العدد 4062 - الأحد 20 أكتوبر 2013م الموافق 15 ذي الحجة 1434هـ

الآلاف يشيعون ضحايا هجوم كنيسة الوراق في مصر في أجواء من الحزن والغضب... (شاهد الصور)

مصري يحمل نسخة من القرآن الكريم والصليب خلال تجمع حاشد خارج كنيسة العذراء مريم في القاهرة اليوم ( ا ف ب)
مصري يحمل نسخة من القرآن الكريم والصليب خلال تجمع حاشد خارج كنيسة العذراء مريم في القاهرة اليوم ( ا ف ب)

شيع الالاف في اجواء من الحزن والغضب اليوم الاثنين (21 أكتوبر/ تشرين الأول 2013) اربعة قتلى هم ضحايا هجوم بالرصاص استهدف حفل زواج امام كنيسة، في اول هجوم على الاقباط في القاهرة منذ عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي مطلع تموز/يوليو الفائت.

وامتلأت كنيسة العذراء في حي الوراق الشعبي عن اخرها بالاف الاقباط، وجاءت الحشود لالقاء النظرة الاخيرة على اربع ضحايا بينهم طفلتان قتلوا مساء الاحد امام الكنيسة ذاتها.

واصطف كهنة الكنيسة على الطريق الذي سلكته النعوش حيث رفع احدهم صليبا خشبيا كبيرا.

وفيما لا تزال اثار دماء الضحايا على مدخل الكنيسة ذي الواجهة الرخامية، هتف الحاضرون داخل الكنيسة "القصاص القصاص قتلوا اخواتنا بالرصاص"، و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم".

وفي اجواء من الحزن والغضب البالغين، اقيمت صلاة الجنازة في الكنيسة التي كان من المقرر ان تشهد حفل الزفاف الاحد، وانفجرت عشرات السيدات في الصراخ والبكاء فيما كانت نعوش الضحايا تدخل.

وقتلت طفلتان تبلغان من العمر ثمانية واثني عشر عاما في الحادث اضافة الى سيدة ورجل، حسب ما افاد المتحدث باسم الطب الشرعي في مصر وكالة فرانس برس.

والضحايا الاربع من عائلة واحدة، بحسب اقارب لهم. واصيب 17 اخرون في الحادث بينهم ثلاثة من المسلمين.

وفي وجوم كامل، قال التاجر عيد فاير (42 عاما) "هذا ظلم ان نقتل في بيت ربنا".

وفيما عبر كثيرون عن خوفهم من ان تطالهم المزيد من الهجمات، قال السائق روماني نعيم مبتسما "الله سينقذنا ويحمينا دائما".

وطوق الامن المصري الكنيسة طوال مراسم الجنازة، كما صاحبت سيارات للشرطة نقل النعوش خارج الكنيسة.

وشنت الشرطة المصرية الاثنين حملة بحث عن المسلحين الذين استهدفوا حفل زواج قبطي امام الكنيسة.

وهجوم مساء الاحد على كنيسة السيدة العذراء في حي الوراق الشعبي اوقع اربعة قتلى و17 جريحا، بحسب حصيلة اعلنها الاثنين رئيس هيئة الاسعاف احمد الانصاري.

وقال المتحدث باسم الطب الشرعي في مصر هشام عبد الحميد لفرانس برس ان "قتلى الهجوم الاربعة من الاقباط. وان الرصاص المستخرج من جثث الضحايا اطلق من سلاح آلي".

وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان فجر الاثنين ان "شخصين ملثمين على دراجة بخارية اطلق احدهما النار على عدد من الاشخاص اثناء خروجهم من حفل زفاف بكنيسة العذراء في منطقة الوراق" في شمال القاهرة الكبرى.

ولم تعلن السلطات المصرية حتى اللحظة عن القائها القبض على من يقف خلف الحادث.

واسترجع شهود العيان من اقارب الضحايا لحظات الرعب والموت التي صاحبت اطلاق النيران على ذويهم.

وقال خادم الكنيسة ابراهيم رمزي لفرانس برس بصوت متهدج " كنت احضر تدريبا مسرحيا في الكنيسة حين سمعت اطلاق النار. خرجت لاجد سيدة غارقة في دمها. نقلنا المصابين للمستشفيات في حافلات صغيرة". ثم اضاف بأسى "كنت اسمع عن الهجوم على الكنائس في التلفزيون. الان انا احمل قتلى الهجوم بيدي".

