تحدث المصوِّر البحريني الشاب حسن عبدالله عن أنه استطاع من خلال مجهوده أن يشارك في معرضين عالميين للتصوير في أسبانيا وأميركا، وذكر لـ «الوسط» أنه عمد لإنشاء أستوديو خاص به استطاع من خلال عمله فيه توفير المال اللازم لإكمال دراسته الجامعية.

وعبّر عبدالله في لقاء أجرته معه «الوسط» عن أمله في العثور على وظيفة إعلامية ينمّي من خلالها مهاراته في التصوير ويشبع اهتماماته في مجال التصوير الرياضي.

وأشار إلى أنه بعد كأس الخليج توافرت له فرصة للعمل في وكالة أنباء البحرين، ولكنه رفض بعد أن خيرته الوكالة بين العمل أو الدراسة، ففضّل عدم التضحية بدراسته.

وفيما يلي نص اللقاء، الذي أجرته «الوسط» مع المصوِّر حسن عبدالله:

ما الذي دفعك للعمل في التصوير؟

- من محاسن الصدف أنه أثناء عملي ضمن أحد الأعمال التطوعية، تعرفت هناك على أحد المصورين حيث كان يعرض عليّ صوره بشكل دائم، فحمّسني ذلك إلى اقتناء الكاميرا الاحترافية، حيث كنت أجد نفسي قادراً على إيصال ذات الحس الفني الذي أوصله لي من خلال هذه الصورة. كما أن عملي في معالجة الصور في بعض الصحف ساعدني على التعرف على أسس التقاط الصورة الفنية، حيث كانت تردنا الكثير من الصور وخصوصاً صور الوكالات، فساهمت هذه العوامل في تنمية إحساسي الفني ودفعي إلى العمل في هذا المجال.

أين تعلمت التصوير؟

- بدأت التصوير منذ ديسمبر/ كانون الأول 2011، أما عن تعلمي التصوير، فقد تعلمت من خلال موقع «يوتيوب»، والقراءة عن التصوير، كنت أتابع أعمال المصورين المحترفين خلف الكواليس فأتعلم منها، ومع هذا أعتبر أن الشارع هو أفضل مكان للتعلم، فلابد أن تتعلم الأساسيات لتتعلم كيف تتعامل مع مختلف الظروف، وفي المستقبل القريب أخطط للسفر إلى الخارج لأتعلم التصوير.

حدثنا عن مشاركاتك وأبرز الجوائز التي حصدتها؟

- شاركت في معرضين عالميين، أحدهما في إسبانيا والآخر في الولايات المتحدة الأميركية، فحصدت في المعرض الثاني 7 أوسمة شرف، كذلك شاركت في مسابقة صحيفة «الوسط» فعُرضت لي صورتان، وفزت بالمركز الثالث في مسابقة «بتلكو» في شهر رمضان الماضي.

ما الذي دفعك للمشاركة في المسابقات؟

- كنت أطلع على أعمال المصورين الذين يفوزون بالمسابقات، فكنت أشعر أن هناك مسافة تفصل بيني وبينهم، ولكني بعد المشاركة وفوزي بهذه الجوائز وجدت نفسي لا أختلف عنهم كثيراً، وكانت هذه المشاركة سبباً في دعوة أحد الصحافيين لي بأن أقوم بتغطية البطولة العربية للكرة الطائرة، وعندما أعجب بعملي ووجدوا أن هناك نقصاً في اللجنة المنظمة لبطولة كأس الخليج، دعاني لأكون المصور الرسمي للجنة المنظمة للبطولة، فكانت صوري تنتشر بشكل كبير في الكثير من الصحف الخليجية.

على ماذا تعتمد في دراستك الجامعية؟

- أعتمد على مدخولي الشخصي، إذ أنني وجدت أن العمل اليومي الذي قد يصل إلى ثمان ساعات يومياً لا يحقق المردود المطلوب، غير أن عملي اليوم كمصور يحقق مردوداً مالياً أكثر، حيث أنشأت استوديو تصوير خاص بي، بالإضافة إلى تقديمي لدورات في معالجة الصور بما لدي من خبرة في هذا المجال.

ما الرابط بين دراستك وهوايتك؟

- منذ تخرجي سافرت للهند لاكتساب اللغة، وبعد عودتي درست لمدة سنتين في جامعة محلية، ومن ثم توجهت لدراسة العلاقات الدولية في جامعة أخرى، وأقول إنني لو كنت مصوِّراً أثناء ذهابي للهند لما عدت إلى البحرين، فبيئة الهند ممتازة للتصوير.

من الذي ساعدك ودعمك؟

- أهلي وأصدقائي هم أفضل من يساعدني ويدعمني، جميعهم وقفوا معي، وعندما فتحت الأستوديو كانوا يقدمون لي الدعم المادي عندما أحتاجه، وكانوا يتبرعون لأن يكونوا مواضيع صوري.

ما هي العقبات التي واجهتك طوال هذه الفترة؟

- المشكلة التي تواجه كل المصورين هي نقطة البداية، عندما يكون الطريق معبّد فإنك تنطلق ببساطة، أما إذا بدأت من الصفر ولا يوجد أحد تلجأ له عند السؤال، فهنا تكون المشكلة. كما أنني أنتقد وأضع اللوم كله على الصحف والوزارات والاتحادات، حيث لم أرَ مصوّرا لديهم يقل عمره عن 30 عاماً، فالمصوّر في الصحيفة هو الذي يسافر مع المنتخبات والاتحادات، وهو الذي يصوّر للوزارات، أعتقد بأنه يجب أن يكون لكل مؤسسة مصوّرها الخاص بها.

ما السبب في وجود فروقات كبيرة بين صور المصوّرين المحليين وصور الوكالات الأجنبية؟

- الأمر يعتمد على المصوّر من ناحية فنية، أما الفرق فسببه المعدات، دعني أخبرك أن الصور التي تأتي من الوكالات هي من مصوّرين بحرينيين، فهناك من المصوّرين البحرينيين من ينافس اليوم كأفضل المصوّرين على مستوى العالم.

إذا قلنا إن هذه الصور التي تنشر في الوكالات هي لبحرينيين، أين هؤلاء البحرينيون عن صحفنا؟

- الوكالة تدفع أضعاف المبالغ التي تدفعها الصحف، كما أن الصحف المحلية لا توفر المعدات التي توفرها الوكالات للصحافيين، وبالتالي فالمصوِّر في صحفنا يعمل بكاميرا أقل مستوى من الكاميرات التي يستخدمها لصور الوكالات، أنا مثلاً في بطولة كأس الخليج لم توفر لي اللجنة المنظمة كاميرا، فقمت باستقطاع جزء كبير من مرتبي لإيجار الكاميرا والعدسة التي كنت أستخدمها.

ما هي خططك المستقبلية؟

- أسعى لتوسيع عمل الأستوديو، وفي ذات الوقت أسعى للحصول على رضا أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، كما أنني أعشق الرياضة، وأتمنى لو أعثر على وظيفة كمصور رياضي.

هل لديك استعداد لو طلبتك وكالة للعمل في الخارج؟

- بالتأكيد سأقبل العرض، بعد كأس الخليج توفرت لي فرصة للعمل في وكالة أنباء البحرين، ولكني رفضت لأن الوكالة خيرتني بين العمل أو الدراسة، وأنا لا أريد التضحية بدراستي.

ما هي الرسالة التي تسعى لإيصالها من خلال التصوير؟

- أحاول بالقدر المستطاع أن تلاقي صوري الاستحسان لدى المجتمع، وكذلك أحاول أن تكون صوري الفنية ذات معنى أيضاً، أنا أحب الصور التي تتحدث عن قريتي وعن ثقافتها، والصور التي تشتمل على الحركة مثل الرياضة، ربما لأنني شخص رياضي، فالأمر يستهويني، حيث إنني أتخيل نفسي مكان اللاعب الذي يتمنى أن يلتقط له صورة بطريقة معينة، فأنا أحاول أن التقط له الصورة في الوضعية وبالأسلوب الذي يتمناه.