أيدت الناشطة النسوية فوزية زينل فكرة إيجاد كوتا للنساء في انتخابات مجلس النواب في العام المقبل بوصفه تدبيراً أو تميزاً إيجابياً مرحلياً لتمكين المرأة البحرينية سياسياً، منوهة إلى أن مثل هذا الإجراء متوائم تماماً مع روح الدستور ولا يعارضه كما قد يعتقد البعض، مؤكدة في الوقت نفسه على أهمية تمكين المرأة اقتصادياً كمتطلب مسبق لتمكينها السياسي والاجتماعي في المجتمع، داعية رائدات جمعية سيدات الأعمال البحرينيات إلى الأخذ بزمام المبادرة والترشح لعضوية مجلس إدارة غرفة البحرين للتجارة والصناعة بوصفهن ممثلن لنصف المجتمع البحريني ونصف الأيدي المنتجة والعاملة في مختلف قطاعاته ومجالاته الاقتصادية والخدمية.
وأكدت زينل في ندوة «التمكين الاقتصادي والسياسي لل مرأة البحرينية: الفرص والمعوقات» التي نظمتها جمعية سيدات الأعمال البحرينيات بأن المرأة البحرينية تمتلك فعلاً مؤهلات المشاركة في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي جنباً إلى جنب أخيها الرجل، وأن فرص تعديل المشهد السياسي والاقتصادي بوجود المرأة وفاعليتها لم يعد حلماً كما كان في السابق، بل أصبح قاب قوسين أو أدنى في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وما يحققه من نقلات ملموسة نحو الممارسات الديمقراطية في شتى مجالات الحياة، وبالمساندة الكبيرة التي يقدمها المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة.
ودعت زينل عموم نساء البحرين إلى تفعيل دورهن في المجتمع من خلال إبراز الكفاءات والمقدرات والخبرات التي سجلتها المرأة البحرينية في شتى المجالات، منوهة إلى أن المرأة البحرينية وفي نموذج يحتذى قدمت تجربة رائدة من حيث احتفاظها بدوره الأسري الريادي كربة منزل وراعية للأجيال من جهة وإتقانها لدورها المهني حين التحقت بسوق العمل كطبيبة ومعلمة ومهندسة وسيدة أعمال وموظفة.
وذكرت مجموعة من العوامل المعوِّقة لتمكين المرأة البحرينية من الوصول لمواقع القرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ومنها هيمنة الثقافة الذكورية والصورة النمطية للمرأة بوصفها عنصراً عاطفياً بالإضافة إلى إمكانياتها المالية المحدودة بلحاظ ما تتمتع به من روح تضحية بالوقت والمال والجهد من أجل باقي أفراد الأسرة.
ونوهت إلى أن الصورة النمطية حول المرأة تدفع المجتمع لتقبل وجود الرجل في مواقع صنع القرار مع ما يشوبه من نقاط ضعف أو قصور هنا أو هناك، لكنها لا تدفع بالمقاييس نفسها اتجاه المرأة، حيث ينتظر المجتمع من المرأة المترشحة لمواقع القرار أن تكون متكاملة، بل كاملة والكمال لله سبحانه.
ودعت الراغبات من سيدات الأعمال والناشطات النسويات في الترشح إلى عضوية غرفة التجارة والصناعة أو مجلس النواب أو المجالس البلدية إلى دراسة المعطيات الموجودة في العملية الانتخابية وتوازنات القوى والعمل على بناء تحالفات سياسية ضمن أطر وطنية مخلصة وإعداد برامج انتخابية ملبية لاحتياجات الناخبين ومستجيبة لمطالبهم واقتناص الفرص والتحضير للعملية الانتخابية قبل فترات طويلة.
يذكر أن جمعية سيدات الأعمال البحرينية تأسست عام 2000 وتهدف إلى تنمية وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين سيدات الأعمال في البحرين وتعزيز دور المرأة البحرينية ومساهمتها في جميع الأنشطة التجارية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية في البلاد، بالإضافة إلى المساهمة في المشروعات والبرامج الاجتماعية وتفعيل دور الجمعية في مجالات التنمية الاجتماعية والعمل على مشاركة المرأة في مجالس إدارات غرفة تجارة وصناعة البحرين والمصارف والشركات الاستثمارية والعامة إلى جانب توثيق الصلات والتعاون بين الجمعية وغيرها من الجمعيات.
العدد 4074 - الجمعة 01 نوفمبر 2013م الموافق 27 ذي الحجة 1434هـ