العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ

الكلية كاذبة فاحذروها.. وإن بدت بريئة

يجري عمليات الغسيل بـ “كلية الكترونية” مع فريق متخصص.. الدكتور سمير العريض:

قال الدكتور سمير العريض استشاري أمراض ضغط الدم والكلى والأستاذ المشارك في كلية الطب بجامعة الخليج العربي أن «الكلى كاذبة فاحذروها». وأوضح أن الكلى – في أغلب الأحيان- لا تفصح عن الأمراض أو الأعراض التي تصيبها بشكل مباشر، الأمر الذي يؤخر اكتشاف المرض مبكراً، وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي كعواقب مرض الكلى المزمنة.

وبرأ العريض ساحة الكلية في لقاء مع «الوسط الطبي» من أغلب حالات الوفاة التي تنزل بالمصابين بأمراض الكلى المزمنة، وقال إن «أغلب حالات الوفاة تنتج عن مضاعفات في القلب، أو ضغط الدم، أو غيرها. من مضاعفات أخرى سببها اعتلال في وظائف الكلى و تؤدي للوفاة».

وقال إن «كذب الكلية» لا يتيح للمريض في المقام الأول اكتشاف المرض، كما لا يتيح للأطباء التدخل المبكر لمنع مضاعفات المرض، ويجعلنا في خانة الدفاع عبر معالجة الفشل الكلوي».

وأكد أن «التقدم العلمي الكبير جعل من عمليات الاستصفاء الدموي (غسيل الكلى كما هو معروف في الأوساط الشعبية) صارت دقيقة جداً وذات نتائج إيجابية جداً للمريض.

وإلى تفاصيل اللقاء:

حذروا بعض الالتهابات

عن مسببات أمراض الكلى، قال إن "مسببات الأمراض في البحرين تتماشى مع المسببات في العالم، وأهمها مرض السكر، وضغط الدم، فنسبة المصابين بأمراض الكلى بسبب المرضين تبلغ نسبة تتراوح بين -70 75 %". وأضاف "وتأتي الأمراض الوراثية، وأمراض اعتلال المناعة كالذئبة الحمراء وغيرها، في المرتبة الأخرى".

وحذر العريض من بعض الالتهابات بقوله "بعض الالتهابات لها دور كبير في الإصابة بأمراض الكلى سواء كانت في الكلية نفسها أو خارجها. فإذا كانت في الكلية فإنها تسبب عطباً في مرشحات الكلى "الكبيبات". وإذا كانت في الخارج فإن الجرثومة المسببة للالتهاب تهاجم الكلية عبر السموم التي ترسلها للكلية وتقوم الكلية بحسب وظيفتها باستخلاصها من الدم لتخليص الجسم منها، ويؤدي ذلك إلى أمراض الكلى المزمنة".

لافتاً إلى أن الالتهابات قد تسبب المرض على المستويين القريب، أو البعيد.

كذب الكلية

وعن أعراض أمراض الكلى، وأبرزها الفشل الكلوي، قال: " بدايةً لابد أن أشير إلى أن "الكلية كذَّابة"، فهي في معظم الأحيان لا تفصح عن الأعراض الناتجة من إصابتها بشكل مباشر، بل تمارس أحيانا بعض الخداع عبر التعبير عن أمراضها، بدوخة أو تقيؤ، أو آلام في القلب. مما يجعل المريض يعتقد أنه مصاب في رأسه، أو قلبه. والحقيقة أن الإصابة، والمرض في الكلية".

وأضاف "ويظل المريض يعالج إصاباته الجانبية سواء في القلب، أو، في الرأس، ويغفل عن السبب الرئيس (القصور الكلوي) الذي يستمر بالتسبب بأمراض أخرى في الجسم".

وأوضح د. العريض "لكن هناك أعراضاً بارزة للفشل الكلوي المزمن أبرزها النقصان، أو الزيادة في عدد مرات التبول، وأن أعراض الفشل الكلوي قد تظهر، أو قد لا تظهر مبكراً".

وقال العريض "إن تأخر اكتشاف المرض يحرمنا كأطباء من التدخل المبكر الذي قد يمنع حدوث المرض بالكامل، وقد يبطئ منه، ويساعدنا في تقديم العلاج التعويضي الذي يمنع حدوث أمراض أخرى".

وتوجه للمصابين بأمراض تؤثر على الكلى كالسكر والضغط، ومن لديه في تاريخ عائلته حالة إصابة بأمراض الكلى بالنصحية قائلا: "أنصحكم بعمل فحوصات دورية تسهل عليه، وعلينا كأطباء اكتشاف المرض وعلاجه قبل أن يتطور".

ولفت إلى ضرورة لجوء مريض الكلى لأخصائي تغذية يحدد له النظام الغذائي الذي يتناسب مع حالته، كما يجب عليه المدوامة على مراجعته للتعرف إلى التغيير في النظام الغذائي المناسب حسب التغييرات التي تطرأ على المرض مع مرور الوقت.

الاستصفاء الدموي عملية دقيقة

وأسهب الدكتور العريض في شرح عمليات الاستصفاء الدموي "الغسيل" بقوله "مع التقدم العلمي الهائل الذي نشهده في مجالي الطب والتقنية الطبية، نلاحظ تطوراً كبيراً في تقنيات الاستصفاء الدموي، فعمليات اليوم تختلف اختلافاً كلياً قبل 20 سنة".

وأوضح أنه "قبل نحو 20 سنة كانت عمليات الغسيل تقوم باستخلاص السموم من الجسم فقط، أما اليوم فالعمليات تقوم بأغلب وظائف الكلى من المحافظة على ضغط الدم، والتحكم في معدلات أملاح الدم، كما تتحكم في حمضية الدم".

وأضاف "هذا على صعيد وظائف الكلي، وأما على الصعيد الآخر فإن كل مصاب يحتاج لمواصفات في الغسيل تختلف عن الآخر، وذلك بملاحظة الأمراض الأخرى المصاب بها، كأمراض القلب، والسكر، والضغط، أو وزنه، أو عمره، وغيرها من الاختلافات التي تجدها تتباين من مريض لآخر".

ولفت العريض إلى أن عمليات الاستصفاء الدموي المتقدمة على أساس القيام بوظائف الكلى، أو حالة المريض، متنوعة وكثيرة. وقال "إن الاستصفاء الدموي ليست كأي وصفة طبية بل هي عملية دقيقة جدا تعتمد على تقييم سريري ومختبري، وعلى ضوء نتائج التقييم تحدد جلسات العلاجات التي يحتاجها المريض، وأي نوع من أنواع الغسيل الدموي المتعددة".

وأضاف "ومن المهم جداً أن نعلم أن عمليات الاستصفاء الدموي تتكون من فريق أول أفراده المريض، وتفهمه لاحتياجاته والطبيب، والطاقم التمريضي المتخصص، والمتمرس ذا الخبرة".

ابن النفيس.. عمليات غسيل متعددة

وعن تجربته قال "دعني أحدثك عن خدمات الغسيل التي نقدمها في مستشفى ابن النفيس – من واقع تجربة – أعتقد أن المستشفى يمتلك إمكانيات بشرية وتقنية عالية لجميع أنواع الغسيل الدموي المختلفة من أبسطها إلى أكثرها تعقيدا". وأضاف"وهو بحسب اعتقادي المستشفى الخاص الوحيد في المملكة الذي يوفر جميع هذه الخدمات تحت سقف واحد، ولا تقف خدماته عند الغسيل الدموي التقليدي".

وقال الدكتور العريض إن هذه الخدمات مكسب للمريض وتشكل قيمة مضافة للعمليات العلاجية في المملكة.

حالة علاجية امتدت لشهر

وقال العريض "إن هناك الكثير من الحالات التي مرت علينا، وكانت بحاجة لعملية غسيل دقيقة تخلص الجسم من السموم، وتحافظ على ضبط ضغط الدم في معدلاته الطبيعية، دون التأثير على بقية أعضاء الجسم الأخرى".

وأضاف "ومن الحالات التي صادفتني أنا وفريقي المعالج حالة كانت تعاني من عدة مضاعفات، وقد أجريت لها عملية طارئة لاستئصال التهاب داخل الجسم. وتعطلت الكلية وكان هذا أخطر ما واجه الحالة، لأن الكلية أثرت على بقية أعضاء الجسم".

وأوضح العريض "عرض علي الفريق الجراحي هذه الحالة، وقمت بدراستها والتشاور مع فريق الغسيل عندي. وعلى الفور وضعنا برنامجا دقيقا لعمليات الغسيل المختلف عن الغسيل التقليدي، والمطلوب لهذه الحالة. واستمرت العملية حوالي شهر تمكنّا فيها –والحمد لله – من معالجة الخلل وإرجاع عمل الأعضاء بشكل طبيعي".

وحول أسعار هذا النوع من الخدمات قال "أعتقد أن الأسعار مناسبة، فهي تتناسب مع نوع الخدمة المقدمة، فنحن في "ابن النفيس" نقدم الخدمة عبر أحدث أجهزة غسيل الكلى في العالم، نستطيع أن نصفها بأنها كلية الكترونية تدار بيد فريق طبي وتمريضي متمرس وذا خبرة عالية. كما أن أسعار المرشح "الفلتر" المستخدم تختلف من عملية غسيل لأخرى".

وختم حديثه قائلاً إن "عمليات الاستصفاء الدموي "الغسيل" ليست معادلة مستقيمة من طرفين، بل هي معادلة معقدة تحتاج لعملية دقيقة، نطبقها بمعايير عالمية لتعود بنتائج إيجابية على المريض".

وتذكر الاحصاءات أن من عدد المرضى الذي تعالجون بعمليات الغسيل في مستشفى السلمانية الطبية يتراوح بين 350 - 400 مريض، من بينهم أطفال.

العدد 4061 - السبت 19 أكتوبر 2013م الموافق 14 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً