عندما نتحدث عن زراعة العدسات، فإننا نعني أن هناك أنواعاً مختلفة من العدسات التي تزرع داخل العين، بهدف تعويض العدسة البلورية طبيعيا داخل العين بعد ازالتها، ليحصل المريض على درجة رؤية طبيعية والتقليل من الحاجة للنظارة.

بدأت عمليات زرع العدسات في العين العام 1945م، على يد طبيب إنجليزي، حيث وجد أنه يستطيع أن يستبدل النظارة السميكة في عمليات المياه البيضاء بإدخال عدسة داخل العين وتكون العدسة دائمة، ولكنها توقفت بعض الوقت بسبب نوعية العدسات المزروعة التي تسببت بمضاعفات خطيرة في العين، ولكنها استعادت اهتمام أطباء العيون في منتصف العام 1965م، نظراً لتغير شكلها لتناسب التركيب داخل العين.

أجرينا هذه العمليات في مستشفى إنجليزي العام 1974م، ومنذ ذلك الحين تحسَّنت أشكال العدسات المزروعة وأصبح الآن من الوجب وضع عدسات بلاستيكية داخل العين بعد إجراء عمليات المياه البيضاء، وأدخلنا طريقة زرع العدسات بعد إجراء المياه البيضاء في البحرين أوائل الثمانينات بعد رجوعنا من الدراسات العليا. وكنا في مركز السلمانية الطبي من أوائل المستشفيات التي بدأت إجراء هذه العمليات في منطقة الخليج والشرق الاوسط.

وفي العام 1989م بدأنا إجراء عمليات المياه البيضاء بطريقة الفاكو الحديثة التي هي طريقة مناسبة لوضع العدسات داخل العين في الحجرة الخلفية للتأكد من أنها في وضع ثابت دائم للتعويض عن النظارة السميكة.

والآن تجرى ما يقارب ستمائة عملية مياه بيضاء وزرع العدسات داخل العين سنوياً في البحرين.

نوع آخر من العدسات المزروعة في العين التي لم تجر في البحرين، مياه بيضاء وخاصة للمصابين بقصر نظر أو طول نظر أو «استجماتيزم» شديد، هذه العدسات ذات أشكال ونوعيات مختلفة وقمنا باستخدامها في أواخر الثمانينات من القرن الماضي. و تتم الان بشكل روتيني لبعض المرضى الذين لا يستفيدون من عمليات الليزر أو الليزك. وحديثاً جداً يقوم الأطباء بزرع عدسات بلاستيكية صغيرة جداً وأصغر من حبة بقوليات العدس وتزرع في القرنية، حتى يتمكن المريض من الرؤية الواضحة للقريب وخاصَّة كبار السن بعد سن الأربعين، وما زالت هذه العمليات في طور التجارب و سنبدأها عندما نتأكد من سلامتها وفائدتها الأكيدة.

وهكذا نحاول في بلدنا (ممكلة البحرين) أن نتطور مع التقدم الهائل في العلم والتكنلوجيا، وتمكنا من توفير أحدث تقنيات العمليات ليستفيد منها الجميع، خاصة وأن عمليات زرع العدسات في العين أصبحت ذات فائدة كبيرة لكثير من المحتاجين من المرضى.