شاركت مملكة البحرين - ممثلة بهيئة الحكومة الإلكترونية - في النسخة الثانية من المنتدى العالمي للحكومات الإلكترونية والمعرض المصاحب الذي استضافته جمهورية كوريا الجنوبية بتنظيم من وزارة الإدارة العامة والأمن وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA) وبالتعاون مع المعهد الدولي لتكنولوجيا البرمجيات(UNU -IIST) التابع لجامعة الأمم المتحدة، على مدى يومين خلال الفترة من 22 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2013م، حيث بحث المنتدى أبرز التجارب الدولية للتحول إلى المجتمع الذكي وكيفية الاستفادة من المشتريات العامة لتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات لدعم الاقتصاديات الناشئة والدول النامية.
وحضر المنتدى نخبة من الخبراء من جميع أنحاء العالم بلغ عددهم ألف شخص بينهم أربعون وزيراً، وممثلون عن العديد من المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، والاتحاد الدولي للاتصالات وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وشارك الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية محمد على القائد كأحد المتحدثين الأربعة الرئيسيين في الملتقى، وقدم الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني للمنتدى (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) إلى جانب البروفيسور مون سوك اهن من جامعة كوريا حول أهمية الأنظمة الذكية على المستوى الدولي والمحلي للحكومات والمجتمع، ولفت خلال مشاركته إلى أهمية المؤشرات الدولية والاستفادة منها لمساعدة الدول لسرعة التحول والتطور في مجال الحكومات الإلكترونية وإدارة الخدمات العامة، مؤكداً أن مملكة البحرين حريصة على لعب دور فعال في تطوير المؤشرات الدولية واستخدامها كأدوات للتنمية وسرعة التحول التقني بدلا من الاكتفاء باستخدامها كأدوات للقياس والمقارنة بين الدول، وهي نظرة متطورة جدا أشاد بها جميع الحضور وما قدمته مملكة البحرين لمختلف المنظمات الدولية والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بحيث استطاعت المملكة أن تسجل بصمة بارزة في تطوير هذه المؤشرات الدولية المعنية بالحكومة الإلكترونية.
واستهل القائد في العرض الذي قدمه بموضوع "تصنيف الحكومات الإلكترونية من منظور عالمي" تعريف مفهوم الحكومة الإلكترونية والوسائط المستخدمة في تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتطرق إلى إيضاح حول الأهمية العالمية لتصنيف الحكومات الإلكترونية والتي تنبع من أهمية قياس الجاهزية الإلكترونية مقارنة بالدول الأخرى والحصول على تقييم محايد من خلال إطار عمل موحد لعملية التقييم والتعرف على الاتجاهات العالمية في مجال الحكومة الإلكترونية والحصول على تقدير واعتراف دولي لأفضل ممارسات الحكومة الإلكترونية، ثم قدم مقارنة بين مختلف الجهات الدولية التي تقدم مؤشرات معيارية لأنشطة متعلقة بالحكومة الإلكترونية وقطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
واستعرض بعد ذلك القائد الخلفية التاريخية لتصنيف الحكومات الإلكترونية وفئات هذا التصنيف، كما قارن بين مختلف مسوحات الحكومات الإلكترونية وأبرز الفوارق بينها، انتقل بعدها إلى شرح استخدامات تصنيف الحكومة الإلكترونية والتحديات التي تواجه عملية إجراء مسوحات الحكومة الإلكترونية، وركز القائد على عملية التصنيف كوسيلة للتحفيز والتنمية وربط هذا التصنيف بإستراتيجيات الحكومة الإلكترونية التي تتبعها مختلف الدول.
قدم بعدها محمد القائد شرحا موجزا عن وضع الحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين والجهود المبذولة لتطويرها من خلال إستراتيجية الحكومة الإلكترونية 2016 ،وتعاون هيئة الحكومة الإلكترونية مع إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA) واستضافة مملكة البحرين لمنتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة في يونيو/ حزيران 2013، وبدورها أشادت الأمم المتحدة بالتقدم الحاصل في البحرين والتنظيم المتميز لمؤتمر الأمم المتحدة الأخير في البحرين وعرضت فيديو عن فعالياته للحضور.
وأسفر منتدى الأمم المتحدة عن التوصية ببناء نظام إلكتروني يساعد الدول على قياس مدى تقدمها في مجال الحكومة الإلكترونية ذاتيا ومقارنة نتائجها ببقية دول العالم ومشاركة هذه النتائج مع الخبراء الأمميون للمساعدة في سرعة التحول التقني، وتم الإعلان المشترك من قبل مملكة البحرين وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA) أن هيئة الحكومة الإلكترونية بالبحرين ستقوم بتطوير النظام وتعميمه خلال العام القادم".
وأختتم القائد بتأكيده التزام مملكة البحرين بتقديم الدعم من خلال تجربتها المتميزة في مجال الحكومة الإلكترونية، وقال "نحن نسعى بكل جهد للوصول إلى أعلى مستوى من التقدم لوطننا ونؤمن بمسئوليتنا تجاه لعب دور فاعل في مساعدة الدول الأخرى ونقل خبراتنا إليها، ويشاركنا في هذا التوجه أشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذين أعلنوا من مملكة البحرين خلال يونيو/ حزيران الماضي عن مبادرة لتأسيس منصة معلوماتية لنقل التجربة الخليجية لمختلف دول العالم وتعزيز علاقتها بالمنظمات الدولية".
كما شارك القائد في اجتماع الطاولة المستديرة الوزاري الذي ضم رؤساء الوفود المشاركين في المنتدى، موضحاً أن "البحرين حرصت على المشاركة في هذه الفعالية التي تعد جزءاً من تبادل الخبرات الدولي المساهم في سد الفجوة بين الدول في مجال الحكومات الذكية وتقنية المعلومات والاتصالات تحقيقاً للأهداف الإنمائية للألفية في القيادة العالمية".
ولفت القائد إلى أن مملكة البحرين أبدت التزاما وتأييدا لبيان سيؤول الذي صدر عن منتدى العام الماضي والذي شدد على أهمية التعاون مع المنظمات الدولية والدول الأخرى لتعزيز التنمية في تقنية المعلومات والاتصالات.
وشاركت البحرين من بعدها في العديد من الفعاليات المتصلة بالموضوع كان من أبرزها استضافته المنتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013 الذي عقد تحت رعاية كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، حيث شارك في هذا المنتدى الذي يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط أكثر من 1000 شخص من كبار الشخصيات والمسئولين وصناع القرار ورجال الأعمال والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية.
وذكر القائد أن "يشرفنا جداً المشاركة في بناء (شبكة CIO العالمية)، ونحن نسعى جاهدين للوصول إلى أعلى مستوى من التقدم والتحول، ليس فقط لأمتنا ولكن أيضاً للعب دور فاعل في مساعدة ونقل خبراتنا إلى دول أخرى، وأن هيئة الحكومة الإلكترونية لن تألوا جهدا في المساهمة بخبراتها وممارساتها وتقديم المشورة من أجل الوصل إلى الأهداف المرجوة".
ودعا القائد المشاركين في اجتماع الطاولة المستديرة إلى زيارة مملكة البحرين لمعرفة المزيد عن هيئة الحكومة الإلكترونية، وهنأ القائمين على الحدث على نجاحه.