تصريحات وزير الخارجية جون كيري في مؤتمر صحفي مشترك بعد الاجتماع الوزاري للدول الإحدى عشرة في لندن (22تشرين الأول/أكتوبر 2013).
وزير الخارجية كيري: أسعدتم مساءً جميعًا. شكرًا لصبركم. إنه لشرف عظيم أن أعود إلى لندن وأن أكون هنا مع جميع زملائي الوزراء الذين يشكلون ما يسمى مجموعة لندن 11، التي كانت مجموعة دعم رئيسية وهيئة تنظيمية لمساعدة المعارضة السورية. وأود أن أشكر مضيفنا الرائع، وزير الخارجية وليم هيغ، الذي تولى هذا الصباح إدارة اجتماع فعال جدًا ومركّز للغاية، والذي رحّب بنا بضيافة تقليدية كبيرة. ويسعدنا أن نكون هنا.
وأود أيضًا أن أشكر الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي، الموجود هنا في المنطقة للاجتماع مع مختلف الأطراف في إطار الاستعداد لاحتمالات عقد مؤتمر جنيف. ونحن ممتنّون له ولفريق عمله لجهودهم.
وغني عن القول، بأننا جئنا هنا إلى لندن- أعتقد أن هذا هو الاجتماع الرابع أو الخامس الذي شاركت فيه كجزء من مجموعة لندن 11– في سبيل إعادة التأكيد على التزام المجتمع الدولي القوي في محاولة وضع حد لسفك الدماء في سوريا، ومحاولة تحقيق الاستقرار في ذلك البلد الذي تمزّقه الحرب، ولتأمين الملاذ الآمن، وفي نهاية المطاف، الفرصة لعودة ملايين اللاجئين والنازحين إلى بلادهم.
عندما اجتمعنا في آخر مرة، تكلمنا بصوت واحد حول ضرورة التحرّك تجاه تشكيل حكومة انتقالية تملك سلطة تنفيذية كاملة بموافقة متبادلة بين المعارضة والنظام. وهذه ليست كلماتي، إنها كلمات بيان جنيف الصادر في حزيران/يونيو 2012، والمعروف باسم جنيف 1. وفي ذلك البيان، وقّعت الولايات المتحدة وهيئات تمثيلية أخرى من بلدان عديدة، بما في ذلك روسيا، على بيان يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
إن ما قمنا به اليوم كان زيادة التزامنا بعقد مؤتمر جنيف لغرض محدد هو تنفيذ بيان جنيف 1. لقد اتفقنا اليوم على زيادة مساعداتنا المنسقة للمعارضة، بما في ذلك ائتلاف المعارضة السورية- الممثل الشرعي للشعب السوري. كما التزمنا أيضًا ببذل المزيد من الجهود لمساعدة الشعب الشجاع الموجود على الأرض في سوريا. وكذلك اتفقنا على توجيه المساعدات العسكرية حصرًا من خلال المجلس العسكري الأعلى، أي المساعدات المقدمة من تلك البلدان التي اختارت القيام بذلك أو تستطيع القيام بذلك، في الوقت الذي يقاتلون فيه– أي القتال على يد المجلس العسكري الأعلى للحد من نفوذ المتطرفين، لعزل المتطرفين، ولأجل تغيير التوازن على الأرض.
والآن وفيما تبذل جميع هذه الجهود بصورة متزامنة، فإننا على اقتناع، استنادًا إلى الاجتماع الذي عقدناه هنا اليوم، أن تلك الجهود المتزايدة سوف تخلق التآزر الخاص بها الذي سيساعد المعارضة على الاستمرار في أن تكون قادرة على التنامي بدرجة أقوى.
وحتى هذا التاريخ، التزمت الولايات المتحدة بتأمين قدر كبير من التمويل اللازم للجهود الإنسانية كما لجهود مساعدة المعارضة السورية. لقد أصبحنا الآن نقارب مبلغ بليوني دولار، وكانت النسبة الأكبر من هذا المبلغ، إذا جاز لي أن أضيف، على شكل مساعدات إنسانية. ونفتخر بأن تكون الولايات المتحدة أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية في سبيل مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة على الأرض.
لقد أعلن الرئيس أوباما مؤخرًا أن الولايات المتحدة ستقدم مبلغًا إضافيًا قدره 339 مليون دولار من المساعدات الإنسانية وذلك إضافة إلى ما يزيد عن بليون دولار دفعناهم حتى الآن.
ولكن لا يزال هناك شيء واحد واضح، وشيء واحد جرى توضيحه بدرجة أكبر في الاجتماعات التي عقدناها هذا الصباح: لا أعرف أية جهة، بما في ذلك الروس وغيرهم في هذه المنطقة ممن لا يشكلون جزءًا من مجموعة الدعم هذه، نعتقد أنه ليس هناك حل عسكري لهذا النزاع. فمن الواضح أن الجانبين سوف يستمران في القتال، والقتال، والقتال.
وفي نهاية المطاف، سيكون هناك عدد أكبر من الضحايا، من الناس الذين يعانون أكثر من غيرهم، وهم الشعب السوري نفسه، الذين يُطردون من منازلهم ويقتلون بفعل أكثر أشكال العنف وحشية، والذين باتوا يشكلون أثرًا عميقًا متزايدًا على البلدان المحيطة التي تتأثر حياة شعوبها نتيجة لتدفق اللاجئين إليهم. وفي اعتقادي واعتقاد معظم الناس أنه لن تنتهي هذه الحرب على أرض المعركة. سوف تنتهي من خلال التوصل إلى تسوية متفاوض عليها.
الممثل الخاص المشترك الإبراهيمي، والروس، ونحن اجتمعنا سوية وتشاورنا عن كثب في جهد لمحاولة تحديد المسار قُدمًا لعقد مؤتمر جنيف 2 بأسرع وقت عملي ممكن. ويقوم الممثل الخاص الإبراهيمي بإجراء أحكامه حول ذلك الآن. وسيكون هناك اجتماع، وستسمعون قريبًا من المعارضة السورية أيضًا. سوف يعقد الاجتماع خلال ما يزيد قليلاً عن أسبوع لكي تتخذ جمعيتهم العامة القرارات الخاصة بها، وبعد ذلك سيتم اتخاذ القرارات الأخرى فيما يتعلق بذلك الأمر.
ولكنني أعتقد أن مجموعة لندن 11 التي اجتمعت اليوم، والأوروبيين، والعرب، والأتراك، وأعضاء مجموعة الدعم هذه، اجتمعوا سوية واتفقوا جميعًا على أنه لا بد من أن نحاول الوصول إلى طاولة المفاوضات، وأن نحاول إنقاذ الأرواح، ونحاول إنقاذ دولة سوريا نفسها.
البديل الوحيد لتسوية متفاوض عليها، هو مواصلة عمليات القتل، إن لم يكن زيادتها. لقد رأينا أطفالاً يقتلون بالنابالم. لقد رأينا طلاب جامعات يتعرضون لقذائف المدافع وهم على مقاعد دراستهم. لقد رأينا مستشفيات، المفروض منها أن تعتني بالناس، تتحوّل إلى أهداف عسكرية. هذه بالفعل مأساة، وهي تشكل الآن أحد أعظم المآسي على وجه هذا الكوكب، وتستحق تركيز اهتمام كل واحد منّا جميعًا وبأن نبادر إلى محاولة التوصل إلى وضع حد لها.
نعتقد بأن مسار الحرب سوف يسفر بكل بساطة عن انهيار الدولة السورية. سوف يفضي إلى قيام مجموعات متطرفة وإلى نشوء التطرف بالذات. سوف يؤدي إلى تدفق المزيد من اللاجئين عبر الحدود ويضاعف الضغوط الجاثمة على كاهل الدول المحيطة ويزيد من زعزعة استقرار المنطقة، ويؤدي في نهاية المطاف إلى تفكك الدولة السورية. إن كل ذلك يجعل من هذا التحدي تحديًا عالميًا، تحديًا دوليًا ذا أبعاد جسيمة للغاية.
ولهذا السبب نحن هنا. لهذا السبب جئنا إلى لندن اليوم- لإظهار دعمنا للمعارضة المعتدلة ولتهيئة الظروف اللازمة للتسوية التي يمكنها تنفيذ بيان جنيف ووضع حد لسفك الدماء. إن مهمتنا كإحدى عشرة دولة تشكل المجموعة الأساسية لأصدقاء سوريا هي بذل كل ما في وسعنا لمساعدة المعارضة كي تتمكن من توحيد صفوفها، وتتخذ موقفًا قويًا موحدًا، وتشكل هيئة تمثيلية موحدة في جنيف كي يتمكنوا من التفاوض بفعالية.
إن الاتفاقية التي أفضت إلى قرار قوي وغير مسبوق من مجلس الأمن الدولي حول إزالة الأسلحة الكيميائية السورية– والتي هي في الحقيقة مفهوم طُرح أولاً هنا من على هذا المنبر وفي هذه القاعة بالذات- أصبحت تلك المبادرة خطوة مهمة جدًا إلى الأمام في هذا الجهد الشامل. ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية باتت تحقق تقدمًا الآن على الأرض من خلال تحديد مواقع الأسلحة والمواد الكيميائية السورية وتدمير معدات مزجها وتعبئتها.
ينبغي على الجميع هنا أن يسألوا أنفسهم، إذا كان ممكنًا لنا التوصل إلى اتفاقية على الأرض للدخول إلى مجتمعات أهلية ومصادرة أسلحة كيميائية، لماذا لا يمكننا فعلاً أن نضع أيضًا أناسًا على الأرض هناك يستطيعون الدخول إلى البلاد وتقديم الطعام والدواء للناس الذين يعانون من المجاعة ويقضون نحبهم بسبب عدم توفر الطعام. إننا بالتأكيد نملك القدرة على القيام بذلك، وهذا شيء سوف نركز اهتمامنا عليه بصورة متزايدة في الأيام المقبلة.
لقد قدمت الولايات المتحدة أيضًا سيارات مدرعة إلى الأمم المتحدة لدعم جهودها وجهود منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في عملية التحقق وتدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا، وسوف نستمر في استكشاف طرق لبذل المزيد من تلك الجهود.
إنما علي أن أقول لكم جميعًا، لا يمكننا التوقف عند هذا الحد. إن إزالة الأسلحة الكيميائية لا يزيل الأزمة ولا يزيل الكارثة الإنسانية التي تتكشف أمام أعين العالم، ولا يغيّر الوضع بالنسبة للناس الموجودين تحت نيران مدفعية أو قنابل الأسد، أو طائراته، وصواريخ سكود التي يملكها. إن الأسد يواصل نشره للصواريخ البالستية والأسلحة التقليدية الأخرى، ويستخدم قواته الجوية التي تمطر الرعب على شعب بلاده. إن هؤلاء الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال يتضوّرون جوعًا، كما ذكرت قبل لحظة، في حين يستمر نظام الأسد في منع وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
لذا لا أعتقد أن بالإمكان توضيح ما هو على المحك أكثر من ذلك: إن قتل أكثر من مئة ألف إنسان، من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، وزعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها، وتشريد الملايين من الناس داخل سوريا، وتوليد الملايين من اللاجئين خارج سوريا، واحتمال تدمير بلد جميل وعريق بالكامل بسبب العنف الطائفي والتطرف، إن ذلك هو الذي على المحك هنا. ولهذا السبب التزمنا نحن الدول الإحدى عشرة بالسعي إلى كل الطرق المتاحة لوضع حد لهذا النزاع المأساوي.
أريد أن أنهي كلمتي بالقول إن بيان جنيف هو أكثر من مجرد إضبارة من الورق، ولا ينبغي أن يشكل مستوى من الدبلوماسية يمكن وضعه طي النسيان. إنه خارطة الطريق التي ستؤدي إلى مستقبل جديد، إنه المستقبل الذي يستطيع وضع حد لسفك الدماء في سوريا، ويقدر على التصدي للكارثة الإنسانية، ويخلّص البلاد من المجموعات والمنظمات المتطرفة العنيفة. هذا هو هدفنا.
إن ما نسعى إليه هو سوريا الموحدة والتعددية، دولة تمثل جميع تطلعات شعبها، دولة تحمي الأقليات والأغلبية على حد سواء، تحمي جميع الأديان، وجميع وجهات النظر، وجميع السياسات، وجميع الانتماءات الطائفية – الأكراد، والمسيحيين، والدروز، والإسماعيليين، والعلويين، وأية أقلية أخرى ينبغي حمايتها. إذن، هذا هو هدفنا. هذا هو ما أتى بنا إلى هنا. إننا في خضمّ أيام تتسم بالأهمية نظرًا لكونها تحاول جعل مؤتمر جنيف يؤتي ثماره. إنني أعتقد أن بإمكاننا تحقيق ذلك، وسوف نستمر في الدفع قُدمًا إلى أن يتحقق ذلك.
وبعد هذا يسعدني أن أجيب على أية أسئلة.
السيدة بساكي: السؤال الأول من مايكل غوردون في صحيفة نيويورك تايمز.
سؤال: سيدي، إن أحد الأغراض المعلنة للاجتماع هنا اليوم كان دعم المعارضة السورية المعتدلة، وكما يذكر البيان بالتأكيد زيادة الدعم لتلك المعارضة، ولكن لا توجد تفاصيل محددة. هل يمكنك إخبارنا على وجه التحديد ما الذي سيُقدم من الدعم الملموس– المالي أو العسكري أو العتاد- إلى المعارضة كنتيجة مباشرة لاجتماع هذا اليوم؟
وثمة سؤال مرتبط بذلك هو أن البيان يدرج مجموعة من إجراءات بناء الثقة، كالممرات الإنسانية أو إطلاق سراح الأشخاص الذين اعتقلوا بصورة تعسفية. هل ستتخذ أي من هذه الخطوات قبل انعقاد مؤتمر جنيف 2، أم أنها أهداف بعيدة المدى لتكون تتويجًا لتلك المفاوضات؟
وأخيرًا، هل جميع فئات المعارضة المعتدلة التزمت بحضور جنيف 2؟ ينص البيان بوضوح على أنه لا يوجد أي دور للأسد في الهيئة الانتقالية، ولكن قد يستغرق ذلك وقتًا طويلاً قبل أن تتشكل مثل هذه الهيئة بما أنها تخضع للتوافق المتبادل. وفي الواقع، فإنها قد لا تحصل أبدًا. وقد طلب أشخاص مثل السيد الجربا وآخرون اتخاذ التزام صريح بأن يكون الأسد قد ذهب قبل حضورهم. هل وافقت جميع أطياف المعارضة المعتدلة على الحضور؟ وإن لم يكن الأمر كذلك، ما الذي ستقومون به لإقناعهم على الحضور؟
وزير الخارجية كيري: حسنًا، دعني أوضح الأمر. دعني أكون واضحًا تمامًا. لم تذكر المعارضة بأنه ينبغي على الأسد الذهاب قبل هذه المفاوضات. ليس هذا ما يقولونه. كانت هذه هي الصيغة التي اتفقت عليها هذه العملية قبل أن أذهب إلى روسيا في شهر أيار/مايو الماضي حين التقيت بالرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف، واتفقنا على أن علينا الوصول إلى مؤتمر من أجل إجراء المناقشات والتوصل إلى اتفاق متبادل. لا يمكنك الوصول إلى اتفاق متبادل إذا لم تكن تتحدث إلى أية جهة أخرى. لن تكون هناك تبادلية. ولن تكون هناك إمكانية للتوافق.
وبالتالي، فإن الحقيقة هي أن عليك أن تنخرط في المناقشة ومن ثم ترى. ما قالته المعارضة إنه شرط لديهم هو نيتهم برؤية الأسد يذهب، وهو في الحقيقة ما سيحدث إذا تمّ تنفيذ جنيف 1. يتوقع بيان جنيف 1 تشكيل حكومة انتقالية بالموافقة المتبادلة وتملك سلطة تنفيذية كاملة. لا يوجد أي إنسان في العالم يعتقد أن المعارضة سوف تعطي الموافقة للأسد بأن يكون جزءًا من ذلك. والآن، يستطيع الأسد أن يضع فيتو أيضًا على مشاركة آخرين.
وبالتالي فإن العقدة هنا تكمن في العثور على الناس الذين يكونون مقبولين من كلا الجانبين، والذين يحظون باحترام الشعب السوري، ويكونون قادرين على إدارة حكومة انتقالية تتيح للشعب السوري اختيار مستقبلهم بأنفسهم. ولكن هناك شيئًا واحدًا مضمونًا: ليست هناك أية طريقة في أن يؤدي التوافق المتبادل إلى شمل بشار الأسد. وموقف الولايات المتحدة لم يتغير بهذا الخصوص. ونعتقد أنه فقد كل شرعيته، كامل قدرته على حكم البلاد، وبالتالي فإن من الصعب أن نتصور أي حل أو قرار يحدث بأي طريقة أخرى.
والآن، من الواضح أن لديه خططًا مختلفة. ونحن نفهم ذلك. ولكن الروس قالوا بأنه يقبل جنيف 1، وقال الروس بأنهم سوف يتأكدون من أن يكون النظام ممثلاً هناك ويتفاوض بنية حسنة. ونحن نتقبل التصريحات الروسية بمسمّياتها، ونتوقع منهم أن يكونوا هناك وأن يتفاوضوا بنية حسنة. لقد أبلغتنا المعارضة في الماضي عن نيتها القيام بذلك، ولكن عليهم أن يتخذوا قرارهم وفق شكلهم الجديد خلال حوالى أسبوع من الآن عندما يجتمعون في جمعيتهم العامة، ولن يقوم أي واحد منا بالحكم مسبقًا أو بفرض شروط مسبقة حول ما سوف يختارون القيام به خلال تلك العملية.
السيدة بساكي: السؤال التالي من جوناثان روغمان من القناة الإخبارية 4.
سؤال: السيد كيري، من المعلوم أن الدبلوماسيين السعوديين سوف يحدّون من مستوى تعاملاتهم مع واشنطن احتجاجًا على ما يعتبرونه عدم اتخاذ أي إجراء بشأن سوريا. ما الذي قاله لك وزير الخارجية السعودي حول ذلك؟ هل هذا تصدع خطير في علاقتكم مع حلفائكم السعوديين؟
وثانيًا، هل تعتقد أن هذا المؤتمر في جنيف سوف يحصل في الشهر المقبل أم لا، أم أن التوقعات قاتمة كما هي حال الطقس البريطاني اليوم بامتياز؟ ( ضحك).
وزير الخارجية كيري: أعتقد أن الطقس جميل جدًا في الخارج بالفعل. ولا يبدو أنه قاتم بهذا القدر. أولاً الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، أبلغني يوم أمس في الاجتماع الذي عقدناه في باريس– عقدنا في الواقع اجتماعين- ومرة أخرى هذا اليوم- أن المملكة العربية السعودية سوف تشارك، وسوف تعمل وتتعاون معنا. وقد وقّعت المملكة العربية السعودية اليوم على هذا البيان وكانت جزءًا من صياغته وفي المناقشات التي أجريناها اليوم.
لذلك كل ما يمكنني قوله لكم هو إن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة متفقتان على قدر كبير من الأمور لناحية المضي قُدمًا. ونحن نعمل بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية بشأن مجموعة من القضايا الإقليمية والسياسية والأمنية، بما في ذلك سوريا، وإيران، والسلام في الشرق الأوسط، ومصر. ولا زلنا نعمل معهم حول تلك القضايا. إننا نعرف أن السعوديين شعروا بالإحباط فعلاً لأن الضربة العسكرية لم تحدث وكانت لديهم تساؤلات حول بعض الأشياء الأخرى التي يمكن أن تحدث في المنطقة. ومن واجبنا العمل عن كثب معهم، كما أفعل أنا الآن. لقد طلب مني الرئيس المجيء إلى هنا وإجراء المحادثات التي أجريناها. وأعتقد أنها كانت بناءة جدًا جدًا. وإنني مقتنع بأننا نسير على نفس الدرب فيما نمضي قدمًا إلى الأمام، وأتطلع قُدمًا إلى العمل بشكل وثيق للغاية مع أصدقائنا وحلفائنا السعوديين.
سؤال: هل سينعقد المؤتمر في الشهر المقبل؟
وزير الخارجية كيري: أعتقد أن المؤتمر يمكن أن يُعقد في الشهر المقبل. وآمل أن يحدث ذلك في الشهر المقبل. وقد أعربنا، وزير الخارجية لافروف وأنا، خلال محادثاتنا مع مسؤولي الأمم المتحدة عن آمالنا بإمكانية عقده في الشهر المقبل. ولكن من الواضح أن هناك جهات فاعلة أخرى، ولن نستمر في الجلوس هنا وليس لدينا الحق في اتخاذ القرار نيابة عن جهات فاعلة أخرى. إنهم مستقلون، وعليهم ممارسة حقهم الخاص.
لدى المعارضة سلسلة من الخطوات التي ستتخذها. إننا نحترم تلك الخطوات. سوف نسمع من الرئيس الجربا. ونحن نحترم العملية التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرار بشأن كيفية الجلوس إلى طاولة المفاوضات، في حال جاؤوا إلى طاولة المفاوضات. ولكنني واثق أنه في نهاية المطاف سوف تقرر المعارضة أن ذلك يصب في مصلحتها. يمكنك أن تكسب على طاولة المفاوضات الأشياء التي قد تستغرق وقتًا أطول والكثير من الخسائر في الأرواح، والكثير من سفك الدماء، ومن التدمير المحتمل أكثر مما تستطيع كسبه في ساحة المعركة. لذلك اعتقد أنهم يرون ذلك. وأعتقد أنهم يرون شيئًا إيجابيًا جدًا في ذلك، وأملنا هو أن يستطيع هذا المؤتمر أن يبدأ.
لن يكون ذلك سهلاً على الإطلاق. لا أريد أن أقترح على أي شخص موجود هنا بأن عليه أن يقول نعم لمجرد أن الجميع يقولون نعم لعقد المؤتمر وثم نذهب إلى الاجتماع، إن ذلك لن يكون سهلاً. إنه ليس كذلك. بيدَ أن من الأفضل بكثير أن تكون موجودًا على تلك الطاولة، وتعمل دبلوماسيًا، تضع الأسس، وإطار العمل، وتسمح للدول بأن تأتي إلى طاولة المفاوضات وتساعد في العمل حول ما يريدونه بشأن كيفية تمكننا من حل هذه الأزمة. وسيكون عملاً غير مسؤول من جانبنا إذا سمحنا لمثل هذا التشويه وهذه الفوضى أن يتناميا على حساب الشعب السوري والمنطقة ككل بينما لا نفعل نحن أي شيء. من الواضح أن ذلك أمر غير مقبول. وبالتالي فإن أفضل شيء نفعله هو محاولة الوصول إلى تلك الطاولة، وهذا ما نحاول تحقيقه.
السيدة بساكي: لارا جايكس، من الاسوشيتد برس.
سؤال: شكرًا. أود أن أعود إلى الوراء إلى بعض تعليقاتك حول المسألة السعودية. هل يمكنك مقارنة ما حصلت عليه من الأمير (سعود) الفيصل يوم أمس مع ما نقل عن لسان الأمير بندر اليوم في وصفه لهذا الخلاف؟ يبدو وكأنك لا تعتقد بأن ذلك - يوشك أن يتحول إلى تبديل دائم أو مشكلة دائمة وقضية سياسية بين السعودية والولايات المتحدة. ولكن كيف تجيب على وجه التحديد على بعض المسائل التي لدى السعوديين حول السياسة الأميركية، وتحديدًا، أن الولايات المتحدة– انهم يقولون إن الولايات المتحدة لم تفعل شيئًا يذكر لدعم المعارضة السورية. ويقولون إن الولايات المتحدة اختارت الحصان الخطأ في مصر عندما عملت مع الإخوان المسلمين. ويمكنهم القول–
وزير الخارجية كيري: عندما فعلت ماذا؟
سؤال: عندما تعاونت مع جماعة الإخوان المسلمين، عندما عملت الولايات المتحدة مع الإخوان المسلمين. وانهم يقولون بأنهم يخشون من أن واشنطن تقوم بعقد صفقة مع إيران قد تلحق الضرر بالمصالح السعودية.
وزير الخارجية كيري: حسنًا، انني ملم جدًا بمخاوفهم. وكما أقول، لقد أمضيت عدة ساعات ممتعة، وبناءة جدًا جدًا يوم أمس مع سمو الأمير سعود الفيصل.
لقد ناقشنا كل واحدة من هذه الأشياء، وشرحت بالضبط موقف الولايات المتحدة حول كل تلك الأمور، وما نفكر به حول كل هذه القضايا. وسوف نستمر في التشاور مع أصدقائنا السعوديين، كما كنا نفعل ذلك دائمًا في الماضي. وأعتقد – أعتقد أن الأمير سعود وأنا غادرنا ذلك الاجتماع بشعور قوي بأننا متفقون حول ما هو مهم لكلينا وكيف سنستمر في العمل سوية من أجل تحقيق غاياتنا وأهدافنا معًا.
والآن، رأيت التعليقات التي نُشرت هذا اليوم. لقد تمّ طباعتها قبل عدة أيام، قبل أن تحصل هذه المحادثة. أعتقد أن على الناس أن يتلمسوا الأساس والحصول على ذلك النوع من الشعور - من الأمير سعود نفسه، الذي هو وزير الخارجية، حول ما يراه هو بالضبط.
ولكنني سوف أقول لك، إنه فيما يخص مصر فإن كلا بلدينا يريد رؤية العودة الناجحة إلى حكومة ديمقراطية حاضنة للجميع مع تحقيق تقدم في خارطة الطريق التي حددتها الحكومة المؤقتة. ونحن نريد أن نرى ذلك. وفي حين، نعم، انخرطت الولايات المتحدة دبلوماسيًا مع الحكومة السابقة، فإن تلك الحكومة السابقة انتخبها الشعب المصري، وأقسمت اليمين الدستورية. ونحن لدينا مصالح في المنطقة تجبرنا على إجراء تعامل من حكومة إلى حكومة. لكننا نفهم تمامًا فشل تلك الحكومة، ونفهم تمامًا بعض المشاعر العميقة الجذور المتعلقة بالإخوان المسلمين في تلك المنطقة. وأعتقد أن الولايات المتحدة قادرة تمامًا على التفريق بين أسسها الفلسفية وقيمها الخاصة وضرورة التعامل من حكومة إلى حكومة فيما يتعلق بالأمن، وعملية السلام، وسيناء، وغيرها من القضايا ذات الأهمية القومية بالنسبة لنا.
أما على صعيد السلام في الشرق الأوسط، فقد كانت المملكة العربية السعودية ولا تزال شريكًا ذا أهمية حاسمة. بالأمس فقط، أعدنا مجددًا التأكيد على التزام السعودية- التزام السعودية بمبادرتها الخاصة، وهي مبادرة مهمة جدًا. إنني أثنى على وصف الأمير سعود - لرؤيته وعلى الرؤية السعودية للسلام الذي ينتظر إسرائيل، شرط أن تتمكن من تحريك هذه العملية، التي التزموا هم بها، وكانوا إلى حد كبير جزءًا كبيرًا منها. إننا نستطيع تحريك ذلك إلى الأمام. إنهم شريك في هذا الجهد من خلال دورهم في الجامعة العربية، فضلاً عن صياغتهم بالأصل لمبادرة السلام العربية.
وبالإضافة إلى ذلك، إننا نتشارك- المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تتشاركان تقريبًا مع كل بلد آخر في المنطقة القلق البالغ إزاء البرنامج النووي الإيراني وتأثيره على المنطقة. لقد أجرينا مناقشة صريحة للغاية يوم أمس حول ذلك. وأعتقد أنهم يدركون تمامًا ما تقوم به الولايات المتحدة، وأعدت التأكيد مجددًا على التزام الرئيس أوباما بأنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وكررت موقفنا في أي مفاوضات أجريناها بأن أعيننا كانت مفتوحة على وسعها، وأن الأعمال هي التي ستقول لنا، وليس الكلمات، وليس أن التوصل إلى أي اتفاق سيكون أفضل من عدم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق.
لذلك أعتقد أن هناك فهمًا واضحًا في علاقتنا المستقبلية، ولدي ثقة كبيرة بأن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستظلان صديقتين وحليفتين وثيقتين ومهمتين لإحداهما الأخرى كما كانتا دومًا.
السيدة بساكي: السؤال الأخير هو من مينا العريبي.
سؤال: شكرًا لك. مينا العريبي، من صحيفة الشرق الأوسط، الوزير كيري، أردت أن أسألك حول هيئة الحكم الانتقالية. بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق حول ذلك، فإن ما تعنيه أنها ستملك سلطات تنفيذية كاملة. ولكن هل سيكون من الممكن للرئيس الأسد أن يبقى رئيسًا، ويسلم بعض السلطات، ومن ثم يرشح نفسه للانتخابات كما تحدث عن ذلك يوم أمس، وكما يتحدث مرارًا وتكرارًا؟ ويقول البيان إن ذلك لن يكون عملية مفتوحة. هل ترى إطارًا زمنيًا لها؟
وإذا جاز لي أن أسألك حول إيران: منذ اجتماعك مع وزير الخارجية ظريف، هل رأيت أن الإيرانيين أصبحوا أكثر إيجابية فيما يتعلق بسوريا؟ شكرًا لك.
وزير الخارجية كيري: حسنًا، في ما يتعلق بسوريا؟ حسنًا، لم تكن سوريا موضوعًا لمحادثاتنا. كان موضوع محادثاتنا برنامجهم النووي. لذلك –
سؤال: (خارج الميكروفون)
وزير الخارجية كيري: لم نرَ تغييرًا كبيرًا في تلك الفترة من الزمن فيما يخص سوريا. وغني عن القول، أنه سيكون ذلك بالتأكيد موضع ترحيب وانه سيشكل إشارة مهمة جدًا فيما يتعلق بحسن النية بالنسبة لحل القضايا الإقليمية وإظهار الرغبة في تأمين الاستقرار غير مجرد العمل كالمعتاد. لذلك كنا سوف نرحب بذلك بالتأكيد، لكن ذلك لم يكن موضوع المحادثات، وأريد أن أشدد على ذلك. لقد تحدثنا بصورة حصرية حول كيفية المضي قدمًا فيما يتعلق بالمفاوضات النووية.
أما فيما يتعلق بالأسد والإطار الزمني، إن هذا البيان يعني ما يقوله. ولغته واضحة جدًا. اللغة تقول أنه لا ينبغي حصول أي تأخير في هذه العملية، وبأنها لن تكون مفتوحة، وأنه ينبغي أن تكون، في حال كنت تعمل بنية حسنة، أن تكون قادرًا على إكمالها في غضون أشهر، خلال فترة بضعة أشهر. الآن، يمنحك هذا إطارًا زمنيًا.
وأعتقد أنه سيكون من الخطأ الحكم على ذلك مسبقًا. سوف نعرف ما إذا كانوا جادين خلال وقت قصير جدًا. ليس من الصعب معرفة ما إذا كنت جادًا في تشكيل حكومة انتقالية، واعتقد أنه في وقت مبكر جدًا سوف نتمكن من معرفة ما إذا كانوا سيقدمون أناسًا حقيقيين يملكون القدرة الفعلية للقيام بما يمكن أن يكون مقبولاً بصورة شرعية من كلا الجانبين، بدلاً من تقديم أناس أياديهم ملطخة بالدماء وهم مجرد تكملة مستمرة لنظام الأسد نفسه. ولذا فإن ذلك لن يكون من الصعب تبيانه.
وأخيرًا، فيما يتعلق بالأسد نفسه واستمراره في الحكم، فإن السؤال الذي طرحته، ينبغي على الأطراف أن تتفاوض حوله. وليس المطلوب منا أن نحدد ذلك مسبقًا. والمفتاح هو أنه سيكون لديك السلطة التنفيذية الكاملة التي سوف تنتقل إليك.
وهذا يعني أنك لا تتلاعب، وأن هناك أحدًا يسحب الخيوط من خلف الكواليس، وبأن الناس الموجودين هناك يتحركون بصورة شرعية باسم جميع السوريين ولحماية جميع السوريين وإرسال رسالة بأنهم سيجرون انتخابات نزيهة وحرة وشفافة وخاضعة للمساءلة، وستتوفر الإمكانية لوصول جميع الناس إليها وسيكونون قادرين على اختيار مستقبل سوريا. هذا هو المعيار.
وضمن هذا المعيار، سوف يتعين على الأطراف أن تقرر. نحن – ليس ذلك قرار نتخذه نحن.
ينبغي وجود طرفين للتفاوض. وسوف يكون هناك آخرون، إنما سيجري التفاوض من قبل المعارضة الممثلة بوفد واحد، ومن بين صفوف المعارضة السورية، وهم الذين سيجلبون آخرين معهم، ولكن لن يوجد سوى طرف واحد من كل جانب، وهم سوف يتخذون ذلك القرار.
السيدة بساكي: شكرًا لكم جميعًا.
وزير الخارجية كيري: شكرًا جزيلاً لكم جميعًا. من الجيد أن أكون معكم. شكرًا لكم.