
وتحدث القطان في خطبته عن انتهاء العام الهجري، قائلاً: «إن لكل شيء بداية ونهاية، ونهاية عامنا هذا قد أوشكت على الاقتراب، فقد آذن عامنا بالرحيل وولى الأعقاب، عام كامل تصرمت أيامه، وتفرقت أوصاله، وها هو يلفظ أنفاسه الأخيرة، يودعنا إلى الآخرة، وقد حوى بين جنبيه وفي خزائنه ما حوى، من الحِكم والعبر، والأحداث، وأعمال الخير والشر، فلا إله إلا الله، كم شقي فيه من أناس، وكم سعد فيه من آخرين، كم من طفل قد تيتم، وكم من امرأة قد ترملت، وكم من متأهل قد تأيّم، كم من مريض قوم قد تعافى، وسليم قوم في التراب توارى، كم من أهل بيت يشيعون ميتهم، وآخرون يزفون عريسهم وعروسهم، دار تفرح بمولود، وأخرى تعزى بمفقود، كم من دموع فرحٍ في العيون ترقرقت، وعبرات حزن على الخدود تحدرت، آلام تنقلب أفراحاً، وأفراح تنقلب أتراحاً، أيام تمر على أصحابها كالأعوام، وأعوام تمر على أصحابها كالأيام». وأشار إلى أننا «لا ننسى ونحن نودع عامنا هذا، ما يحل بإخواننا في فلسطين، وما حل بإخواننا في اراكان، وما يجري في أرض سورية الجريحة، وغيرها من البلاد المنكوبة، كم من مسلمين في هذا العام ماتوا جوعاً، كم من مسلمين في هذا العام، شردوا من بيوتهم فلا مسكن ولا مأوى، كم من بريء مسكين قتلته رصاصات الغدر والكفر والطغيان، كم من حرة عفيفة هتك سترها طاغوت مجرم غليظ، كم من بلدٍ استبيحت حرمته وسلبت أراضيه، كم من أرضٍ أُحرقت ظلماً وعدواناً لا لشيء إلا أن أهلها يقولون: ربنا الله، سل نفسك يا عبد الله: كم مرة فكَّرت في حال المسلمين فاغتممت ففاضت عيناك؟ وكم مرة احترق قلبك وأنت تقرأ وتشاهد ما حل بالمسلمين؟ وكم مرة رفعت يديك في ضراعة وخشوع، تدعو لإخوانك المساكين المستضعفين؟».
ورأى أنه «مما يجب أن نأخذ منه الدروس والعبر، وهو مما يدعو إلى الرجوع إلى الله تعالى، والتعلق به، والتمسك بدينه، والاهتداء بشرعه، لعل الله العلي القدير أن يبدل العرب والمسلمين بدلاً من الخوف أمناً، ومن البؤس والشدائد والمحن رخاءً وعزةً ونصراً، ومن الأعوام العصيبة أعواماً تشرق باليمن والبركات والخير العميم».
وقال: «اعلم يا أخي المسلم أن المؤمن قوام على نفسه يحاسبها، فالأيام لك لا تدوم، ولا تعلم متى تكون عن الدنيا راحلاً، وخاطب نفسك: ماذا قدمت في عام أدبر؟ وماذا أعددت لعام أقبل؟ وعاهد نفسك في مطلع هذا العام، على المحافظة على الصلوات، وسائر الفرائض والعبادات، واحذر الوقوع في المحرمات، وارتكاب المحظورات، واحفظ لسانك عن المحرمات من الكذب، والغيبة والنميمة، والافتراء والبذاءة والفحش، وعليك بالورع في مطعمك ومشربك، واجتناب ما لا يحل، واحرص على بر الوالدين وصلة الأرحام، وبذل المعروف للقريب والبعيد، وتطهير القلب من الحسد والعداوة والبغضاء، واحذر الوقيعة في أعراض المسلمين، واجتهد في القيام بالدعوة إلى الله، بالحكمة والموعظة الحسنة، وأدّ حقوق الأولاد والزوجة على الوجه الأكمل».
وقال: «ما أجمل أن يكون هذا العام انطلاقة تغيير في المجتمعات، ومحافظة النساء على حجابهن، والتزامهن بالستر والحياء، امتثالاً لأمر الله واتباعاً لهدي رسول الله (ص) واقتفاء بسير الصحابيات والصالحات».
العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ
كلام في كلام
الكلام سهل لكن الفعل صعبة نريد من الشيخ ان يوجهة رسالة الي الحكومة ويقول لها كفي قتل الناس في الشوارع والسجون كفي اعتقال المطالبين بالحرية والعدالة تري ياشيخ التجنيس اضرارة على الجميع
sunnybahrain
السلام عليكم ،،مع احترامنا لسعادة الشيخ القطان ،، لدي سؤال بسيط ،،هل اهل البحرين يعاملون سواسيه في هذه البقعه من الارض !!! شكرا لسعة الصدر ،،يا مسهل ،،
ماذا ستقول غير ذلك
لم تأتي بشئ جديد
ان الله يمهل ولايهمل
وهناك رب جبار سوف يحاسب كل من ظلم
وخصوصا رجال الدين.حتى في خطبهم على منابر رسول الله