العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ

مستشار الملك يقترح 3 مسارات لتجاوز توتر العلاقات البحرينية الأميركية

محمد عبدالغفار
محمد عبدالغفار

دعا مستشار جلالة الملك للشئون الدبلوماسية رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات) محمد عبدالغفار، إلى ضرورة أن «نحسن قراءة ما يجري في واشنطن حتى ندرك هل المواقف الأميركية الحالية نابعة من تطورات آنية أم إنها سياسات جديدة للولايات المتحدة تجاه المنطقة؟». وقال: «في اعتقادي توجد مسارات ثلاثة يتعين السير فيها لتجاوز سلبيات توتر العلاقات حول البحرين، أولها: دعم الجبهة الداخلية للحفاظ على نسيج الوطن الواحد، وثانيها: المضي في دعم مقترح الاتحاد الخليجي من أجل موازنة الأدوار الإقليمية الصاعدة، وثالثها: تنويع علاقاتها الدولية».

وأكد عبدالغفار، أن «أهم التحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي تتمثل في تنامي دور الجماعات الإسلامية إقليمياً».

واشار، في تصريحات لصحيفة «الحياة»، إلى أن «نجاح إيران في تطوير التكنولوجيا اللازمة لتطوير أسلحة دمار شامل هو ما يثير المخاوف الخليجية»، موضحاً أن «ثمة تكريساً لإحداث خلل في توازن القوى الإقليمية وفرض معادلة جديدة على دول الخليج، بخاصة تلك التي لديها مشكلات خلافية مع إيران».

وشدد على أن «التدخلات الإيرانية في شئون البحرين ودول مجلس التعاون، وبخاصة بعد 2011، هي محاولة إيرانية للفت الأنظار عن أزمتها النووية»، داعياً إلى «حسن قراءة» موقف واشنطن.

ورداً على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما بـ «أن الأحداث في البحرين نتيجة لتوترات طائفية»، قال عبدالغفار: «على رغم طبيعة العلاقات الاستراتيجية بين البحرين والولايات المتحدة التي تتخذ مستويات عدة، فإن البحرين أكدت دائماً أن المشروع الإصلاحي الذي بادر به عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هو حركة إصلاحية سياسية، وذلك قبل أن تبدأ المشكلات العالمية التي غيرت من التوازنات الاستراتيجية، وخصوصاً أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001»، مضيفاً أنه «ومنذ بدء عملية الإصلاح والبحرين تقوم دائماً بمراجعة العملية السياسية وتطويرها، إذ أدى حوار التوافق الوطني الأول إلى تعديلات دستورية من شأنها تعميق الإصلاحات السياسية، وكانت هناك اختلافات في الرؤى بين البحرين والولايات المتحدة، بشأن بعض التنظيمات، ومنها السرية التي تنتشر شبكاتها في بعض دول مجلس التعاون امتداداً إلى إيران ولبنان والعراق، إذ رأت المنامة أن هذه حركات ثيوقراطية ذات نزعة طائفية تستغل أجواء الانفتاح وحرية التعبير وحرية التظاهر، لتنفيذ أجنداتها وليس لتطوير الحركة الإصلاحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعميقها».

وقلل عبدالغفار من أهمية «الكتابات الغربية التي تتحدث عن تقسيم بعض دول الخليج»، وإمكان تنفيذ «سايكس-بيكو جديد»، وقال: «ليس الأمر بهذه الصورة، لكن التحدي الحقيقي أمام الدول العربية هو كيفية الخروج برؤية سياسية تعالج إشكالية الإثنيات والمذاهب والهويات الضيقة، وكيف تستطيع بناء هوية وطنية تصهر في بوتقتها جميع المكونات في الدول العربية»، داعياً إلى بحث تنامي الانتماءات الجهوية والطائفية في شكل جدي، بخاصة أنه بدأ في تهديد وحدة الدول العربية وسيادتها.

وعن حال عدم الاستقرار الإقليمي المزمنة، قال: «إن تنامي دور الجماعات دون الدول، ومحاولة بعض الأطراف الإقليمية توظيف تحولات العالم العربي لتعزيز سياسات الهيمنة على المنطقة العربية عموماً، ودول مجلس التعاون على نحو خاص، من أهم التحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي، فضلاً عن استمرار أزمة البرنامج النووي الإيراني بلا حل، إذ إن ما يثير مخاوف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي هو إمكان نجاح إيران في تطوير التكنولوجيا اللازمة لتطوير أسلحة دمار شامل، ومن ثم فإن المسألة لن تكون سوى مجرد وقت، وهو ما من شأنه تكريس الخلل في توازن القوى الإقليمية وفرض معادلة إقليمية جديدة على دول المجلس التي لايزال لديها مشكلات خلافية مع إيران، ومن الأهمية بمكان الدعوة إلى أن تكون منطقة الشرق الأوسط برمتها منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل».

وشدد على أن «إيران تتعمد انتهاج سياسة خلط الأوراق»، موضحاً أن «مجلس التعاون الخليجي وصف اقتراحاً إيرانياً بمناقشة الاضطرابات في البحرين في محادثات نووية بين القوى العالمية الست وطهران بأنه تدخل في شئون البحرين والتفاف على محادثات طهران في شأن ملفها النووي».

وقال: «طالبت إيران بإقحام البحرين في مفاوضاتها النووية خلال جولتي موسكو وكازخستان كإحدى القضايا الإقليمية غير النووية، وذلك انتهاك واضح للقوانين والأعراف كافة التي تنص على سيادة الدول واستقلالها، وهو الأمر الذي لقي استنكاراً إقليمياً ودولياً على حد سواء».

وعن تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمته أمام الأمم المتحدة في 25 سبتمبر الماضي، حرص بلاده على أمن البحرين واستقرارها، قال عبدالغفار: «مملكة البحرين عانت طويلاً - ومازالت - من التدخلات الإيرانية في شئونها الداخلية، فعلى سبيل المثال تتعدد القنوات التي تدخل في عداد النفوذ الإيراني، إضافة إلى عدد من الإذاعات والصحف والمؤسسات الإعلامية التابعة لها، وبصفة عامة تكمن مشكلة إيران في أنها لا تريد أن تنسجم ولو بنسب متفاوتة مع حقائق السياسة وضروراتها في البيئة الإقليمية والدولية وفقاً للمنظور الذي شكله النظام الإيراني للعالم».

وأكد عبدالغفار، أن «مملكة البحرين اتخذت الكثير من الإجراءات، سواء على المستوى المحلي، أم بالتنسيق مع دول مجلس التعاون للحفاظ على أمنها واستقرارها، وتكللت تلك الجهود بالكشف عن الكثير من الخلايا النائمة التي كانت تستهدف تنفيذ عمليات إرهابية داخل البلاد»، مضيفاً أن «المجتمعات الخليجية مجتمعات مسلمة ومحافظة تعتز بإسلامها وعقيدتها، ومعظمها لا يرتاح لاستغلال البعض الدينَ الإسلامي الحنيف لأغراض شخصية أو فئوية».

وأوضح أن «البحرين هي إحدى دول منطقة الخليج العربي التي كانت ولاتزال ساحة للصراع والتنافس الإقليمي والدولي على حد سواء، ومكمن الخطورة في محاولة توظيف بعض القوى الإقليمية الورقةَ الطائفية في البحرين، الأمر الذي يعد معوقاً رئيسياً أمام أية جهود للتحديث والتغيير».

وحذر عبدالغفار من خطورة «الازدواجية السياسية» التي تتبناها عواصم إقليمية تجاه الملفات العربية، ودعمها جماعات متطرفة في بعض الدول العربية ومن بينها البحرين، وقال: «كلا الأمرين له تأثير، إلا أن دعم بعض العواصم الإقليمية الجماعات المتطرفة التي تستخدم العنف والإرهاب يعني رغبتها في زعزعة استقرار الدول ووحدتها، ومن بينها مملكة البحرين، إذ تكمن خطورة تلك الجماعات في أنها عابرة للحدود، وترتبط بدول إقليمية وجماعات مماثلة لها على أسس أيديولوجية، ولا تعترف بأسس الدولة الحديثة والمصالح الوطنية».

العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 4:44 ص

      والله لو اسم ا ايران جبل االهملايا كان خلص مثل اكل الكيك

      ايران ايران ايران ثم ايران وبعدها ايران وصار حادث بسبب ايران وماتت شجرة بسبب ايران... اي خداه يحفظ ايران..

    • زائر 20 | 4:40 ص

      كلام مر سل فيه الكثير من المغالطات

      كلام مرسل فيه الكثير من المغالطات. من غير الممكن لدول مجلس التعاون ان يكون لها حليف استراتيجي غير واشنطن لان الوقت قد تاخر كثيرا للبحث عن حليف جديد و واشنطن ترى مصلحتها اولا و اخيرا وهذه الانظمة الخليجية سارت و ما تزال في التخبط صح النوم

    • زائر 19 | 2:56 ص

      اتحاد خليجي

      انتوا عمله موحده حق الخليج صار ليكم اكثر من عشرين سنه تتكلمون فيها يبي ليكم كلام مائتان سنه حق يصير اتحاد خليجي

    • زائر 18 | 2:56 ص

      البلادي

      الاتحاد الخليجي هذا من الخيال أن يتحقق لأنة في الأساس لا يخدم شعوب مواطني المجلس إنما ....آلية نتيجة للضعف الذي يعانية بعض دول المجلس أمنيا

    • زائر 16 | 2:52 ص

      وهل غير اميركا؟

      ياسيدي الكريم تعرف جيداً أن دول الخليج وغالبية دول العالم العربي والإسلامي عدا ايران وسوريا والسودان والآن مصر، أما البقية فكلهم في يد اميركا وبالتحديد دول الخليج، ثم المسارات الثلاثة ذاتها تتحكم فيها اميركا: الجبهات الداخلية تصيغها امريكا، الاتحاد تصيغه امريكا، تنويع العلاقات برضا امريكا.. لذلك نتساءل مع تكرار الحديث عن الاتحاد الخليجي: هل اثبت مجلس التعاون الخليجي فشله؟

    • زائر 13 | 1:47 ص

      1- دعم الجبهة الداخلية للحفاظ على نسيج الوطن الواحد
      إن كنتم تفكرون بدعم الموالين فهي أعلنت العداء لأمريكا و طولت لسانها بعد على أمريكا، فهذا معناته تكريس لأزمة العلاقات البحرينية الأمريكية،
      2- المضي في دعم مقترح الاتحاد الخليجي من أجل موازنة الأدوار الإقليمية الصاعدة
      إن كنت تتكلم عن إتحاد سعودي-بحريني فأوووكي
      بس الإمارات و قطر و عمان و الكويت ؟؟؟
      3-تنويع علاقاتها الدولية
      صح التنويع زين، يعني تكون علاقة مع الصومال و أثيوبيا و السودان و راح تقلب موازين القوى و جذي خوفنا أمريكا؟

اقرأ ايضاً