العدد 4062 - الأحد 20 أكتوبر 2013م الموافق 15 ذي الحجة 1434هـ

133 ورشة ومصنعاً تُطوِّق المعامير... وأكثر من 100 حالة تخلُّف عقلي

التلوث البيئي يُهدِّد أشجار القرم القريبة من المعامير    - تصوير : محمد المخرق
التلوث البيئي يُهدِّد أشجار القرم القريبة من المعامير - تصوير : محمد المخرق

تحيط بها المصانع من جميع الجهات حتى أصبح عدد المصانع والورش المحيطة بها 133 ورشة ومصنعاً، في حين تتزايد أعداد المصابين بالأمراض الخطيرة من الشباب والأطفال في المنطقة، إذ بلغ عددهم في العام الواحد من الأمراض المسرطنة من هذه الفئة أكثر من أربعة، وقد سجلت ما يقارب 100 حالة تخلُّف عقلي في المنطقة ذاتها، وفقاً لإحصاءات أهلية.

ورأى رئيس لجنة «بيئيو المعامير» محمد جواد، أن ما تتعرض له المعامير «هو جريمة بيئية في حق الأهالي والمواطنين».

ويشهد مدخل المعامير أولى علامات التلوث البيئي، فهذا المدخل يشهد مستنقع مجارٍ لوَّث أرض المعامير، حتى باتت رائحة هذا الشارع متشبعة بهذه الروائح، في حين تكثر المصانع على أطراف المنطقة وبالقرب من الأحياء السكنية، وتنتشر الغازات السامة في الهواء الذي يستنشقه الأهالي بشكل شبه يومي.


المنطقة تتعرض لـ «جريمة» بيئية... وساحلها يئن من التلوث

المعامير بالأرقام: 133 ورشة ومصنعاً تطوقها... وأكثر من 100 حالة تخلف عقلي

المعامير - فاطمة عبدالله

تحيط بها المصانع من جميع الجهات حتى أصبح عدد المصانع والورش المحيط بها 133 ورشة ومصنعا، في حين تتزايد أعداد المصابين بالأمراض الخطيرة من الشباب والأطفال في المنطقة، إذ بلغ عددهم في العام الواحد من الأمراض المسرطنة من هذه الفئة أكثر من أربعة، وقد سجلت ما يقارب 100 حالة تخلف عقلي في المنطقة ذاتها.

منطقة المعامير يعتقد البعض أنها تشهد جرائم بيئية في حق قاطنيها، فها هي المصانع تحيط بها من كل ناحية حتى وصل الأمر الى أن تجاور هذه المصانع البيوت السكنية والمدارس الموجودة في المنطقة لتكون لصيقة لها ولا تتعدى المسافة المتروكة بين المصانع وهذه المدارس والمنازل سوى بضعة أمتار لا تتعدى العشرة.

شوارعها أصبحت ملوثة بيئياً حتى بدأ قاطنو المنطقة يعتادوا على تلك الروائح المتسربة من المصانع، وخصوصاً أن هذه الغازات المتسربة يشهدها الأهالي بشكل شبه يومي، في حين مازالت المطالبة من قبِلهم بإصدار تقرير حديث عن الغازات المتسربة وخصوصاً مع وجود جهاز رصد الغازات في المنطقة والذي كان وضع قبل 7 أعوام، ولم يتم إصدار تقرير ومنحه الأهالي سوى مرة واحدة.

ومع ما تتعرض له المنطقة من تلوث ضوضائي وبيئي، وتعرض ساحلها إلى نفوق الأسماك وقلة الأوكسجين وانعدام تيارات المياه، زارت «الوسط» منطقة المعامير لرصد ما تتعرض له هذه المنطقة، وذلك بحسب ما أكد رئيس لجنة «بيئيو المعامير» محمد جواد أن ما تتعرض له المنطقة «هو جريمة بيئية في حق الأهالي والمواطنين».

ويشهد مدخل المعامير أولى علامات التلوث البيئي، فهذا المدخل يشهد مستنقع مجار لوّث أرض المعامير، حتى باتت رائحة هذا الشارع متشبعة بهذه الروائح، في حين تكثر المصانع على أطراف المنطقة وبالقرب من الأحياء السكنية، في حين تنتشر الغازات السامة في الهواء الذي يستنشقه الأهالي بشكل شبه يومي.

وأوضح جواد خلال الزيارة إلى المنطقة أن الأخيرة تعاني من استمرار الجرائم البيئية في حقها، إذ إن ساحل المعامير مرتبط بأنابيب النفط التي تزيد من نسبة التلوث.

وقال جواد «إن الجسر الذي يربط بين سترة والمعامير ساهم في زيادة تلوث ساحل المعامير، إذ إن عرضه لا يقل عن 15 مترا، وطوله لا يرتفع عن نصف متر عن الساحل، وهذا لا يكفي لجريان المياه وتجددها في الساحل».

وعلى رغم ما يتمتع به الساحل من وجود بعض أنواع الحيوانات البرمائية إلا ان خط الدفان ساهم في تقليل مساحات الساحل، إذ تم دفان جزء من الساحل وتخصيصه لمستودع، في حين تغير اتجاه التيارات المائية وزاد من نسبة تلوث المياه المرتبط بخليج توبلي، في حين أكد جواد أن وضع الخطط لخليج توبلي لن يجدي نفعاً ما لم يتم تغيير الوضع في ساحل المعامير فكلاهما مرتبطان مع بعضهما البعض.

أما أشجار القرم التي تفصلها مساحة بسيطة عن الساحل فهي الأخرى بدأت تجف عنها الحياة، إذ إن القناة المائية التي يفترض أن تدب فيها هذه الأشجار حياة، بدأت تجف، في حين أن احد المشاريع المقاربة لهذه الأشجار بدأ في خط الدفان، حتى وصلت الرمال إلى جزء من هذه الأشجار.

ولا تتوقف قضية تلوث المعامير عند الساحل والمصانع المحيطة بها فقط، فالنفط الذي يعتبر نعمة لدى العديد من الدول، يعتبره الأهالي نقمة عليهم وخصوصاً في ظل امتداد أنابيب النفط في المنطقة، إذ إن هذه الأنابيب التي ترتبط بالساحل هي أنابيب موجود في جنوب القرية وقد أثرت كثيراً في عملية تجدد مياه البحر، وفي انعدام نسبة الأوكسجين، ما أدى إلى نفوق الأسماك، وهذا ما يراه الأهالي بشكل شبه يومي، إذ بين الحين والاخر يشهد ساحل المعامير نفوق عدد من الأسماك وذلك بسبب انعدام الأكسجين في البحر وبسبب عدم تجدد المياه، إضافة إلى مخلفات المصانع التي ترمى في البحر.

كما يشكو الأهالي من عدم القدرة على الزراعة في المنطقة وخصوصاً بالقرب من الساحل وذلك لكون أن الأرض تحتوي على مادة الرصاص، إضافة إلى أنه في حال زراعة المنطقة يفاجئ الأهالي بالفئران التي تقوم بقرض قنوات المياه التي تستخدم في تقطير الزرع.

وذكر جواد أنه على رغم ما تسببه أنابيب النفط من تلوث، فإن الأهالي معرضون للخطر بسبب الأسمنت المتطاير الذي تنتجه إحدى الشركات الموجودة في المنطقة والتي تلاصق المنازل السكنية وإحدى المدارس التي يتواجد فيها أكثر من 600 طالب، مبيناً أن مادة الأسمنت على رغم اعتبارها مادة مسرطنة دولياً، إلا أنه يتم إنتاجها وسط الأحياء السكنية في البحرين، على رغم أنه في احد الأعوام قدم 1700 مواطن من البالغين في المنطقة عريضة تطالب بنقل هذا المصنع وذلك بسبب الخطورة التي يشكلها عليهم وخصوصاً في ظل تزايد نسبة المصابين بأمراض السرطان، وقد رفعت هذه العريضة لوزارة الصناعة والتجارة وقد تمت المطالبة فيها بإزاحة المصانع المحيطة بالقرية أو الشركات التي ليست ذات نفع عام أيضاً، إلا أن الرد جاء بأنه لا يمكن إزاحتها لعدم وجود أراضي، في حين كانت هناك وعود بنقل أحد المصانع خلال عشرة أشهر، وقد مضى عامان ولم يتم نقل المصنع المعني.

والجدير بالذكر أن قضية تلوث المعامير قضية بيئية معروفة محلياً وإقليمياً، إذ إنه تمت المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية لطرح معاناة الأهالي، وخصوصاً بعد أن سجلت حادثة تسرب الغازات في العام 2005، والتي كانت من أشهر الحوادث التي شهدتها قرية المعامير والقرى المجاورة لها، ما أدى إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية من أجلها، وقد تم في عام 2011، تسليم تقرير شامل عن انبعاث غازات المعامير.

العدد 4062 - الأحد 20 أكتوبر 2013م الموافق 15 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:49 ص

      يا فرج الله القريب

      المعامير مظلومة وكلها أمراض الناس تعاني بس الله الشافي المعافي

    • زائر 13 | 5:05 ص

      رقم غير دقيق

      بالنسبة للتلوث مافي مشكلة ، بس اكثر من 100 حالة تخلف عقلي !! رقم غير صحيح اطلاقا

    • زائر 11 | 4:27 ص

      شى مضحك

      التلوث الناتج عن حرق الاطارات من اخطر الملوثات يا اهل المغامير الطيبين

    • زائر 10 | 4:11 ص

      الله يشافيهم

      اعتقد انه من اسباب استيطان مشكلة صحية في منطقة معينة هي زواج الأقارب وهذا ينطبق للاسف الشديد على التخلف بكل أنواعه والله الشافي

    • زائر 15 زائر 10 | 7:26 ص

      الله

      الله عليك من وين جايب هالتحليل لا يكون انت مشترك في مجله الفراعنه الطبيه واحنا ماندري شوي بتقول عشت معاهم وعند اسرار الاهرامات

    • زائر 9 | 4:04 ص

      ما لكم كيف تحكمون

      ادا المعامير ملوثة اليس حرق الطارات والقمامة من الملوثات

    • زائر 8 | 3:39 ص

      ان علي ويوسف

      شكرًا يا وسط على الموضوع وإنشاء عاد يكون في فايده ويسونا حل الي أزمة التلوث

    • زائر 7 | 3:36 ص

      زيدها

      وكان التلوث لم يكفينا ليقوم حفنة من الاطفال بجر ما يدعى بقوات مكافحة الشغب بشكل يومي الى داخل القرية واعطائها المسوغ لاطلاق المزيد من الغازات السامة بانواعها والتسبب بالمزيد من الامراض لاهالي القرية .. اين القيارات السياسية عن هوؤلاء.. ؟؟؟!!!!

    • زائر 16 زائر 7 | 7:48 ص

      حلو

      يا عمي انت وغيرك تعرفوا الحفنه من الاطفال .. بلغوا عنهم الأمن وافتكوا من شرهم

    • زائر 5 | 1:59 ص

      ملوثات الإنسان

      امتاز القرن الماضي بالتلوث الكيميائي والقرن الحالي بالتلوث الكهرومغناطيسي بتكنولوجيا الوايرلس

    • زائر 4 | 1:16 ص

      الشعب يرد فصل المصانع

      في جميع دول العالم يتم فصل المصانع والورش عن المناطق السكنية لتقدم المناطق الصناعية خدماتها لبعضها البعض دون اختلاطها وسط المنازل واصدار الضوضاء واثارة الاتربة والاغبرة المسرطنة وتكون المناطق السكنية منطقة راقية وهادئة دون مزاحمة في مواقف السيارات او ازعاج القاطنين

    • زائر 3 | 12:57 ص

      شكرا

      شكرا للوسط علي طرح هذا الموضوع المهم والخطير ، وندعوا الجمعيات البيئيه بأن ترصد هذا الظلم برا وبحرا ، وصدقوني البحر يعاني مثل البر ، حفظ الله المعامير وستره وباقي القري الحبيبه

    • زائر 1 | 10:50 م

      السرطان

      المرض زاد في عموم البحرين و السبب ان الناس سكتوا عن المعامير

اقرأ ايضاً