العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ

ديري: خصوبة البحرينيين إنخفضت «إرادياً» .. ولاضير في ذلك!

في إشارة هامَّة، تعتبر رئيسة مركز الفخر للإستشارات الإجتماعية والصحية فخرية ديري أن "معدلات الخصوبة في البحرين انخفضت إرداياً وبقرار من الأسر ذاتها، وهذا يعود لتوالي عدد من المستجدات والتغيرات التي فرضت سلوكاً إنجابياً معيناً على هذه الأسر".

وتشير ديري إلى أن "أحد مفاهيم الخصوبة تلك التي يقصد بها التغيرات الفسيولوجية التي تتعرض لها البنت بدءاً من سن البلوغ حتى فترة ماقبل سن اليأس، ومن المهم تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة المتعلقة بالخصوبة، من بين ذلك الاعتقاد الذي يحصرها في الولادة والحمل في الوقت الذي ترتبط بجوانب أخرى من أهمها الدورة الشهرية".

وتضيف أن "المعدل العالمي للخصوبة كان فيما سبق خمسة أطفال لكل أسرة، لكن ومع التطورات والتغيرات المتلاحقة للحياة والزمن تراجع هذا المعدل ليصل في العديد من الدول إلى أربعة أطفال فقط.

ولو عدنا للوراء لرأينا أن الفتاة فيما سبق كانت تتزوج في سن مبكرة يتراوح مابين سن العاشرة حتى الـ 14 سنة، وكانت الحصيلة تصل إلى ثمانية أولاد وأكثر، وهذا في حد ذاته سلوك خاطئ بالنظر لتأثيراته السلبية على التغيرات الفسيولوجية للمرأة".

وتتابع "تبدأ هذه التأثيرات من تسارع وتيرة التغيرات الفسيولوجية للمرأة وانقضاء الدورة الشهرية قبل موعدها الطبيعي الذي يتحدد بسن الـ 55 عاماً، إضافة لذلك، فإن للزواج المبكر، والولادات المبكرة، والمتتابعة تداعيات وخيمة على صحة المرأة التي تصبح أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في حال انقطعت عنها الدورة الشهرية، وهي في منتصف العمر".

الكيف أولى من الكم

وتنظر ديري للانخفاض الحاصل في معدل الخصوبة في البحرين نظرة إيجابية، إذ تعتبر أن "هذا الانخفاض يوفر للأسرة التركيز على الكيف بدلاً من الكم، وهذا يشمل الاهتمام المتزايد بجوانب الصحة والتعليم والتربية للأطفال".

وفيما يتعلق بمعدل الخصوبة الحالي في البحرين، تقول ديري "لا أملك رقماً رسمياً حول ذلك، لكن مشاهداتي وتردد الكثير من الحوامل على مركزي الاستشاري يدفعاني للقول: أن المعدل يتراوح حالياً مابين اثنين إلى أربعة أطفال لكل أسرة".

وتلفت ديري الانتباه إلى أن "انخفاض المعدل تم بشكل إرادي ولا أرى ضيراً في ذلك، إذ يعود هذا لمجموعة أسباب ومستجدات من بينها مستوى دخل الأسرة وعمل المرأة".

نحتاج للمزيد من مراكز الإرشاد

وتعتقد ديري أن "البحرين تعاني من نقص كبير في توافر المراكز المتخصصة في تقديم الاستشارات لحالات الحمل والولادة. وعلى الرغم من أن فئة البحرينيين المصابين بمشاكل في الإنجاب هي فئة قليلة، إلا أننا في البحرين بحاجة لزيادة عدد مراكز الاستشارات الخاصَّة بحالات الحمل والولادة، وهذا يشمل المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة التي تحتاج ـ بدورها ـ إلى استشاريين ومراكز إرشاد".

وتضيف "نحتاج كذلك إلى مساهمة الإعلام المحلي في تثقيف الشباب والأسر، ولابد من إدخال التربية الجنسية في مناهج وزارة التربية والتعليم".

وتتفق ديري مع من يرى حاجة المجتمع البحريني الماسة لإستراتيجية وطنية للصحة الإنجابية، مضيفة "مطلبنا هذا قديم وكنا ننادي به منذ سنوات، وهو يستهدف رسم خارطة طريق للأسرة البحرينية للحصول على صحة إنجابية، وحياة خالية من الأمراض والمشاكل النفسية ومن التكاليف المالية الباهظة قدر المستطاع".

وتضيف أن "هذه الإستراتيجية من شأنها تنظيم حياة الأسرة البحرينية، بحيث تتحقق جزئية المباعدة بين الولادات لتتراوح مابين سنتين إلى ثلاث سنوات، وهي مدة كافية لكي يأخذ الطفل حقه من الرضاعة الطبيعية والنمو السليم".

العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً