الحكومات تتجاهل إلى حد كبير دور المدن، وقد منحتها مؤخراً 10 دقائق فقط من وقت المناقشات في مفاوضات الأمم المتحدة السنوية للمناخ والخاصة بوضع معاهدة عالمية جديدة.
أما آنا تينجي، نائبة عمدة مدينة فاكسجو السويدية الصغيرة التي خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40 في المئة وتهدف إلى أن تكون أخضر مدينة في أوروبا، فتقول «مازالت لدينا الشجاعة السياسية للعمل».
وقال نائب رئيس البلدية ان المدينة تهدف لتكون خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، وقد بدأت بالفعل جهداً كبيراً لإخراج الناس من سياراتهم، وجعل النقل العام والمشي وركوب الدراجات أكثر متعة من قيادة السيارات.
هذا وكانت قمة الاستدامة في العام الماضي ريو+20 بالبرازيل قد اختارت عبارة «المستقبل الذي نريده» كشعار لها .
وقال خبير الاقتصاد المناخي في غلوبال ويتنس والزميل في مؤسسة الاقتصاد الجديد بالمملكة المتحدة أندرو سيمز: «في حين تم إنجاز القليل في ريو دي جانيرو، كانت بعض المدن والبلدات تقوم بالفعل بخلق المستقبل الذي تريده».
في غضون ذلك، تحصل العديد من المدن الدنماركية على طاقتها من الرياح. وفي مدينة غينت البلجيكية تضاعف عدد الدراجات في الشوارع في أقل من 10 سنوات على أمل أن تصبح المدينة خالية من السيارات. أما المواطنون في المدينة البرازيلية بورتو أليغري فيعقدون لقاءات أسبوعية لمناقشة كيفية إنفاق موازنة المدينة، ما أدى إلى تحسن كبير في الخدمات.
وقال سيمز لوكالة إنتر بريس سيرفس: «يمكن للمدن أن تزرع أيضا الكثير من المواد الغذائية الخاصة بها»، مشيرا إلى الحدائق الحضرية في هافانا التي تزرع نصف ما تحتاجه المدينة من الفاكهة والخضراوات الطازجة.
وتقدر مدينة نيويورك أن لديها 4000 دونم يمكن زراعة المحاصيل الغذائية فيها. أما مدينة بولدر في كولورادو، الولايات المتحدة، فهي تسعى لإنتاج جميع المواد الغذائية الخاصة بها.
ولاشك أن تزايد استخدام الموارد جراء الاستهلاك المفرط، لايزال يشكل تحديا كبيرا، ولكن هنا أيضا المدن لها دور رئيسي تؤديه.
فالمدينة البرازيلية الضخمة (ساو باولو) حظرت اللوحات الاعلانية والإعلان العابر، في حين خفضت المدينة المميزة في أوروبا (باريس) هذه الإعلانات بنسبة 30 في المئة، لتجميل منظر المدينة وتقليل أهمية الاستهلاك المادي.
ستيفن ليهي
وكالة إنتر بريس سيرفس
العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