قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن من الأمور التي تطرد الهموم وتبعث الطمأنينة في النفوس، المحافظة على الصلوات المفروضة، والإكثاء من نوافلها، بتدبر وخشوع، مشيرا إلى أن استشارة ذوي النصح عند الضيق والبلاء، تشرح الصدور وتسلي القلوب، وتؤنس الأفئدة.
وأوضح القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، أن «الدنيا دار لا تصفو من الشدة، ولا يسلم فيها الإنسان من الهموم والغموم والشقاء وإن المتأمل لأهل هذا العصر، يجد كثرة الشكوى من الكآبة والضيق والتضجر والقلق والملل، بسبب الهموم المتنوعة، والأمراض النفسية المختلفة، حتى وصل الأمر عند البعض إلى الانتحار والعياذ بالله؛ ولهذا فالحاجة ماسة لمعرفة المنهج الذي يقيم الحياة الطيبة، ويكفل انشراح الصدور، ويجلب الفرح والحبور، والبهجة والسرور».
وأكد أن «السعادة في الطاعة، والبهجة في العبادة، والشقاء بكل معانيه، والضنك بجميع مفاهيمه، في الشرك بالله جل وعلا، والابتداع في الدين، وفي المعاصي والسيئات، فما يجازى به المسيء من ضيق الصدر، وقسوة القلب وغمه وهمه وحزنه وخوفه، فهي عقوبات عاجلة، ونار دنيوية».
ونبه إلى أن «المتفرد بالتدبير والتصريف، هو الله تبارك وتعالى، وأنه سبحانه هو أرحم بعبده المؤمن من نفسه، فانطرح بين يديه سبحانه، واعتمد عليه، وثق به، واطمع في فضله؛ يطب عيشك، وينعمْ قلبك، ويزدد فرحك وسرورك، ولا تستسلم للأوهام ولا للخيالات السيئة وأنت معتمد على الجبار جل وعلا».
وأشار إلى أن «من أسباب طرد الهموم وجلب الراحة والطمأنينة، التحلي بالصبر عند المصائب، والتخلق به عند المضايق...، إنه الصبر الذي يحدو بصاحبه إلى عدم التضجر والتسخط، بل صبر المؤمن الذي يوقن بما أخبر به المصطفى (ص) بقوله: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همٍ ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها خطاياه».
وأضاف أن «من الأسباب أن يجعل العبد همه الأكبر الآخرة والعمل لها والسعي من أجلها؛ فمن أهمته الدنيا فقط، وجعلها أكبر همه، حمله الله همومها وغمومها وأنكادها».
وبيّن أن من أقوى الأسباب لانشراح الصدور وإزالة الهموم والغموم، الإكثار من ذكر الله جل وعلا، ومن أفضل الأذكار الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وخشوعٍ، وكذلك المحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من الاستغفار؛ فمن أكثر منه، جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. ومن ذلك أيضا الإكثار من الصلاة والتسليم على الحبيب المصطفى والنبي المجتبى (ص).
وأضاف «ومن أعظم الأسباب لانشراح الصدور وراحة البال النظر إلى النعم التي لا تحصى مما أنعم الله بها عليك أيها المسلم، وأن تستيقن أن ما أصابك من المكروه لا يكون شيئا بالنسبة إلى النعم التي تعايشها».
ورأى أن «من أسباب زوال الهم والغم أن يعيش المسلم متفائلا مستبشرا، نظره دائما يقع إلى الحسن لا إلى السيئ، يلحظ المحاسن فيغلبها، ويتغاضى عن المساوئ ويتناساها، فتحل حينئذٍ المحبة في قلبه، وتنزل السكينة فؤاده».
وتحدث القطان عما «يجلب السرور ويزيل الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، ويرفع الحزن الذي على الماضي»، مبينا أن حرص المسلم على الجد والاجتهاد في إصلاح حاضره في أمور دينه ودنياه، يجلب السرور ويرفع الحزن، وأن يشغل المسلم نفسه بالأمور النافعة، ولا ينقاد للكسل الضار، ولا يستسلم للأمور المكروهة، التي قد مضت ونفذت؛ فاشتغال الفكر بها من باب العبث والمحال، فحينئذٍ يمضي قدما في أمور دينه لتحصيل الخيرات ودفع المضرات».
وفي سياق آخر من خطبته، تحدث إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، عن الحج، لافتا في مخاطبته لمن حجوا هذا العام، إلى أن للحج المبرور أمارة، ولقبوله منارة، «فليكن حجكم حاجزا لكم عن مواقع الهلكة، ومانعا لكم من المزالق المتلفة، وباعثا لكم إلى المزيد من الخيرات وفعل الصالحات، واعلموا أن المؤمن ليس له منتهى من صالح العمل إلا حلول الأجل».
وقال: «ما أجمل أن يعود الحاج بعد حجه إلى أهله ووطنه بالخلق الأكمل، والعقل الأرزن، والوقار الأرصن، والعرض الأصون، والشيم المرضية، والسجايا الكريمة، ما أجمل أن يعود الحاج حسن المعاملة لجلاسه وأبناء وطنه، كريم المعشر مع أهله وأولاده، طاهر الفؤاد، ناهجا منهج الحق والعدل والسداد، المضمر منه خير من المظهر، والخافي أجمل من البادي، وإن من يعود بعد الحج بتلك الصفات الجميلة، هو حقا من استفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره».
العدد 4067 - الجمعة 25 أكتوبر 2013م الموافق 20 ذي الحجة 1434هـ
ليش
مانتصح الداخليه الى اسونه بالشعب