أوضحت المدونة البحرينية هبة عبدالوهاب في لقاء مع «الوسط»، أنها على رغم إعاقتها البصرية، إلا أنها تُدير موقعها الإلكتروني الذي أطلقته مؤخراً بعنوان «ثقافيات» لوحدها من الألف إلى الياء، مؤكدة أن «التحدي والإرادة كفيلة بدفع الإنسان للتغلب على مختلف الصعوبات التي تعترض طريقه نحو التقدم والنجاح».
وفيما يلي نص اللقاء مع هبة عبدالوهاب:
ما هو السلاح الذي تقاتلين به شبح الإعاقة البصرية؟
- أهم شيء أن يكون هناك تحدٍّ عند الإنسان، فالشخص الكفيف هو شخص عادي، ولكن لديه بعض التحديات، وبإرادته يستطيع مواجهتها، وبالتالي يجب عليه أن يحاول توظيف الإمكانيات التي من الممكن أن تساعده في هذا الجانب، والتي نستطيع أن نطلق عليها مسمى التقنيات التعويضية.
لماذا اخترت تخصص الإذاعة والتلفزيون رغم معرفتك المسبقة بحاجة هذا التخصص لحاسة البصر؟
- أنا تعمدت اختياره مع أنه كان لديّ ميول صحافية، ولكني وجدت أن الإذاعة والتلفزيون سيشعرني بالرغبة في التحدي في الجانب التقني، ولكنني في جانب التصوير لا أستطيع الادعاء بأني أستطيع أن أثبت نفسي، ولذلك كنت أعتمد في التصوير على زملائي، ولكني في الجوانب التقنية أو التحريرية وغيرها، فإنني أستطيع إثبات نفسي فيها، ومع هذا أنا مهتمة في الجانب الإذاعي أكثر من التلفزيوني.
كيف تفسرين العلاقة ما بين إعاقتك البصرية وهواية الاطلاع والقراءة لديك؟
- القراءة من هواياتي منذ أن كنت أدرس في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وعندما كنت في المعهد البحريني السعودي للمكفوفين كانت هناك مكتبة، ولكن هذه المكتبة كان فيها عدد من الكتب التي لم تكن مقنعة بالنسبة لنا، وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية ظهرت تقنية (قارئ الشاشة) فنمت لدينا حاسة الاطلاع، وذلك لكثرة المصادر التي يوفرها عالم الإنترنت التي تساعد المكفوف على القراءة، فأصبحنا نطل على المجلات الأخرى والصحف اليومية.
بعد ذلك انقطعت عن القراءة فترة طويلة فأصبحت أعتمد على القراءة عن طريق المواقع، ولكن بعد تخرجي من الجامعة أحسست بكثير من الفراغ الذي أتاح لي العودة إلى القراءة، وذلك أن استثمار القراءة يمكن أن يساعدني على مزاولة اهتماماتي الثقافية التي استحدثتها، وحين تعترضني الكتب المنشورة على هيئة صور، أضطر للتعامل مع أشخاص يقومون بطباعتها لي على هيئة نصوص بأسعار جيدة، مع أنها مكلفة، إلا أنني أصر على هذا التحدي.
كيف تقرئين واقع المكفوفين في البحرين؟
- من ناحية التعليم، فجامعة البحرين هي أكثر الجامعات تعاوناً مع المكفوفين، وأما من ناحية التعليم ما قبل الجامعي فإنهم بدأوا ينفذون سياسة الدمج، بحيث يدرس الطالب في الصفوف الأساسية في المعهد الخاص بالمكفوفين، ومن ثم يتم إدخاله في مدارس الدمج، وأنا أرى بأن هذه خطوة جيدة، ولكن عندما كنت في مدارس الدمج كانت هناك نواقص معينة، بحيث إن المكفوف لا يستطيع الدخول في التخصصات العلمية والتجارية، ليس لأنه غير مسموح قانونياً، ولكن لأنه لا توجد الخبرات الكافية لتدريس المكفوف في هذا المجال.
