استضافني الأخ العزيز خالد إبراهيم في برنامجه اليومي رياضة في رياضة يوم أن أعلن إسناد تنظيم بطولة آسيا للرجال المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2015 بالعاصمة القطرية (الدوحة) للحديث عن هذا الخبر الهام، كنت قد ذكرت في مداخلتي أن البحرين تستضيف تصفيات الرجال لأول مرة، هذه المعلومة ذكرتها مرارا وتكرارا في «الوسط الرياضي»، بعد حوالي أسبوعين من تلك المداخلة تواصل معي أحد الأعزاء ليقول لي بأن المعلومة التي ذكرتها غير صحيحة، البحرين استضافت تصفيات الرجال العام 1993.
البعد التاريخي بالنسبة إلي كصحافي متخصص في لعبة كرة اليد مهم جدا، دائما ما أتطرق إلى هذا البعد في تغطيتي للبطولات الخارجية والمسابقات المحلية. أهمية البعد التاريخي في المجمل أنه توصيف صريح وواضح لإنجازات اللعبة منذ أن دشنت منتصف سبعينات القرن الماضي على مستوى المنتخبات الوطنية وعلى مستوى الأندية الوطنية وعلى مستوى الشخصيات الوطنية التي تميزت على مستوى التدريب والإدارة والتحكيم وأي جانب آخر. البعد التاريخي فيه عرفان واحترام وتقدير لمن قام بدور وطني تجاه اللعبة.
لما نشاهد المباريات في الدوريات الأوروبية بالأخص الدوري الإسباني والإيطالي والإنجليزي وهي أكثر الدوريات متابعة، كما لاحظت الأمر ذاته في الدوري الإماراتي، نجد أن التاريخ شيء مقدس. اللاعب الفلاني لعب العدد الفلاني من المباريات في الدوري، اللاعب الفلاني سجل العدد الفلاني من الأهداف، النادي الفلاني لم يخسر على أرضه العدد الفلاني من المباريات، اللاعب الفلاني سيتخطى رقم اللاعب الفلاني في عدد الأهداف في هذه المباراة، الأجمل أن النادي الفلاني لم يفز على النادي العلاني في يوم الجمعة أو السبت أو .... منذ عدد من السنوات.
مع الأسف، وهذه ليست المرة الأولى التي أكتب في هذا الموضوع، وأكرره للتذكير والتأكيد والتنبيه وكرة اليد البحرينية على بعد أيام من إكمال 40 عاما من التأسيس في العام 1974 وهي المناسبة التي دعيت الاتحاد للاحتفاء بها وتكريم رواد اللعبة ولو بشهادة تقدير أو بدرع قيمته دنانير تعد على أصابع اليد، لا يجب أن يكون تاريخ اللعبة مبعثرا لدى أفراد وفي بيوت غير بيت اللعبة، يجب أن يكون تاريخ اللعبة بإنجازاتها وصناع أمجادها بين مجلدين وعلى موقع رسمي للاتحاد كي نستفيد نحن كإعلاميين في نقل المعلومة الصحيحة للقارئ ويستفيد الجميع أيضا.
أجدد اقتراحي لمجلس إدارة اتحاد اليد في تشكيل لجنة تضم من عاصر تاريخ اللعبة منذ تأسيسها منتصف سبعينات القرن الماضي الباقون على قيد الحياة لتحقيق هذا المشروع الهام، لن يخسر اتحاد اليد شيئا، ولن يدفع كثيرا، وأعتقد بأن رواد اللعبة لن يقدموا شيئا بمقابل، سيقدمون ما لديهم من وثائق ومعلومات وصور لأنهم بكل تأكيد حريصون على توثيق التاريخ، وأتمنى أن تكون الأندية المنضوية تحت مظلة الاتحاد حريصة كل الحرص على ذلك وتفزع كما تفزع لما تخسر مباراة بسبب خطأ تحكيمي أو لما تتعرض لأي نوع من أنواع الظلم (....).
ناشئات ألعاب القوى
سعيد جدا بالوجوه البحرينية التي مثلت منتخبنا الوطني لألعاب القوى للناشئات في البطولة الخليجية التي استضافتها البحرين، ألمس أن التوجه للتجنيس في هذه الرياضة لم يلغي فكرة خلق المواهب البحرينية لممارستها، بالأمس كنا نشاهد منتخبنا بلون مختلف، واليوم نشاهد منتخبا مختلفا جدا، وهذا في الواقع يحسب لإتحاد ألعاب القوى وأمر إيجابي بلا أدنى شك.
التجنيس في ألعاب القوى مختلف تماما عن الألعاب الجماعية، في الألعاب الجماعية هناك 11 لاعبا في الملعب وإذ وجد لاعبا ليس بحرينيا فإنه يأخذ مكان أبن البلد كاملا، غير أنه في ألعاب القوى بالإمكان المشاركة في السباق الواحد بابن البلد وغير إبن البلد تحت أسم البحرين، أتمنى حقا أن تكون التركيبة مختلفة في السنوات القادمة، وبالتخطيط السليم من الممكن تجاوز الـ 50% التي كانت عليها تركيبة المنتخب في بطولة الناشئات، وبالتوفيق للمنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4073 - الخميس 31 أكتوبر 2013م الموافق 26 ذي الحجة 1434هـ