كان تنظيم احدى الدول العربية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم حلما يراود كل الرياضيين على مستوى الوطن العربي، فلم يكن يشفع لمصر والمغرب نجاحهما الكبير في تنظيم البطولات القارية ولا وصول منتخباتها الى نهائياتها ولا تاريخها الرياضي العريض ولا نجاح تنظيمها لبطولات العالم على مستوى الشباب والناشئين، فقد كانت الاحلام تتحطم عند لجان الاختيار.

وجاءت المفاجأة الحقيقية حينما أعلن الفيفا في حفل كبير أقيم في مدينة لوزان بسويسرا ديسمبر/ كانون الاول 2010 عن فوز دولة قطر الشقيقة بتنظيم مونديال 2022 متفوقة على أعظم دول في عدد الأصوات. كانت مفاجأة أذهلت شعوب دول العالم التي لا تعلم أين يوجد هذا البلد على خارطة العالم، وأذهلتنا كرياضيين تحقق الحلم واقامته بين ربوعنا وعلى مرمى من اعيننا، فكان اكبر تحدّ رياضي للإنسان الخليجي بعد أن نجح في استظافة سباق الفورملا1.

ولكن هذه الحلم السعيد بدأت تتخلله صور مزعجه فيها الكثير من الكوابيس غير الطبيعية ان دلت على شيء فإنما تدل على الصورة المفزعة التي اصبحت تصاحب الانسان العربي بدءا من التصرفات غير الحضارية التي يقومون بها على مرأى دول العالم الى الصورة المقيته لقتل الانسان لاخيه الانسان.

فدولة قطر وفرت كل متطلبات التنظيم الجيد ونجحت في كل اختبارات القياس، لكن ظروف المناخ أصبحت بقدرة قادر «مصيبة» ليس لها حل كأنها مشكلة وليدة اليوم لا الامس. فهل «الفيفا» سأل الحكومة البرازيلية مثلا عن أحوال الطقس العام 2014 وهل سيكون ممطرا ام غائما جزئيا.

ما يحدث حاليا من اجتماعات الفيفا والاتحادات القارية الأخرى، وما اثير حول قضية العمالة التي تعمل 24 ساعة في بناء الملاعب وتشييد المنشات وتساؤل صحيفة الغارديان البريطانية «هل سيتم بناء نهائيات كأس العالم على مقبرة» كلها كوابيس جلبها الإنسان العربي لنفسه واصبحت تصاحب ظهوره في نشرات الاخبار العالمية، حتى غدا خطرا على شعوب العالم التي تحاربه وتقف عائقا له خوفا من ان يخرج إلى الفضاء الخارجي ويتنفس ويكبر ويصبح قادرا على قول كلمته، لذلك ما اتمناه ان نستوعب الدرس وان يتكاتف الجميع حتى يمحوا من واقعهم كوابيس الظلام، وان لا يجنوا على انفسم وينطبق عليهم المثل القائل «جنت على نفسها براقش».