وباسى بالغ قالت نبيلة فهيم زوجة احد القتلى وهي تغالب دموعها "نزلنا لتونا من الحافلة وكنا ننتظر العروس، ولاقينا ضرب النار في كل مكان حولنا". وتابعت نبيلة التي قتلت خالتها واصيب ابنها ايضا "كنا نسقط ارضا ونحن نجري. لحظات الموت صعبة".

وفي كلمة مقتضبة له اثناء مراسم تشييع الضحايا، قال الانبا يوحنا، اسقف شمال الجيزة، "الايدي التي قتلت ابناءنا امس هي الايدي التي قتلت جنودنا في رفح وقت الافطار وفي كرداسة".

وعقب الجنازة، هتف المئات امام الكنيسة ضد جماعة الاخوان المسلمين التي اتهمهوها ب"الارهاب".

وقالت ايمان جرجس لوكالة فرانس برس "نحن الاقباط ندفع ثمن عزل مرسي"، مضيفة "نحن مستهدفون ولم نعد نشعر بالامان في اي مكان".

وقال احد المصلين ايمن موسى لوكالة فرانس برس ان الكنيسة لم تكن تحظى باية حماية من قبل القوات الامنية منذ حزيران/يونيو رغم العديد من الهجمات ضد الاقباط في انحاء البلاد.

وامام مشرحة زينهم جنوب القاهرة، تجمع عدد من اقارب القتلى حيث دخلت سيدات يتشحن السواد في نوبة من البكاء والعويل.

وقال معوض وجيه الذي اصيب وجهه باصابتين من شظايا هجوم الاحد "ذهبنا لحضور فرح فأتى بنا القدر الى المشرحة".

وقد ادان رئيس الوزراء حازم الببلاوي الهجوم، واصفا اياه في بيان بانه "عمل اجرامي خسيس". وشدد الببلاوي على ان "الحكومة تقف بالمرصاد لكل المحاولات البائسة واليائسة لبث بذور الفتنة بين ابناء الوطن".

ومنذ عزل الجيش مرسي، تشهد مصر موجة من الاضطرابات الامنية والعنف عبر البلاد خلفت مئات القتلى.

وطاول العنف الاقباط الذين يمثلون ما بين 6 الى 10% من سكان مصر البالغ عددهم 85 مليون نسمة.

وتعرضت كنائس وممتلكات لمسيحيين عبر البلاد لهجمات من متطرفين اسلاميين يتهمون الاقباط بتأييد عزل مرسي.

وساهم في تأجيج هذه المشاعر المناهضة للمسيحيين مشاركة رأس الكنيسة القبطية البابا تواضروس في مراسم الاعلان عن عزل مرسي بجوار قائد الجيش الفريق اول عبد الفتاح السيسي وشيخ الازهر وقادة سياسيين اخرين.

وتنتشر على جدران القاهرة شتائم كتبها اسلاميون بحق تواضروس بسبب تاييده للسيسي.

ويشكو اقباط مصر دوما من التمييز والتهميش، لكن شكواهم تضاعفت خلال حكم مرسي الذي استمر عاما واحدا.

وعبرت جماعة الاخوان المسلمين عن اسفها لهجوم الاحد وحملت مسؤوليته للسلطات الجديدة.

وقالت في بيان ان وزارة الداخلية المصرية تتحمل "المسؤولية عن هذا الحادث لعدم تفرغها لتحقيق الأمن للمواطن المصري وانشغالها بملاحقة المتظاهرين السلميين والطلاب داخل الحرم الجامعي".

وقبل عشرة ايام، اعلنت منظمة العفو الدولية ان قوات الامن المصرية فشلت في حماية الاقباط الذين تعرضوا لهجمات بعد القمع الدموي لانصار مرسي.

وقالت المنظمة غير الحكومية ومقرها لندن، في بيان ان اكثر من 200 ملكية تعود لاقباط تعرضت للهجوم، كما الحقت اضرار جسيمة ب43 كنيسة وقتل اربعة اشخاص.

وقالت حسيبة حاج صحراوي، نائبة مدير منظمة العفو الدولية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا، "انه لامر مقلق جدا بان تتعرض الطائفة المسيحية في مصر لهجمات من قبل انصار محمد مرسي ردا على تطورات حصلت في القاهرة".

واضافت "كان يجب اجهاض ردة الفعل العنيفة ضد الطائفة القبطية. ولكن قوات الامن فشلت في تحاشي وقوع الهجمات ووضع حد لاعمال العنف".

وتعرضت اكثر من اربعين كنيسة للحرق او التخريب عبر البلاد، خاصة في صعيد مصر حيث تتركز نسبة كبيرة من الاقباط، منذ عزل الرئيس الاسلامي، بحسب ما افاد مسؤولون كنسيون وكالة فرانس برس.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً