العدد 4066 - الخميس 24 أكتوبر 2013م الموافق 19 ذي الحجة 1434هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

حجاج مكة والتوبة من الذنب

كم كنت فرحاً جداً أنا وأبي ظناً منا أننا أول الحجاج في قريتنا وصولاً إلى أشرف بقعة على وجه الأرض، ولكننا فوجئنا بالكثير من أهالي القرية الذين سبقوننا إليها، خصوصاً جارنا أبوعبدالله، الذي بلغت عدد حجاته سنيناً.

عندما رأيته ينزل معنا من الباص، راح لساني يسأل لماذا يكثر الناس من عدد مرات الحج تاركين ذنوبهم في بيوتهم؟ جارنا الذي طالما كان يرميني بنظرات الحقد والكراهية كلما رآني، هل لأن أبي لم يحج بعدد حجاته، ولأن هذه أول حجة لنا؟ لا أدري، ولكنه وللأسف نسي دائماً مقولة الإمام السجاد (ع): «ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج».

الضجيج هم أولاده الذين يمحون حجاته في كل ليلة كما يمحون مسودة كراريسهم، لكثرة ضجيجهم وصراخهم التي نسمعها في كل ليلة بسبب خلافاتهم التافهة على مركبة أبيهم، أو على تلفازهم الذي تنبعث منه أنكر الأصوات، وأقبح الوصلات الغنائية الغربية، وهم ينهقون بما لا يرضي الله، والموسيقى تحيط بأسوار بيته بدلاً من القرآن والدعاء وهو غائب في بيت الله يتباهى ويتبختر بين الناس بكثرة حجاته، تاركاً مشاكل أبنائه وأسرته معلقة فوق شماعة القرية، إذ لا يمر يوم دون أن يشكوهم أحد جيرانه، ولكن يشكو لمن؟ ضعف الطالب والمطلوب.

ورأيت أشخاصاً كنت أظنهم من الأشرار، يأتزرون إزار التقوى والمحبة والسلام، وهم يهللون ويكبرون ويلبون، كل ذلك بفضل والدتي التي شجعتنا على هذه الرحلة، فجعلتني أعيش مع أبي هذه النداءات الربانية الرهيبة والصادرة من تلك الحناجر النقية الصافية والمتوجهة لله وحده لا لغيره، أمام أكبر الجبابرة بلباس واحد (إزار أبيض) لا يقي برداً ولا حراً على حافة جبل عرفة يطلبون المغفرة والرحمة.

نعم يا له من موقف مهيب لن أنساه أبداً، وهو نفس الموقف الذي سيقف فيه غداً طغاة الأرض ويحاسبون على ما اقترفت أيديهم في حق الإنسان والإنسانية الذين طردوا شعوبهم واستبدلوهم بآخرين، كما تستبدل الماعز بالنعاج، وباعوا تراب بلادهم وسواحلها، وطبيعتها ومياهها للغير بثمن بخس.

وحولوا شعوبهم إلى سخرة قهرة وهياكل يسكنون الأكواخ ويفترشون التراب بين المقابر والأشباح، بينما هم في القصور منعمون وعلى الأرائك متكئون!

ولن أنسى بكاء ونحيب جارنا أثناء الطواف صاحب المزاج المتقلب والسلوك المتثعلب على الزوجة المسكينة، سواءً بالضرب أو بالكلمات المهينة، تبكي كأنها أمَة أو غنيمة.

وأخيراً، لن أنسى نفسي فما خفي من ذنوبي كان أعظم، حينما خرجت مني دموع التوبة والغفران غاسلة عني الذنوب والآثام.

كم تمنيت أن لا أعود من رحلتي هذه، وأن أدفن في هذه البقعة الطاهرة مكة المكرمة، حتى يُقال لي مكي مدفون في مكة.

مهدي خليل


الوصايا السبع للثورات العربية

كنت قد قرأتها للمرة الأولى منذ سنوات، ومع تطور الأحداث على الساحة الداخلية المصرية وغيرها من دول الربيع العربى، وجدت أنها فرصة جيدة لإعادة قراءة الرواية مرة أخرى، لكن هذه المرة - ومع تقليب صفحاتها - كنت أشعر كأن مؤلفها «جورج أورويل» قد كتبها لتنطبق على حال بعض ثورات الربيع العربى أكثر من هدفها الأصلى وهي الثورة الشيوعية فى الاتحاد السوفياتى وما تلاها من أحداث.

أكثر ما لفت نظرى هذه المرة هى الوصايا السبعة للثورة، والتى تجسد مبادئ الحيوانية المتفق عليها بين حيوانات المرزعة بعد قيام ثورتهم وطردهم للجنس البشرى منها، وكتبوها على أحد حوائط المزرعة، وكانت كالتالى:

1ـ كل من يمشي على قدمين فهو عدو. 2 ـ كل من يمشي على أربع أقدام أو له أجنحة هو صديق. 3 ـ يحظر على الحيوان ارتداء الملابس. 4 ـ يحظر على الحيوان النوم على سرير. 5 ـ يحظر على الحيوان تعاطي الخمر. 6 ـ لا يجوز لحيوان قتل حيوان آخر. 7 ـ كل الحيوانات متساوية.

لكن مع الوقت تسلطت الخنازير، وأعطت لنفسها المكانة الأعلى والأفضل فى المزرعة بين حيواناتها، وباتت تأخذ النصيب الأكبر من المحصول، مستفيدة من الحماية التى توفرها لها الكلاب الشرسة، والأداة الإعلامية اللبقة التى تولاها حنزيرين هما «مينيموس و سكويلر»، عموماً حتى لا نخوض فى تفاصيل أكثر للرواية ونبتعد عن الوصايا التى تم تحريفها لاحقاً، فمثلاً تم تغييب الوصية الأولى والثانية والثالثة... عندما تعلمت الخنازير (فى نهاية الرواية) المشي على قدمين كالإنسان، بل وأعادت العلاقات مع الجنس البشرى، وارتدوا الملابس التى كان يقتنيها مستر جونز صاحب المزرعة القديم، تحولت الوصية الرابعة إلى حذر نوم الحيوان على سرير بملاءات، وتم إضافة كلمتي «بدون سبب» فى نهاية الوصية السادسة، وإضافة عبارة «لكن بعض الحيوانات متساوية أكثر» إلى الوصية السابعة.

هذا التحول فى مبادئ الثورة كان نتيجة لحالة من التدليس والخداع الذى اتبعته طبقة الخنازير في الرواية، أو ستالين ورجاله في الإسقاط الواقعى للرواية فى الاتحاد السوفياتي، أو سارقي الثورات فى دول الربيع العربي، لكن حتى إن تغيرت المبادئ بفعل فاعل وتم تسفيهها كما يحدث في بعض وسائل الإعلام العربية الآن، فإن هذا لا يمكن أن ينفي فعل الثورة وتأثيراتها الإيجابية فى إزالة طغيان بعض القادة العرب، وخاصة أن الثورات قد كسرت القيود وقتلت الخوف القابع فى نفوس الشعوب العربية، وبات من الممكن - بل من المشروع - أن يثور الشعب ليسقط الطاغية ويحاكمه، لـكن تبقى الثورة غير المكتملة وغير المحققة لكامل أهدافها والمحافظة على كامل مبادئها... هي المشكلة الكبرى أمام الشعوب.

أحمد مصطفى الغر


المعلم... مسيرة وفاء وتضحية

قال الشاعر:

لولا المعلم ما قــــرأتُ كتاباً ...

يوماً ولا كتبَ الحروفَ يراعي

فبفضله جزتُ الفضاء محلقاً ...

وبعلمه شـــقَّ الظلامَ شعاعـــي

إن وقفة قصيرة مع النفس لتصور من خلالها دور المعلم في المجتمع، يجعلنا ندرك ضخامة الدور الذي يقوم به المعلم وعظم المسئولية التي تقع على كاهله، فما هذه الألوف المؤلفة من أولادنا وفلذات أكبادنا إلا غراس تعهدها المعلم بماء علمه فانبعثت وأثمرت وفاضت علماً ومعرفة وفضلاً.

ومما لا شك فيه أن أول الناس بهذا التبجيل والإجلال هو المعلم؛ لأن اسمه مشتق من العلم ومنتزع منه، فالمعلم يسقي ببحر علمه الأرض القاحلة فتغدو خضراء يانعة.

المعلم هذا العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة، والنور الذي يضيء حياة الناس، وعدو الجهل والقاضي عليه، ومنمِّي العقل ومهذِّب الأخلاق.. وجب تكريمه واحترامه وتبجيله؛ لأنه يحمل أسمى رسالة، وهي رسالة العلم والتعليم، التي حملها خاتم الأنبياء محمد (ص). المعلم يجب أن يحاط بعلامات التعظيم والتبجيل، وأن يلقى التكريم والترحاب أينما حلّ.

منى الحايكي


بين الشك واليقين

عندما كنت صغيراً

كنت كالريشة أجري...

في زقاق الحي

لا أملك أمري...

كنت كالعصفور

تستهويه حبات صغيرة

صبره يشبه صبري...

فزقاق الحي بالليل مخيف

لا مصابيح ولا صوت لطير...

عندما كنت صغيراً

كان عقلي يقبل التدوير

لكن لست أدري...

كل ما أدريه

أن الشك قد يضرب فكري...

صرت للوهم صديقاً

صار ذاك الشك

من شيطان فكري...

فركبت الشك

حتى إنه أفسد صدري...

عندما كنت صغيراً

كنت وحدي عند عقلي

بين لا أدري وأدري

حينما أطلقت عقلي

وتساءلت ملياً

هل أنا العاقل وحدي؟

هل أنا أدري

ولكن لست أدري؟

كل أفكاري

خفافاً وثقالاً...

تطرق الباب وتغزوني

ولا تدرك أمري...

مرة أخرى

تساءلت ملياً

هل أنا العاقل وحدي؟

لم يعد عقلي أسيراً

لم أعد أملك

أن ألغي عقلي

صار ذاك الشك

مفتاح يقيني

صار إيماني بنفسي

مثل إيماني بفكري...

محمد حسن كمال الدين


أهلاً هلا بالعيد

أَهْلَنْ هَلا بالعِيْدْ أَفْراحْنِهْ فِيْكْ بِتْزِيْدْ

فى كِلْ عامْ ياعِيْدْ تِرْجَعْ بِثُوْبْ إِجْدِيْدْ

أَهْلَنْ هَلا بالعِيْدْ

***

تِحْلا مِيالِسْنِهْ لَمّا تِهِلْ ياعِيْدْ

مَحْلاها لَمَّتْنِهْ وِالْكِلْ مِنا سَعِيْدْ

فَرْحانْ بِيُوْمْ اِلعِيْدْ

هَلا هَلا بِالعِيْدْ

***

أَيّامِكْ اِلْحِلْوَى ما تِنِّسِى ياعِيْدْ

غَنِّيْتْ لَكْ غِنْوَى مِنْ فَرْحِتى بِالعِيْدْ

أَهْلَنْ هَلا بِالعِيْدْ

***

فرحة العيد

كِلْ عِيْدْ لَهْ فَرْحَهْ

وُهَالعِيْدْ لَـهْ أَفْراحْ

لِقْلُـوْبْ مِنْشَرْحَهْ

وُالْهَـمْ عَنّـا راحْ

عَساهْ مِنْ عُوّادِهْ

عَلِيْنا فـِي كِلْ عامْ

غايَــةْ اِلسَعادِهْ

بِقْدُوْمَـهْ اِلبَسّـامْ

هَلا بِالْلِي مِنْ يِهْ

هَنّانِـي وُبــارَكْ

مَحْلاهَا اِلتَحِيِّـهْ

في يُــوْمْ لِمْبارَكْ

يا زيْنْ لَمَّتْنـا

فِـي هَالمُكانْ اِلزيْنْ

تِفْـرَحْ مِيالِسْنا

وُالقَلْبْ وُيّـا اِلعِيْنْ

خليفة العيسى


بيت إسكان

فقيرة وفي المخابي بس نصف دينار

ومن ضيم الدهر خشيته حق باجر

أكدح في العمر وغير الفقر ما صار

أجمّع والأجمعَه ينقص الظاهر

اذا امشي وسط هالديرة عقلي طار

فيني حچوة لكن قلبي يكابر

عمارات وفلل مباني خمسة ستار

أرزاق ومن الله ما لها آخر

يا عاطي البشر من فيضك الجبار

يا رازق عبيدك يا الله يا قادر

احيا في وطن رزقه الى لكبار

توصل حلقي اللقمة وتتصادر

ما ابغي ملايين وتصير أعشار

ولا ابغي عقارات وفلل تاجر

ولا ابغي رصيد امتلتل بأصفار

ولا اطلب رزق غيري واتفاخر

بيت اسكان بس يا ربي يا قهّار

بيت اسكان قبل العمر لَـ يهاجر

تعبنا نشوف المجنس مواطن صار

ومساحة ها الوطن من اجله تتناثر

إلي 12 سنة تاخذني هالافكار

وكلما الحاجة تذبحني انا اكابر

واقول احسن من غيري وانا انهار

وقوتي منقسم عبرات في الخاطر

اضمضم فلسي يمكن توفي لي هالاقدار

وديناري على الدينار يتصافر

ابسأل يا وطن سؤالي المحتار

ليش اتجور ورزقي الغيري بس صاير

هل غيري وفاك وقلبي صَد ودار؟

لو غيري شَكَر واجحدت انا امجاهر؟

او غيري يصلي فرضه ليل انهار

وفرضي آنا أجلته الى الاخر؟

قاسي يا وطن نتجرعك أمرار

وفي عمق الوجع وفيّتك وصابر

بنت المرخي

العدد 4066 - الخميس 24 أكتوبر 2013م الموافق 19 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً