جسَّد طلبة الحقوق في جامعة البحرين ضحية ومسرحاً لجريمة جنائية في المعرض الجنائي الذي انطلقت فعالياته اليوم الأربعاء (23 أكتوبر / تشرين الأول 2013) في الحرم الجامعي برعاية رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن.

ووصف المعرض - الذي ضم ستة أركان - بأنه "إبداعي وناجح" في تنظيمه وتنوعه من قبل المسئولين الذين افتتحوه وجالوا فيه، وقد قدمت بالتزامن معه محاضرات تخصصية.

ونظمت المعرض جمعية طلبة كلية الحقوق في جامعة البحرين بالتعاون مع وزارة الداخلية، بهدف الربط بين ما يدرسه الطلبة في مقرر القانون الجنائي وبين ما يمارس على أرض الواقع في التعامل مع الجرائم على اختلافها ولاسيما في الجرائم الجنائية.

ورأى عميد شؤون الطلبة في الجامعة أسامة الجودر أن "المعرض جاء متكاملاً في أركانه حيث بدأ بالجرائم الجنائية، مرورا بمكافحة المخدرات، والجمارك، وصولاً إلى الجرائم الاقتصادية والمالية".

وقال الجودر: "لقد تمثلت أمامنا قصة إبداعية متكاملة في كيفية التعامل مع الجريمة واستقصائها"، مثنياً على جهود طلبة كلية الحقوق في الجامعة ومسؤولي وزارة الداخلية، وفي مقدمتهم راعي الحفل اللواء طارق الحسن رئيس الأمن العام، ومدير إدارة مكافحة المخدرات المقدم مبارك بن حويل الذي افتتح المعرض.

وقام أحد الاختصاصيين في إدارة الأدلة الجنائية بتقديم عرض للخطوات الفنية التي يقوم بها رجال الأمن في مسرح الجريمة الجنائية الذي جسد في بهو مبنى الإدارة في الجامعة قبل الافتتاح الرسمي للفعالية، وقد لقي العرض متابعة لافتة.

وضم المعرض الجنائي - الذي يستمر يومين - ستة أركان، هي: ركن القانون الجنائي، وركن الجرائم الاقتصادية، وركن مكافحة المخدرات، وركن الأدلة الجنائية، وركن شؤون الجمارك، وركن النيابة العامة.

ومن جهته، أكدَّ مدير إدارة مكافحة المخدرات المقدم مبارك بن حويل أنَّ هذه الفعالية تعكس الشراكة المجتمعية والتلاقي بين المعارف الأكاديمية والخبرات العملية.

وقال: "لقد تميز المعرض بالتنوع حيث ضم إدارات في وزارة الداخلية والجمارك، وكل هذه الجهات وثيقة الصلة بما يدرسه طلبة الحقوق"، مؤكداً أن "المعرض من شأنه إعطاء نوع من الخبرة للطلبة قبل الدخول لمعترك الحياة العملية في الميدان".

ووصف بن حويل المعرض بالناجح قياساً بعدد الطلبة في قاعة المحاضرات والطلبة الآخرين في أفنية المعرض وأركانه، مشيداً بطلبة جامعة البحرين. وقال: "لقد تعاملت مع الكثير من طلبة الجامعات في داخل البحرين وخارجها ووجدت أن طلبة جامعة البحرين من أفضل الطلبة"، بحسب وصفه.

ومن ناحيته، قال رئيس مركز الاستشارات القانونية والدستورية في جامعة البحرين صلاح دياب: "موضوع المعرض ينطوي على أهمية كبيرة بالنسبة لطلبة الحقوق، وذلك لأن الأدلة المقتبسة من مسرح الجريمة كالبصمات أو عن طريق الخبر تعد أدلة دامغة يعتد بها بالنسبة إلى القاضي". معرباً عن اعتقاده بأن هذا المعرض يمثل "واحدة من أدوات الربط لكي يتعرف الطالب عن كثب إلى الأدلة الجنائية، وكيفية تحصيلها، والأجهزة المستخدمة في عملية استقصاء الأدلة، والطرق والآليات المتبعة للوصول إلى صوغ تقرير محكم يقدم إلى النيابة العامة".

ويقدم موظفو بعض الإدارات المختارة في وزارة الداخلية شرحاً عن عملهم في أركان المعرض الستة. وفي ركن الأدلة الجنائية وضعت أمام الطلبة استمارات توثيق المعلومات في مسرح الجريمة بأنواعها كالاصطدام والهروب والحريق والقتل وغير ذلك.

وعُرضت أيضاً الأدوات المستخدمة في تحريز العينات وحفظها، والوسائل المستخدمة من قبل الطواقم في مسرح الجريمة نحو أدوات رفع البصمات. وعلقت لافتة في الركن تبين هيكل إدارة الأدلة الجنائية أمام ثلاثة موظفين في الإدارة معنيين بتقديم شرح للطلبة عن طبيعة العمل والإجابة عن أسئلتهم.

وشهد المعرض ثلاث فعاليات أمس، هي: محاضرة للنقيب حمد المهيزع من إدارة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية، تلتها محاضرة للملازم مريم الظاعن من إدارة الجرائم الاقتصادية، ومحاضرة لأحد الاختصاصيين في شؤون الجمارك.

أما غداً (الخميس) فيشهد أربع فعاليات، هي: محاضرة لنائب عريف في إدارة شرطة المجتمع عبدالخالق حمود، ثم محاضرة لجعفر الجمري من النيابة العامة، وتليها محاضرة للنقيب هلال الذوادي من إدارة الأدلة الجنائية، وورشة عن مبادئ القانون الجنائي لعضو هيئة التدريس في كلية الحقوق بجامعة البحرين نورة الشملان، وأخيراً الحفل الختامي الذي سيحضره رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن.