يواظب المواطن عبدالجليل الدرازي على الحضور باكراً بشكل يومي إلى الشارع المحاذي لدوار قرية سار، حيث يحرص على ترتيب بعض من اللوحات الفنية والأشجار لبيعها هناك، ويظل الهاجس المشوب بالقلق يرافق الدرازي في مهنته تلك التي لم يتوقع أن يعمل بها يوماً بعد أن كان رئيساً لنقابة إحدى الشركات الخاصة، وشاء القدر أن يلقي هذا الزمن بكامل ثقله عليه، حتى وجد نفسه مفصولاً عن العمل منذ أغسطس/ آب 2006، مصحوباً بماضٍ قاسٍ يرافقه في ذلك التباسات عدم الإنصاف، والظلم والقسوة والحرمان.

ويوضح الدرازي، الذي رفع يديه نحو السماء طالباً التوفيق من رب العباد، قائلاً: «لم أتوقع أبداً أن تكون هوايتي بالأعمال اليدوية في اللوحات الفنية وأشجار الزينة مهنة لي في يوم من الأيام، نعم لم أتوقع ذلك، حيث كنت رئيساً للنقابة في واحدة من شركات القطاع الخاص لعدة سنوات، وبسبب النشاط النقابي والمطالبة بحقوق العمال فصلت من عملي، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل وصل إلى حدِّ تأييد محكمة التمييز الحكم الصادر ضدي بعدم الإرجاع إلى العمل وعدم التعويض».

الدرازي من رئيس نقابة إلى بائع أشجار ولوحات فنية في الشوارع

سار - محمد الجدحفصي

يواظب المواطن عبدالجليل الدرازي على الحضور باكراً بشكل يومي إلى الشارع المحاذي لدوار قرية سار، حيث يحرص على ترتيب بعض من اللوحات الفنية والأشجار لبيعها هناك، ويظل الهاجس المشوب بالقلق يرافق الدرازي في مهنته تلك التي لم يتوقع أن يعمل بها يوماً بعد أن كان رئيساً لنقابة إحدى الشركات الخاصة، وشاء القدر أن يلقي هذا الزمن بكامل ثقله عليه، حتى وجد نفسه مفصولاً عن العمل منذ أغسطس/ آب العام 2006، مصحوباً بماضٍ قاسٍ يرافقه في ذلك التباسات عدم الإنصاف، والظلم والقسوة والحرمان.

ويتسابق الدرازي في شوارع البحرين، ويتخذ من واجهات مراكز التسوق مقراً لعرض مقتنياته اليدوية لبيعها على المارة.

ويوضح الدرازي، الذي رفع يديه نحو السماء طالباً التوفيق من رب العباد، قائلاً: «لم أتوقع أبداً أن تكون هوايتي بالأعمال اليدوية في اللوحات الفنية وأشجار الزينة مهنة لي في يوم من الأيام، نعم لم أتوقع ذلك حيث كنت رئيساً للنقابة في واحدة من شركات القطاع الخاص لعدة سنوات، وبسبب النشاط النقابي والمطالبة بحقوق العمال فصلت من عملي، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل ليصل أن تؤيد محكمة التمييز الحكم الصادر ضدي بعدم الرجوع للعمل وعدم التعويض».

مطالب العمال والتكلفة الباهظة

صمت الدرازي قليلاً قبل أن يتلفت تارة يميناً وأخرى شمالاً، ليواصل حديثه، قائلاً: «ربما تسألني، هل كنتُ أتوقع أنا من كنت أطالب بحقوق العمال وتحقيق العدالة لهم وإنصافهم أن يأتي اليوم الذي أنتظر وأترقب فيه أن ينصفني أحدهم بعد فصلي من العمل؟ سؤال يبدو غريباً في بلد يكفل دستورُه وميثاقُه المواطنين بمختلف فئاتهم، قصتي ليست الوحيدة التي تكشف تقصير الأجهزة الرسمية والأهلية في دعم قضايا المفصولين، ولكن الأشد إيلاماً فيها أن تجد نفسك وحيداً دون دعم كنت تقدمه لغيرك».

إشعار بإنهاء الخدمة

ويضيف الدرازي حول ذلك الأمر «قامت الشركة بإرسال إشعار لي بإنهاء خدماتي بالشركة، وقد كان السبب في الفصل هو المشاركة في إضراب عمالي للمطالبة بتحقيق مطالب العمال في زيادة الرواتب وغيرها من الأمور العمالية، ولقد قمت على ضوء ذلك برفع قضية في المحكمة للمطالبة بإنصافي، ومع الاستمرار في تداول تلك القضية لما يقارب 4 سنوات، كانت المفاجأة بالجلسة المنعقدة علناً بمحكمة التمييز أن الفصل كان مبرراً، ويكون ما انتهى إليه الحكم من رفض الدعوى بالإعادة للعمل والتعويض، لينتهي أحد فصول الرواية بعدم الإنصاف والحرمان، ويبدأ فصل جديد تحت عنوان (التعطل والكتمان)».

دوام الحال من المحال

ويوضح الدرازي ذلك، قائلاً: «ضغوط مادية، ومخاوف من تردي الوضع أكثر مما هو عليه، كان لابد أن يتغير الحال، وبالأخص بعد إيقاف اتحاد العام لعمال البحرين الدعم الشهري عني بعد حكم محكمة التمييز، لتراودني الهواجس، هل أنا أحلم؟ هل هذا هو واقع العمل النقابي في البحرين؟ والأهم، كيف سأتجاوز ذلك وأضع حداً لوضعي الحالي دون عمل؟ وهنا كانت البداية مع هوايتي القديمة في الأعمال اليدوية».

ويضيف «كانت العودة صعبة قليلاً، ولكن الحمدلله، تمكنت من الرجوع لما تعودت إتقانه في صنع اللوحات الفنية وأشجار الزينة، فاتخذت شوارع البحرين وواجهات المجمعات التجارية مقراً لعرض تلك المنتوجات، والحمدلله انني متفائل دائماً، بالرغم من صعوبة الحياة وقسوة الزمن».