العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ

أخصائيون نفسيون: الأسرة المهذب الأول لسلوك المحافظة على النظافة

طفلة ترمي علبة العصير في سلة القمامة
طفلة ترمي علبة العصير في سلة القمامة

ترجع الممارسات الخاطئة والمتعلقة برمي المخلفات في الأماكن العامة إلى عدة عوامل نفسية وتربوية، يجد فيها أطباء علم النفس سبباً وجيهاً لهذه السلوكيات غير المحببة، والتي تُلقي بعواقبها على صحة المجتمع، الذي تقع مسئولية حمايته على الأفراد والمؤسسات المجتمعية كافة.

وتعد الأسرة من أقوى المؤسسات ذات التأثير الإيجابي أو السلبي لاكتساب أي سلوك في المجتمع، فإن التنشئة الأسرية التي نتربى عليها بين جدران المنزل قبل الولوج إلى المجتمع تعد من أهم الأسباب التي تدفع الفرد إلى اتباع السلوك الصائب، فمتى ما اعتاد المرء منذ نعومة أظفاره النظر لرمي المخلفات في الأماكن غير المخصصة لها على أنه تصرف خاطئ غير مقبول، ترسخت لديه عادة رمي النفايات في مكانها الصحيح طوال العمر، بل ستكون صفة حسنة يورثها إلى الجيل الجديد من أبناء المجتمع.

وفي هذا الجانب، يقول أستاذ علم النفس بجامعة البحرين محمد المقداد: «إن الإنسان الذي لا يتربى منذ نعومة أظفاره داخل المنزل على السلوكيات المتعلقة بالمحافظة على النظافة بوضع القمامة في الأماكن المخصصة لها لا يستطيع التمييز في أعماقه بين السلوك الجيد والخاطئ، على رغم أنه معروف لدى العامة أنه سلوك خاطئ، وبالتالي يمارس رمي المخلفات على الأرض من باب الجهل وعدم الإلمام ببشاعة هذا التصرف، ولذلك يجب أن تكون هناك صرامة وجدية من قبل الأهالي في هذا الجانب حتى تتضح السلوكيات الصحيحة داخل عقول الأبناء ويتم إدخالها ضمن نمط الحياة».

وللأسرة المدرسية دورها في ترسيخ المفاهيم الصحيحة لدى أبناء المجتمع، كونها الجهة التربوية الثانية بعد الوالدين في تنشئة وتربية الأبناء على السلوكيات المقبولة، فالطلبة يقضون معظم نهارهم مع أقرانهم في المدرسة ما يجعلها بيئة تربوية مهمة تؤثر في شخوص أبنائنا.

يقول أستاذ التربية بكلية المعلمين عدنان فرح: «للمدرسة دورها الفعال في ذلك كمؤسسة من مؤسسات المجتمع، لها قوتها في توجيه وتعليم الطلبة في وقت مبكرللالتزام بالنظافة واحترام القيم الإيجابية في المجتمع، لذلك يجب عليها أن تتبع الأساليب الخلاقة التي من شأنها أن تحث الطلبة على الممارسات الصحيحة برمي القمامة في الأماكن المخصصة لها».

وتسيطر المفاهيم الأخلاقية والنفسية التي يتبناها الفرد تجاه مجتمعه على العديد من السلوكيات التي يمارسها على أرض الواقع، وتظهر عبر الممارسات المتعلقة بالمصلحة العامة لتشكل جزءاً مهمّاً من السلامة النفسية والجسدية لأفراد أي مجتمع، فيؤكد أستاذ علم النفس بجامعة البحرين شمسان المناعي أنه «يوجد الكثير من الأفراد الذين يفتقدون نمو الشعور بالمسئولية تجاه وطنهم ومجتمعهم، ويعود ذلك إلى غياب الوعي أو حتى صفات ترجع إلى خصائص في الشخص نفسه، كاللامبالاة وعدم وضع مصلحة الآخرين في الاعتبار».

وبالتطرق إلى الجوانب السلبية التي تقع مسئوليتها على المنظمات والجهات الرسمية، يقول المناعي: «إن وزارة شئون البلديات كجهة رسمية عليها أن توجد أساليب ابداعية لتوعية الفرد بالجوانب السلبية لهذا الفعل، وتستطيع من خلالها أن تُغيّر المفاهيم والممارسات الخاطئة».

وقد تؤدي الضغوط النفسية التي يعيشها الفرد في حياته إلى الإقدام على رمي المخلفات، وبالتالي الإضرار بالمجتمع من أجل الانتقام، إذ يقول المقداد: «هناك صنف آخر تجد عندهم هذ السلوك من باب الانتقام والتحدي للمجتمع، هم يعلمون أنه تصرف غير جيد وغير لائق ويجب عدم القيام به أصلاً، لكن نظراً إلى معاناتهم من بعض المشكلات كالإحباطات المتتالية، أو ربما يعيشون في أسرة مفككة وما شابه، يؤدي بهم ذلك إلى القيام بتصرفات خاطئة كرمي المخلفات وتخريب الممتلكات العامة كالهواتف العمومية الموجودة في الشارع».

ويعيش بعض الأفراد حالة عصبية تحكم تصرفاتهم بصورة غير إرادية، وبالتالي تؤدي بهم إلى رمي القمامة في الأماكن غير المخصصة لها بصورة غير متعمدة، ويوضح أستاذ علم النفس بجامعة البحرين محمد المطوع، أن «ممارسة هذه العادة الخاطئة قد يرجع إلى حالتين ذهنيتين، إما أن يكون الشخص واعياً لعدم صحة هذا التصرف إلا أنه يقدم عليه من باب اللامبالاة أو التقليد لتصرف مجموعة أشخاص يتواجد معهم، لعلمه بوجود شخص سيقوم بالتنظيف من خلفه، أو أن هذه الممارسة تكون بصورة غير مقصودة أو متعمدة عقليّاً».

وعلى رغم تعدد أسباب هذه الممارسات الخاطئة، فإن مشاعر الحب التي نكنُّها لوطننا أكبر من أي أسباب قد تقف حاجزاً أمام المحافظة عليه، وحرصنا على رمي القمامة في مكانها المخصص ما هو إلا إثبات لهذه المحبة، كما أن ممارسة نشر الوعي يقع عاتقه على كل مواطن يحرص على مرآة وطنه.

العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:32 م

      النظافة

      لو تم تعليم الاطفال على النظافة في البيت والمدرسة وان تكون هناك حصة
      او حصتين في الاسبوع المدرسي مع الانشطة والفعاليات لتربى الطفل التربية
      الصحيحة .
      عندنا نحن في البخليج والبحرين خصوصا هذا الشيئ لاينطبق واكبر مثال في
      هذا الشهر الحرام سوف تهل علينا ذكرى سيد الشهداء الحسين عليه السلام
      في هذا الشهر من كل عام تزداد القاذورات والقمامة في كل مكان ترمى .
      هنا يأتي دور العلماء والشيوخ المفروض في كل قراءة للحسينية على القارئ
      توعية الناس من ذلك وان (- النظافة من الايمان ) .
      شركة مدينة الخليج للتنظيف

اقرأ ايضاً