هذا من الجماعة يعني هذا هو المفضل. هذا من الجماعة يعني أنه يستحق عن غيره الكثير. هذا من الجماعة يعني هو المقدّم والمميّز! هذا من الجماعة ثقافة تعدّت العصبية لتصبح جزءًا من عقيدة البعض، يبرّر لها لتكون جاهلية القرن الحادي والعشرين.
الجماعة هي في ذاتها وحدة اجتماعية تتكوّن من أكثر من فرد بينهم علاقة صريحة من العلاقات والقيم والسعي لتحقيق أهداف الجماعة. والجماعة كيان بشري قادر على تمييز أعضائه بدقة، ولا يمكن للإنسان الاستغناء عن أن يكون فرداً في جماعة، أياً كانت صفتها أو أساسها، اقتصادياً أو دينياً أو اجتماعياً، فالفرد منا يبحث عن انتماء وحماية ورغبة في تصنيف الذات الذي يأتي نتيجةً للشعور بالشبه والاقتراب والاندماج نحو جماعة معينة، وهو ما يسمى في علم النفس الاجتماعي بتأكيد الإدراك، وهو أن يدرك الإنسان نفسه كعضو في جماعة، وبالتالي تدفعه الحمية والعصبية للدفاع عن جماعته لإثبات أحقيتها ضمن صيغة مجتمع بشري كبير حاضن لكل الجماعات المتقاربة والمغايرة.
ويمكن اعتبار الجماعات المحلية باختلاف تصنيفاتها عاملاً مساعداً للتنمية ومفرزةً للقيادات، وفي الوقت ذاته ربما تكون وسيلةً لاستبداد وخلق طبقات برجوازية نافذة تسعى إلى الوصاية وتقريب جماعة دون أخرى، والاستفراد بالرأي والمال والعتاد.
ليس هناك مبررٌ لتقديم أشخاص على أساس «هذا من جماعتنا» على غيره في مجتمع يفترض أن يكون قائماً على القانون والإنسانية والمواطنة. والتعويل على العبارة المشهورة «الأقربون أولى بالمعروف» هو خلط واهن، فالاختلاف واضح بين تقديم خدمة أو إعطاء حق لمواطن في دولة، وبين إسداء معروف شخصي كالرحمة والعون والإنفاق، عملاً بقوله سبحانه وتعالى «يَسأَلونكَ ماذا يُنفِقون قُلْ ما أنفقتُم مِّنْ خيرٍ فللوالدَينِ والأَقربين» (البقرة، 215)، والحديث الشريف «القرابة أحوج إلى المودة». كما أنه لا ينبغي الخلط بين آراء الإنسان وتوجهه وانتمائه إلى جماعة، وبين استحقاقه في الحصول على الخدمات والتعليم والعمل كمواطن من أية جماعةٍ كانت.
الدفاع عن الجماعة واجبٌ في ضوء الاستحقاق ويقف ما دون ذلك، لأنه ضد العدالة الاجتماعية، ويحول دون تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، لأن تقديم الخدمة أو الحقّ لمن هو «من جماعتي» دون غيره هو إمعانٌ في الظلم، وضياعٌ للحقوق، وامتهانٌ للكرامة، وبعدٌ عن الإنسانية، والتي تدفع في بعض الأحيان إلى التمايز والطبقية، وهي الترويج لثقافة جاهلية تبني على أساس من «أي جماعة أنت»؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 4069 - الأحد 27 أكتوبر 2013م الموافق 22 ذي الحجة 1434هـ
الجاهلية الثانية
يا أخت رملة هؤلاء يتوارثون الجاهلية أبا عن جد وهي تجري في دمائهم مجرى الدم في العروق وهي ايضا أقرب لهم من حبل الوريد جبلوا عليها ورضعوا منها ويقتاتون منها هي حياتهم وبتركها فناؤهم فهم أصفار الا من رقم الجاهلية فهل من السهل تركها وما حجة الجماعة او الربع الا ستارولن يتركوها ختى يلفظوا أنفاسهم الأخيرة ويردوا مصيرهم المحتوم.