قتل 40 شخصا على الاقل أمس الجمعة (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) في تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية بريف دمشق، فيما نفت جبهة النصرة ما اعلنه التلفزيون السوري عن مقتل زعيمها في معارك بريف اللاذقية في غرب سوريا.
وقالت جبهة النصرة في بيان نشرته مواقع جهادية "نبشر الامة أن الفاتح ابو محمد الجولاني بخير يتقلـب في نعم الله التي لا تعد ولا تـحصى"، مؤكدة ان "احدى القنوات"، في اشارة الى القناة التلفزيونية الرسمية السورية، "انفردت بترويج مزاعم كاذبة عما أسمته مقتل أمير جبهة النصرة".
وكان التلفزيون السوري اعلن في خبر عاجل مساء الجمعة مقتل زعيم الجبهة التابعة لتنظيم القاعدة في ريف اللاذقية، لكن وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) التي اوردت النبأ ايضا سرعان ما طلبت من مشتركيها الغاءه.
وجاء في النبأ العاجل "مقتل الارهابي ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة في ريف اللاذقية"، لكن سانا سرعان ما الحقته بآخر يطلب الغاءه قائلة "يرجى الغاء خبرنا رقم 143" (نبأ مقتل الجولاني)، من دون تقديم اي توضيح اضافي، علما بان الموقع الالكتروني للهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون لم يسحبه من شريطه للانباء العاجلة حتى بعد مرور اكثر من ساعتين على تراجع سانا عنه.
ولم يقدم اي من وسائل الاعلام السورية الرسمية اي توضيح بشأن هذه الانباء المتضاربة.
من ناحية اخرى، ارتفعت الى 40 قتيلا حصيلة انفجار سيارة مفخخة قرب مسجد في قرية سوق وادي بردى شمال غرب دمشق ظهر الجمعة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في رسالة الكترونية تلقتها وكالة فرانس برس مساء الجمعة "ارتفع الى 40 بينهم سبعة اطفال وسيدة عدد الشهداء الذين قضوا اثر انفجار سيارة مفخخة بعد صلاة الجمعة في قرية السوق بوادي بردى".
واضاف ان "عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى، الكثير منهم في حالات خطرة. واكدت مصادر من القرية ان العدد قد يرتفع الى اكثر من 100 شهيد".
من جهتها، قالت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان السيارة انفجرت "اثناء قيام ارهابيين بتفخيخها بالقرب من جامع اسامة بن زيد في سوق وادي بردى".
واكدت سانا مقتل "عدد من الارهابيين" في اشارة الى مقاتلي المعارضة، من دون ان تحدد عددهم، اضافة الى مدنيين اثنين بينهما طفل في السابعة من العمر، وسقوط 30 جريحا "معظمهم في حالة حرجة".
وفي بيان تلقت فرانس برس نسخة منه اتهم الائتلاف الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف الاعتداء، مؤكدا انه ناجم عن سيارتين مفخختين انفجرتا امام المسجد لدى خروج المصلين.
وقال الائتلاف "أقدمت عصابات بشار الأسد بعد ظهر اليوم الجمعة على تفجير سيارتين مفخختين كانت قد زرعتهما أمام مسجد أسامة بن زيد في منطقة وادي بردى قرب العاصمة دمشق، وراح ضحية التفجير الذي وقع بالتزامن مع خروج المصلين من المسجد عقب صلاة الجمعة 33 شهيدا، إضافة لعشرات الجرحى حسب آخر الإحصاءات".
واضاف البيان ان "الائتلاف الوطني السوري يدين هذه الجريمة، ويستنكر المواقف الدولية المريبة التي تترك الباب مفتوحا لنظام الأسد كي يستمر في ارتكاب المجازر والخروقات ضد السوريين"، مطالبا "مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتوثيق هذه الجريمة النكراء إلى جانب الجرائم السابقة، التي ارتكبت خلال أربعة عقود بحق الشعب السوري، ويدعوه لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة المجرمين عن هذه الجرائم، وعلى رأسهم بشار الأسد".
والجمعة ايضا نصبت القوات النظامية كمينا لمجموعة من مقاتلي المعارضة في ريف العاصمة اسفر عن سقوط عشرات منهم بين قتيل وجريح.
وقال المرصد "استشهد ما لا يقل عن 24 مقاتلا من الكتائب المقاتلة بعضهم من جنسيات غير سورية، إثر كمين نصبته لهم القوات النظامية السورية صباح اليوم بالقرب من منطقة العتيبة" الواقعة على مسافة 30 كلم من دمشق.
