العدد 4071 - الثلثاء 29 أكتوبر 2013م الموافق 24 ذي الحجة 1434هـ

لا تعذيب بعد اليوم!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

وأخيراً... سيتحقّق قريباً، وقريباً جداً، هذا الشعار: «لا تعذيب بعد اليوم»... في البحرين!

ربما لن يمر عامٌ واحدٌ حتى يصبح واقعاً ملموساً، وربّما شهرٌ واحدٌ فقط، وربّما أسبوع واحد لا أكثر... لكن من المؤكّد حتماً أن التعذيب سيختفي قريباً، وقريباً جداً، ليكون من الماضي السحيق!

ويجب أن يُنسب الفضل لأهله، في قضية مناهضة التعذيب وفضح ممارساته، والتشهير بالجلادين المتورّطين في تعذيب المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير. وهو ما يتطلب دعم مشاريع وبرامج وفعاليات المؤسسة الخاصة بحقوق الإنسان، التي تعمل 24 ساعةً في اليوم، على مدار الأسبوع، من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب في مجالات حقوق الإنسان، ونشر وتعزيز وتكثيف وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في تلافيف المجتمع البحريني، حكومةً وشعباً، معارضةً وموالاة!

الخطوة الأولى على طريق هذه الثورة الثقافية الحقوقية، كانت بإصدار العدد الصفري من «المجلة البحرينية لحقوق الإنسان»، وهي مجلة فصلية علمية محكَمة نصف سنوية متخصصة في مجال القانون الدولي لحقوق الإنسان. وهي ما سيضمن حتماً، نشر ثقافة حقوق الإنسان والرقي بمعايير ومقاييس الحقوق الإنسانية في المجتمع ومواصفاتها الدولية.

إنه مما لا شك فيه، أن هذه المجلة الفصلية ستكون مجرد «باكورة» من أجل «إثراء» الفكر الحقوقي المتعلق بالقانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو ما يبشّر ببداية عهدٍ جديدٍ خالٍ تماماً من التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان. وهو أمرٌ مهمٌ للغاية، من حيث طمأنة الجمعيات المعارضة والشخصيات الوطنية والسياسية، والناشطين الحقوقيين والنقابيين، والأطباء والمدرّسين والممرّضين، من عدم تعرّضهم أي منهم للتعذيب فيما لو تم اعتقالهم في المستقبل القريب أو البعيد. ومن هنا يمكنهم ممارسة حرية التعبير عن آرائهم، أو التغريد بحريةٍ على «تويتر»، من دون خشيةٍ أو خوف.

ومع عدم التقليل إطلاقاً من جدوى إصدار المجلات الفصلية والنشرات الدورية والمطبوعات و»البروشرات» و»السِيدِيّات»، في الحدّ من التعذيب، إلا أن هناك وسائل أكثر أهمية وتأثيراً في هذا المجال، وذلك بالاستعانة بالخبرات الأجنبية لإلقاء محاضرات حول مناهضة التعذيب. فالكلمة المكتوبة، كما تعلمون، أصبحت أقل تأثيراً في هذا الزمان – زمن الفضائيات والفيديو كليب واليوتيوب - من الكلمة المنطوقة، التي تخرج من القلب فتدخل إلى القلب، خصوصاً إذا كان المحاضِر يجيد استخدام أساليب الوعظ والتذكير، بقوله مثلاً: «ان التعذيب يتعارض مع أبسط معاني تكريم الإنسان التي وردت في الرسالات السماوية»!

إن التعذيب سيصبح جزءًا من الماضي، فقط عليكم بتكثير هذه المطبوعات والإصدارات والمحاضرات، حتى يؤدي ذلك إلى توقف كافة أشكال التعذيب في السجون. وبعد اليوم، لن نسمع أية شكاوى عن تعذيب المعتقلين، أو إيقافهم عدة أيام حتى يفقدوا وعيهم ويدخلوا في مرحلة الهلوسة، أو استخدام طريقة «الفلقة»، أو الكهرباء، أو الماء البارد، وغيرها من أساليب كلاسيكية ربما قرأتم عنها في كتب أدب السجون.

من الآن فصاعداً، ستنقطع الشكاوى التي تصل إلى المنظمات الحقوقية الدولية مثل «هيومان رايتس» أو «امنستي انترناشنال»، ولن يبقى في يدها ما يمكن استغلاله لإصدار تقارير جديدة عن استمرار التعذيب. كما ستنقطع الشكاوى التي تصل باستمرار إلى مقرّر الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب خوان منديز، الذي أكّد قبل يومين أنه مايزال يتلقى معلومات جديدة عن حالات اعتقال وسوء معاملة في البحرين، ولن يعود ليجدّد طلبه مرة أخرى بزيارة السجون والمساجين!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4071 - الثلثاء 29 أكتوبر 2013م الموافق 24 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 8:43 ص

      ذكرتني بشامبو الاطفال لا دموع بعد اليوم

      ويش الفايده تصدر مجله بس حبر علا ورق؟ اهم شي الافعال مو الاقوال روح شوف القوانين الموجوده في الوزارات وغيرها اذا تقراها تحس روحك في المدينه الفاضله لكن على ارض الواقع كل شيء يختلف نهاءيا.