وأما من ناحية المجتمع فهناك أشخاص عندما يحتكون بك ويعرفون شخصيتك فتعاملهم معك يكون ممتازاً، ولكن هناك أشخاص لديها نظرة أخرى للمكفوف، فتنظر له على أنه لا يستطيع أن يقوم بشيء، ولكن على الشخص الكفيف أن يعتمد على نفسه وأن يثبت لهم على أنه قادر على أن ينفذ كل شيء.
لماذا لا تكونين «لويس برايل» وتوظفين مهاراتك الإعلامية في تحسين واقع المكفوفين؟
- في الحقيقة، أنا تجنبت هذا الأمر في جميع مشاريعي في الفترة الجامعية، لأن هناك تفكيراً أن الشخص المكفوف لا يستطيع الكلام إلا عن نفسه، ومع هذا فإنه ليس لديّ مشكلة في توظيف مهاراتي الإعلامية في خدمة المكفوفين.
ما السبب في ضعف حضورك ضمن جمعية الصداقة للمكفوفين؟
- الجمعية حالياً لديها ركود، وقد كنت في المرحلة الثانوية أشارك معهم، ولكن الآن لا تشعر بأن هناك ما يجذبك لتذهب إلى هناك، فلماذا تذهب هناك، وفي المقابل أسعى للاندماج مع المجتمع والذهاب إلى الفعاليات الثقافية.
ولكن من باب الدعم لهم على الأقل...
- لا، الحضور في ذاته لا يعتبر دعم، لأنك ستذهب إلى الجمعية فقط للجلوس والكلام، المشكلة أنهم يعيقون الشخص الكفيف، دائماً يشجعون المتطوعين على أنهم يستلمون الفعاليات وينظمونها، فلماذا لا يولون المكفوف هذه المسئوليات.
أليس لديك مشروع تقدمينه للمكفوفين؟
- أنا أحاول أن أدعمهم في القراءة بحيث أقوم بنشر الكتب التي أقرأها، وهناك مجموعة على «تويتر» للقراء المكفوفين أحاول أن أتعاون معهم مع أنها ليست محلية فقط، ولكن هناك الكثير من الأعضاء المشاركين في هذه المجموعة.
ما هي قراءتك لواقع المرأة البحرينية؟
- بصراحة، أنا لا أركز على امرأة أو رجل، و لكن أعتقد بأن البحرين قطعت شوطاً واسعاً في مجال حرية المرأة، والمجتمع البحريني لا أعتقد بأن لديه مشكلة تجاه المرأة وحريتها، وطبعاً لابد من وجود حالات عنف أو تمييز ضد المرأة، ولكن بشكل عام وضع المرأة البحرينية أفضل بكثير من غيرها في دول الخليج.
ما هي الرسالة التي توجهينها للمرأة في يوم المرأة البحرينية؟
- أقول لها اعملي ما شئت، لا أقصد بذلك أن لا تهتم في المجتمع، لأن المجتمع أحياناً إذا تحدّته المرأة بشكل أكبر ما يحتمل لعلّه ينقلب عليها، ولكن إذا كانت هي واثقة من أن ما تقوم به ليس بخطأ، ولديها طموح وإمكانيات، يجب أن تدافع عن هذه الطموحات، نحن مشكلتنا ليس مع الدين وإنما مع بعض العادات والتقاليد التي تقيد المرأة.
علاقتك مع الإنترنت لا تخفى على من لديه معرفة بك، ما سر هذه العلاقة؟
- ربما لأنها مصدر اطلاعي الوحيد، بدون الإنترنت سأشعر بأنني في عالم مجهول، ولكن هذا لا يعني أن عالم الإنترنت أستخدمه كبديل عن العالم الواقعي، يمكن أن يخدم الإنترنت المكفوف في التقنيات المقروءة، مثلاً الصحيفة والكتاب الورقي ستعثر عليه على الإنترنت، ما سيتيح لك قراءته، ولكن إذا اعتمدت على المطبوعات المطبوعة بالطريقة القديمة للمكفوفين فإنك بالتأكيد ستعيش في عالم آخر، لأنه ببساطة لم يعد أحد يطبع بهذه الطباعة.
أطلقت مؤخراً النسخة التجريبية لموقع «ثقافيات»، حدّثينا عن المشروع وظروف التأسيس؟
- هناك شركة قامت بتصميم الموقع، واتفقت معها على أن يكون هذا الموقع يدعم قارئات الشاشة، وهم لقلة اطلاعهم عن قارئات الشاشة، حاولوا بنسبة كبيرة أن يكون متوافقاً مع هذه التقنية، من ناحية خارجية كان متوافقاً معها، ولكن داخلياً هناك بعض الأمور أقوم بتقييمها في هذه المرحلة التجريبية، وأما عن هدف الموقع فمن خلال ملاحظتي لواقع البحرين الثقافي كانت رؤيتي أن أفتتح هذا الموقع، وأنا أصررت على أن يكون من يساهم في هذا الموقع من المحترفين، ليكون عبارة عن موقع إعلامي محترف في الفضاء الإلكتروني.
هل لديك رؤية لتحقيق النجاح لهذا الموقع، في ظل مجتمع ضعيف الإقبال على الجوانب الثقافية؟
- أنا أتمهل في المسألة من أجل أن أبتكر شيئاً جديداً يمكن أن ينافس، ومن حيث إن المجتمع لا يقرأ، أنا لا أهتم كثيراً لهذا الأمر، إذ إن كل فرد على حسب اهتماماته، فنحن لا نستطيع أن نقول بشكل مطلق أن المجتمع لا يقرأ، فهذا الموقع وضعت له خطط مستقبلية كاستخدام تقنيات الجرافيك والوسائط المتعددة.
هذا سيجعلك بحاجة إلى كوادر تعمل معك...
- ليس قصدي أن يعملوا معي في إدارة الموقع، وإنما سيعملون كمساهمين، مثلاً أشخاص تكتب قصص، وأشخاص تساهم بمقالات، وآخرون يعملون تغطيات محلية أو تحقيقات، هذا يتطلب أن أعثر على الأشخاص المناسبين حتى أفتتح هذه الأقسام بشكل لائق.
هل أنتِ من يدير لوحة تحكم الموقع؟
- نعم، أتكفل شخصياً بإدارة الموقع تقنياً وتحريراً، وأتكفل بنفسي مهمة التنسيق، ولديّ مثلاً فنيو وسائط متعددة أستشيرهم حول ما يناسب أن أعمله.
أحد زملائك يقول إنك «غريبة الأطوار»، إلا أنك تعرفين طريقك جيداً، فإلى أين أنت ذاهبة؟
- رسالتي في الحياة أن أثبت نفسي كأي شخص آخر، مثلاً أنا اهتمامي إعلامي فأتمنى أن أحصل على عمل في مجال الإعلام، أو حتى أن أعمل أي شيء لأنني حتى الآن لم أخُض أي تجربة وظيفية، وأتمنى أن أثبت نفسي في الإعلام بشكل أو بآخر، وأما عن رسالتي في المجتمع فهي رسالة ثقافية عبر تقديم المواد الثقافية التي تساهم في تطوير المجتمع.
العدد 4060 - الجمعة 18 أكتوبر 2013م الموافق 13 ذي الحجة 1434هـ
طموح
عزيزتي هبه .. وفقك الله أينما كنتِ
الله يوفقها
موضوع رائع
الله يوفقك
ما يميز التجمعات الغربية هو مساندتها المطلقة لذوي الاحتياجات الخاصة ندعوا مجتمعنا الطيب بمساعده هبه على تحقيق أهدافها و كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه
بحرينية مبدعة
شئ مبهر ماشالله عليهه .. من هذا للافضل انشالله