أكد عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الحرص على استمرار الحوار بين الجميع، وقال جلالته: «البحرين للجميع، وقضايانا الوطنية لا تعالج إلا بالحوار المتزن القائم على المسئولية الوطنية».
جاء ذلك لدى تفضل جلالته، أمس الأربعاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) فشمل برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وقال جلالته: «إن هذه المناسبة الوطنية العزيزة التي نحتفي بها كل عام، تعيد إلى أذهاننا ما أكدنا عليه قبل اثني عشر عاماً، في أول خطاب لنا أمام أول سلطة تشريعية في عهدنا، بأن هذه التجربة البحرينية الأصيلة ستبقى منفتحة على العالم، مواكبة لتقدمه، لكنها لن تستوحي توجهاتها من أي مصدر غريب عنها، وستبقى متقبلة لكل رأي واجتهاد آخر مادامت الآراء مرتبطة بتراب هذه الأرض ومحافظة على نقائها الوطني في الروح والتوجّه والولاء الخالص للبحرين أولاً وأخيراً ونابعة من الداخل».
المنامة - بنا
قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة: «إن البحرين للجميع، وقضايانا الوطنية لا تعالج إلا بالحوار المتزن القائم على المسئولية الوطنية»، مخاطباً جلالته المجلس الوطني «وفي هذا الوقت الذي تستمر فيه حواراتنا الوطنية؛ فإن مجلسكم التشريعي سيظل الركن الأساسي في مسيرتنا الإصلاحية».
وأكد جلالة الملك أن البحرين ستظل في تطور ونمو مستمر، وبعزيمتنا وحرصنا على تطوير مكتسباتنا الاقتصادية حقق اقتصادنا الوطني نسبة متقدمة تعكس القدرة في المحافظة على السمعة الطيبة التي تتمتع بها البحرين عالمياً، وسنشهد في الفترة المقبلة المزيد من الاستثمار في مختلف المجالات، وخصوصاً في قطاع الطاقة.
جاء ذلك خلال افتتاح جلالته دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى أمس الأربعاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2013)، وذلك بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وفيما يلي نص خطاب جلالته:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الاخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الموقرين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نفتتح معكم اليوم دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث للمجلس الوطني، منطلقين معاً على طريق التطوير والإصلاح. الطريق الذي آمنا به والتزمناه بمحض إرادتنا منذ تسلمنا شرف أمانة الحكم، تأكيداً على أحقية شعبنا بالمشاركة في إدارة شئونه، وممارسة حقوقه الدستورية.
إن هذه المناسبة الوطنية العزيزة التي نحتفي بها كل عام، تعيد إلى أذهاننا ما أكدنا عليه قبل اثني عشر عاماً، في أول خطاب لنا أمام أول سلطة تشريعية في عهدنا، بأن هذه التجربة البحرينية الأصيلة ستبقى منفتحة على العالم، مواكبة لتقدمه، لكنها لن تستوحي توجهاتها من أي مصدر غريب عنها، وستبقى متقبلة لكل رأي واجتهاد آخر ما دامت الآراء مرتبطة بتراب هذه الأرض ومحافظة على نقائها الوطني في الروح والتوجّه والولاء الخالص للبحرين أولاً وأخيراً ونابعة من الداخل، حيث إن الإصلاح والتنمية وتحقيق الحياة الأفضل لكل فرد في هذا الوطن يجب أن يبقى الهدف الأسمى الذي نعمل من أجله دائماً، ولا يغيب عن نظرنا في أي وقت من الأوقات ومهما كانت الظروف.
ولتحقيق ذلك، بدأنا بالتسامح وبالعفو الشامل عن من في الداخل أو في الخارج دون قيد أو شرط، وبحسب الصلاحيات التي أقرها الدستور والقانون، لنبدأ صفحة جديدة سطرها الميثاق الوطني، ودعونا المواطنين إلى أن يعبروا عن تطلعاتهم وآرائهم بحرية وبجميع الوسائل القانونية، وأن يمارسوا حقوقهم السياسية علناً لا سراً، ويشكلوا مؤسساتهم وجمعياتهم التي تعينهم على ذلك حسب الميثاق والدستور والقوانين، ولله الحمد والشكر فقد سخر لهذه الأرض الطيبة رجالاً ونساء مخلصين يقدّرون التحولات الكبيرة الإيجابية في بلادنا، وما أنعم الله سبحانه به علينا من إرادة وطنية حققت انتصاراً قوياً على من أراد المس بقيمنا ووحدتنا الوطنية والإخلال بالأمن، حيث إن وحدتنا الوطنية والتوافق الوطني ركن أساسي للاستقرار، الذي يؤدي إلى مزيد من التطوير والإصلاح: «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ» صدق الله العظيم، وستبقى راية البحرين بإذن الله راية عربية مسلمة خفاقة جيلاً بعد جيل، نهجها التسامح والتعايش مع مختلف الطوائف منذ أمد بعيد، وقد تأصل هذا النهج في حياتنا اليومية، وتم التأكيد عليه في دستورنا وقوانيننا، وسيبقى مبدأ الحوار من أجل التوافق الوطني حاضراً بيننا بعون الله، تيمناً بقوله تعالى: «وَاَّلذِينَ استَجَابُوا لِرَبِّهِم وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمرُهُم شُورَى بَينَهُم وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ، واَلَّذِينَ إذَا أَصَاَبَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ» صدق الله العظيم.
الإخوة والأخوات،
إن مجلسكم الموقر سبق وأن تحمل بكل أمانة وصدق تحويل مرئيات حوار التوافق الوطني إلى واقع ملموس من خلال تعديلات دستورية وأدوات تشريعية ساهمت في تطوير تجربتنا الديمقراطية، وزيادة الصلاحية الرقابية للمجلس المنتخب، وتفعيل مبدأ المساءلة السياسية، ودعم الاستقلال المالي والإداري للسلطة القضائية. فلكم منا جميعاً الشكر والتقدير على إنجازاتكم الكبيرة.
وهنا نستذكر بكل تقدير، وقفتكم الوطنية المشرفة ضد الإرهاب والتطرف والمحرضين عليه، ورفضكم القاطع للتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، فكان اجتماع المجلس الوطني الأول الذي دعونا إليه برغبة منكم اجتماعاً تاريخياً، وجاءت توصياتكم معبرة عن استراتيجيتنا للدفاع والأمن الوطني في المرحلة المقبلة من مسيرتنا الوطنية.
وفي هذا الوقت، الذي تستمر فيه حواراتنا الوطنية، فإن مجلسكم التشريعي سيظل الركن الأساسي في مسيرتنا الإصلاحية، مؤكدين حرصنا على استمرار الحوار بين الجميع، فالبحرين للجميع، وقضايانا الوطنية لا تعالج إلا بالحوار المتزن القائم على المسئولية الوطنية. وبفضل الله سبحانه ومنته فإن البحرين ستظل في تطور ونمو مستمر، وبعزيمتنا وحرصنا على تطوير مكتسباتنا الاقتصادية حقق اقتصادنا الوطني نسبة متقدمه تعكس القدرة في المحافظة على السمعة الطيبة التي تتمتع بها البحرين عالمياً، وسنشهد بإذن الله في الفترة المقبلة المزيد من الاستثمار في مختلف المجالات، وخصوصاً في قطاع الطاقة.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل للحكومة الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي العم العزيز الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبمساندة الابن البار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله، على عملهما الدءوب لتحقيق تطلعات شعبنا في التقدم والبناء، وحفظ الأمن والاستقرار، والنهوض بمستوى الخدمات، ورفع معدلات النمو في جميع المجالات. وعلى ما تم إنجازه من تنفيذ ومتابعة مستمرة لتوصيات مجلسكم الوطني.
وشكر خاص لرجالنا المخلصين في قوة دفاع البحرين والأمن العام والحرس الوطني على سهرهم وإخلاصهم وتفانيهم في حفظ الأمن والاستقرار، وصيانة منجزات هذا الوطن وشعبه الكريم، كما نقدر ما قدموه ويقدمونه من تضحيات جسام من أجل البحرين وأهلها.
ختاماً، ومن هذا المنبر، ندعو الله سبحانه وتعالى أن ينعم علينا وعلى دولنا العربية والإسلامية الشقيقة والعالم أجمع، بالاستقرار والأمن والأمان والطمأنينة لشعوبنا كافة، وأن يصرف عنا وعنهم عبث العابثين من أهل التطرف والإرهاب.
ولا ننسى في خضم الأحداث التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية، قضيتنا الرئيسية الأولى فلسطين ومعاناة شعبها، مؤكدين وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني في مطالبه المشروعة، ومساندين الجهود المتواصلة من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل ودائم، وذلك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، وما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني الشقيق.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ مملكتنا الغالية البحرين، وسائر بلاد العرب والمسلمين، وأن يؤلف بين قلوبنا، وأن يديم علينا وحدتنا وأخوتنا، وينشر علينا رداء السلم والأمن والاطمئنان، ويوفق هذا البلد إلى كل خير وصلاح، إنه سميع مجيب الدعاء،
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العدد 4065 - الأربعاء 23 أكتوبر 2013م الموافق 18 ذي الحجة 1434هـ