    • زائر 17 | 8:08 ص

      أحلى شيء

      أحلى شيء كلامه «ان التعذيب يتعارض مع أبسط معاني تكريم الإنسان التي وردت في الرسالات السماوية»! لأنه سيؤثر على قلوبهم ويتوقفون عن التعذيب.

    • زائر 16 | 3:59 ص

      هي طرق جديدة للافلات من العقاب فقط

      وزارة حقوق اللا انسان وصحف ومجلات حقوق اللا انسان كلها من اجل التعمية على الجلادين والمعذبين ومن اجل ضياع القضايا والدخول في متاهات لها اول ما لها آخر

    • زائر 14 | 3:14 ص

      فارس الغربية

      التعذيب في المعتقلات البحرينية و خارجها (بالشوارع العامة) دينهم و ديدنهم... و المشتكى لله.

    • زائر 13 | 3:04 ص

      ابشروا بزيادة التعذيب

      كل ما يستحدثوا وزارة او مؤسسة لحقوق الانسان يزداد التعذيب! لأن وجود هذه المؤسسات هي للتبرير اي لتبرير التعذيب فقط وفقط

    • زائر 12 | 2:42 ص

      بل سيزداد التعذيب وطرق جديدة وحديثة

      هناك طرق حديثة وجديدة يستوردونها بحيث ان لا يكون للتعذيب آثار تحرجهم مع المنظمات هذه اساليب جديدة

    • زائر 10 | 2:32 ص

      بل قل ستزيد الشكاوى وابو طبيع ما يخلّي طبعه

      هذي لحيتي رهان اذا توقف التعذيب في ظل الوضع الحالي سأحلقها امام الملأ.
      آل يوقفون التعذيب آل..
      ليش التعذيب متوقف على قانون دستوري او تشريعي ؟ ما كل القوانين متوفّرة بزيادة وفي وزارة مختصة بحقوق الحيوان وكل ما زادت الاجهزة زاد التعذيب

    • زائر 9 | 2:08 ص

      مستشار أمن أمريكي وآخر بريطاني يعني أمروا وتأمروا او يعني إشلون؟

      يقال لا للإفلات من العقاب ونعم للمحاسبه – يعني المستشارين الأمنين محاسبتهم أولا ثم المخبرين والمخابرات المركزيه. فأكثر الجرائم في البحرين جرائم حرب، فكما شارك الشرطي شارك المستشارون سوى كانوا قانون أو أمن فهم مشتروكون في العدوان – يعني على قائمة المطلوبين دوليا للمحاسبه على الحلول الأمنيه – يعني القمع وإستخدام القوه المفرطه ضد شعب أعزل. قال ويش حمورابي جابوا يحميها حراميها – يعني من نهب الغاز البحريني!

    • زائر 8 | 1:57 ص

      بشرك الله بالخير

      بشرك الله بالخير سيد. خوش خبر من الصبح. لن يكون هناك اي تعذيب في سجوننا ومعتقلاتنا بعد اليوم.

    • زائر 7 | 1:56 ص

      بأي لغة

      ياريت تكون كل الإصدارات معاها نسخة بلغة الأوردو لتعم الفائدة

    • زائر 6 | 1:15 ص

      اتحداكم

      إذا كان صادقين اسمحوا لخوان مانديز بزيارة البحرين واللقاء مع المساجين

    • زائر 4 | 12:41 ص

      حللللوه

      ارجوك ياسيد خليت ضحكتى تطلع براء مكتبى فى العمل والموظفين يطالعون مستغبين وش فيه هدا يضحك بروحة اه ه ه يابطنى صراحة مقال فى قمة الروعة والرقى والمتعة

    • زائر 2 | 10:57 م

      عشم إبليس في الجنة

      الحمدالله ما عندنا تعذيب ولاسجون للممارسة حرية الرأي وهذا ما صرح به وزير حقوق الإنسان الإخواني صلاح علي

    • زائر 1 | 10:52 م

      هل هي مشكلة ثقافة ام مشكلة ضمير

      تفيير الثقافة لمن يمارس فعلا يجهل انه خطأ او غير مناسب اما من يمارسه و يعلم علم اليقين انها جريمة فعن اي ثقافة يتحدثون يواد تغيرها

اقرأ ايضاً