من جهتها، قالت سانا ان "41 ارهابيا" من جبهة النصرة ولواء الاسلام قتلوا في الكمين اضافة الى اصابة نحو 10 آخرين، مشيرة الى ان بين القتلى والجرحى "ارهابيين من جنسيات سعودية وقطرية وعراقية".
وكان المرصد افاد ان نحو ثلاثة آلاف مدني في الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص وسط سوريا وتحاصرها القوات النظامية منذ اكثر من عام، يحتاجون الى مساعدات غذائية عاجلة بعدما بدأوا باستنفاد مخزونهم.
وتخضع مئات العائلات لحصار خانق مستمر منذ اكثر من 500 يوم تفرضه قوات نظام الرئيس بشار الاسد على الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لا سيما حمص القديمة. واستعاد النظام السيطرة على غالبية أحياء حمص بعد حملات عسكرية شرسة، آخرها حي الخالدية في تموز/يوليو الماضي. وادت هذه السيطرة الى نزوح عدد كبير من سكان الخالدية الى معاقل المعارضة.
وجدد المرصد دعوة الهيئات الانسانية الدولية الى اجلاء المدنيين من الاحياء المحاصرة "وضمان خروجهم الآمن وعدم اعتقالهم" على يد قوات الامن.
في نيويورك، دعت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس الجمعة مجلس الامن الى ممارسة ضغط دائم على الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة ليسمحوا بايصال المساعدات الانسانية الضرورية في العديد من المناطق.
وقالت اموس ان الامم المتحدة لم تتمكن منذ اكثر من عام من الوصول الى مليونين ونصف مليون مدني محتجزين في مناطق سورية تشهد معارك عنيفة.
واضافت انه فضلا عن اكثر من 110 الف شخص قتلوا جراء النزاع، فان امراضا خطيرة مثل شلل الاطفال تنتشر سريعا، فضلا عن العديد من ضحايا السرطان او السكري جراء نقص الادوية.
وتابعت اموس امام الاعضاء ال15 لمجلس الامن ان "الكلمات رغم انها قد تصدم، لا يمكنها ان تعبر عن الواقع المرعب لسوريا اليوم".
من جهتها، تحدثت منظمة اطباء بلاد حدود غير الحكومية في بيان الجمعة عن "نزوح كثيف" للمدنيين الذين يفرون من منطقة السفيرة في محافظة حلب بسوريا "حيث تشتد كثافة المعارك منذ الثامن من تشرين الاول/اكتوبر".
وفي اطار المشاورات الجارية لمحاولة تسوية الازمة، التقى رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس وعدد من قادة مقاتلي المعارضة، الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي في تركيا وسط مساع لعقد مؤتمر لحل الازمة السورية، بحسب ما افاد المنسق السياسي والاعلامي للجيش الحر لؤي مقداد وكالة فرانس برس.
وقال مقداد في اتصال هاتفي "عقدنا اجتماعا امس (الخميس) مع السيد الاخضر الابراهيمي، شارك فيه قادة من هيئة اركان الجيش السوري الحر اضافة الى المجلس العسكري الاعلى وقادة من داخل سوريا".
واضاف ان "اللواء سليم ادريس اعاد التأكيد اننا نسعى جميعا الى حل ووقف حمام الدم. كما قال ان اساس المشكلة (الرئيس السوري) بشار الاسد يجب ان تعالج".
من جهة ثانية، اعلنت النروج الجمعة انه لا يمكنها تلبية طلب من الولايات المتحدة لتدمير قسم من ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية على اراضيها، معتبرة ان الجدول الزمني المقترح ضيق جدا.
وفي شأن هذه الترسانة اكدت دمشق ان خبراء البعثة المشتركة بين الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفين تدمير الاسلحة الكيميائية السورية تفقدوا الجمعة موقعا جديدا من مواقع انتاج وتخزين هذه الاسلحة، من دون ان تحدد مكانه او تعطي اي معلومات عنه.
وقالت سانا ان البعثة المشتركة "واصلت عملها في سوريا وزارت موقعا جديدا في اطار التعاون بين سوريا والمنظمة"، مشيرة الى ان "الخبراء اطلعوا على محتويات الموقع وقاموا بتوثيقها وتسجيلها تمهيدا لاتلافها".