العدد 4060 - الجمعة 18 أكتوبر 2013م الموافق 13 ذي الحجة 1434هـ

إعادة تصنيف الأختام الدلمونية المبكرة

تناولنا في فصول سابقة تاريخ تصنيف الأختام الدلمونية بصورة عامة، وخلصنا إلى أن أفضل تصنيف لها هو تصنيف Kjaerum، الذي بدأه في العام 1980م وطوره في العام 2004م (Kjaerum 1980, 1983, 1986, 2004)، والذي يصنف الأختام الدلمونية إلى ثلاث مجموعات (مبكرة ووسطية ومتأخرة)، إلا أنه في هذا التصنيف تُسمى الأختام الدلمونية المبكرة باسم «أختام الخليج العربي»، والأختام الوسطية باسم «أختام دلمون الأولية»، والأختام المتأخرة باسم «الأختام الدلمونية».

وقد فضلنا التصنيف الذي أدخل تعديلات على هذه المسميات فأسماها على التوالي: أختام دلمون المبكرة، أختام دلمون المتوسطة، وأختام دلمون المتأخرة (Nayeem 1992, pp. 269 - 277).

تصنيف الأختام الدلمونية المبكرة

عُثر حتى الآن على قرابة 121 ختماً تم تصنيفها على أنها أول الأختام الدائرية التي ظهرت في الخليج العربي وبلاد الرافدين وإيران ووادي السند، وصنفت كلها في مجموعة واحدة لأنها متشابهة من حيث الشكل والوجه الظهري المحدب الخالي من الزخارف الدائرية والوجه الأمامي الذي يحتوي على رسومات قريبة من رسومات حضارات وادي السند، وبعضها عليه نقوشات للكتابة السندية.

ويلاحظ أن هذه المجموعة غير متجانسة وفي نفس الوقت شبيهة بالأختام التي ظهرت بعدها وهي الأختام الوسطية والأختام المتأخرة التي تتميز بوجود زخرفة الأربع دوائر على الوجه الظهري، وهذه المجموعات الأخيرة لا تمت بصلة إلى حضارة وادي السند.

ولهذه الأسباب أعطيت الأختام المبكرة أسماء مغايرة للأسماء الوسطية والمتأخرة، وقد رُبطت الأختام المبكرة بحضارة وادي السند بصورة رئيسية، فإما لأنها أختام سندية أو أنها نتاج لتأثيرات الحضارة السندية في الخليج العربي.

وأدى عدم تجانس الأختام المبكرة فيما بينها واختلافها الشديد عن المجموعات الأخرى لظهور أنماط مختلفة من التصنيف للأختام الدلمونية أو الأختام الدائرية ككل؛ حيث توجد ثلاثة أنماط من تصنيف هذه الأختام ككل، وقد تغير نمط التصنيف مع الزمن وازدياد أعداد وأنواع الأختام التي عثر عليها، فقد كانت تصنف جميع الأختام الدائرية تحت مسمى واحد، ثم أصبحت تحت مسميين، ثم أصبحت تصنف في ثلاث مجموعات، ومنهم من صنفها في أربع مجموعات (انظر الجدول المرفق).

يذكر أن مجموعة الأختام الوسطية لم يتم تمييزها إلا في العام 1989م في البحرين (Beyer 1989).

نظام التسمية الواحدة

أول الأختام الدائرية التي عثر عليها كانت في بلاد الرافدين وغالبيتها من مدينة أور، وقد نشر هذه الأختام Gadd في العام 1932م، ولم يكن حينها يعرف أي ختم دائري من منطقة الخليج العربي.

وقد عثر على 15 ختماً دائري ستة منها تمثل أختام دلمونية مبكرة عليها نقوش سندية، والتسعة الأخرى من الأختام الدلمونية اللاحقة التي تتميز بزخرفة الدوائر الأربع على الوجه الظهري، وقد أطلق Gadd مسمى «الأختام الهندية القديمة» على كل تلك الأختام.

وعندما اكتشفت البعثة الدنماركية أختاماً دائرية في موقع قلعة البحرين في الخمسينات من القرن المنصرم، أستخدم Bibby تسمية Gadd نفسها لوصف كل ما عثر عليه من الأختام، سواء كانت مبكرة أو متأخرة (Bibby 1958).

ورد Wheeler على Bibby واقترح أن تسمى هذه الأختام باسم «أختام الخليج الفارسي» (Wheeler). أما Gordon فقد انتقد نظام التسمية الواحدة واقترح أن تصنف تلك الأختام إلى ثلاث مجموعات (Gordon 1958)، ويعد هذا الاقتراح باكورة تصنيف الأختام الدلمونية الذي اتبع في السنوات اللاحقة.

تقسيم الأختام إلى فترتين زمنيتين

في العام 1965م اكتشف Buchanan طمغة ختم دلموني على وثيقة في حضارة بلاد الرافدين يمكن أن يحدد تاريخها؛ وقد أدى هذا الكشف لتحديد زمن ظهور الأختام الدلمونية المتأخرة بقرابة العام 1900 قبل الميلاد (Hallo and Buchanan 1965), (Buchanan 1965). كذلك أدى ذلك الكشف لإعادة النظر في تصنيف الأختام الدلمونية، ففي العام 1967م قسّم Buchanan الأختام الدائرية إلى مجموعتين: أختام الخليج الفارسي وأختام دلمون (Buchanan 1967).

في العام 1971م قسّمت Edith Porada جميع الأختام الدائرية التي عثر عليها في الخليج زمنياً إلى قسمين: أختام الخليج المبكرة، وأختام الخليج المتأخرة (Porada 1971). وقد سار على هذا النهج التصنيفي Mughal في تقريره عن مقبرة سار الأثرية، إلا أنه استخدم اسم دلمون بدل الخليج، أي أختام دلمون المبكرة وأختام دلمون المتأخرة (Mughal 1983, 64 - 66).

في العام 1980م بدأ Kjaerum عمله على تصنيف الأختام الدلمونية التي عثر عليها في جزيرة فيلكا، وفي العام 1983م وضع كتابه عن أختام جزيرة فيلكا.

اتبع Kjaerum نظام تصنيف Buchanan فقسّم الأختام إلى قسمين: أختام الخليج الفارسي وأختام دلمون، ثم قسم أختام دلمون إلى ثلاثة أقسام فرعية: الطراز الأول والطراز الثاني والطراز الثالث (Kjaerum 1981, 1983, 1986).

أما خالد السندي فقد استخدم تصنيف Mughal في كتابه عن الأختام الدلمونية الذي نشره في العام 1994 باللغة العربية (نشرت الترجمة الإنجليزية في العام 1999م).

وعلى الرغم من أن كتاب السندي ظهر بعد تمييز الأختام الدلمونية الوسطية في العام 1989م إلا أنه فضل أن يهمل هذه المجموعة المهمة من الأختام، والتي تمثل حلقة وصل ما بين الأختام المبكرة والأختام المتأخرة، كما أنه أهمل التقسيمات الفرعية للأختام المتأخرة التي أوجدها Kjaerum في العام 1980م.

التقسيم الثلاثي والرباعي للأختام الدلمونية

في العام 1989م أدخل Beyer تعديلات على طريقة تصنيف Mughal، فأوجد مجموعة ثالثة أسماها الأختام الوسطية، وقسّم الأختام المتأخرة إلى مجموعتين فرعيتين، وبذلك أصبحت الأختام الدلمونية تقسم إلى: أختام دلمونية مبكرة وأختام دلمونية وسطية وأختام دلمون المعيارية وأختام دلمون الكشية (Beyer 1989).

ويعاب على هذا التصنيف الأخير التسمية «الأختام المعيارية»؛ حيث إنه لا يوجد معيار يقارن به الختم لكي يسمى ختم معياري وختم غير معياري.

وفي العام 1992م أدخل Nayeem تعديلاً على تصنيف Beyer، فقسّم الأختام الدلمونية إلى ثلاث مجموعات: أختام دلمون المبكرة وأختام دلمون المتوسطة وأختام دلمون المتأخرة، وقسّم الأختام الدلمونية المتأخرة بحسب تقسيم Kjaerum، حيث إنها هي ذاتها التي أسماها Kjaerum أختام دلمون (Naeem 1992, p.269 - 277).

وفي العام 1994م أدخل Kjaerum تعديلات على تصنيفه السابق للأختام الدلمونية؛ فأعاد تقسيمها في ثلاث مجموعات: أختام الخليج العربي وأختام دلمون الأولية وأختام دلمون، واحتفظ بالتقسيمات الفرعية لأختام دلمون (Kjaerum 1994). يذكر أن هناك خلافاً جوهرياً في استخدام المسميات «أختام الخليج العربي» و «أختام دلمون» فهي ليست مجرد أسماء بل لها دلالات أخرى نكشف عنها في الفصل المقبل.

العدد 4060 - الجمعة 18 أكتوبر 2013م الموافق 13 ذي الحجة 1434هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً